"حافزٌ جديدٌ في سعيي نحو الفوز"

قد يكون 2024 هو عام الإنجازات الأكبر لناصر العطية. ويعود ذلك لسببين، أولهما وفق الترتيب الزمني، هو أنه سيسعى لحصد لقبه السادس في رالي داكار، والذي سيكون الثالث له على التوالي، ليُحرز ثلاثية إن فعل ستضعه جوار آري فاتانن وبيير لارتيج فقط ضمن من حققوا ذلك الإنجاز ضمن فئة السيارات. فيما يأتي التحدّي الآخر في نهاية يوليو/تموز وبداية أغسطس/آب داخل المركز الوطني للرماية في شاتورو خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس، حيث سيشارك القطري للمرة السابعة في الأولمبياد آملًا في أن يُحرز الميدالية الثانية في لعبة الرماية بعد برونزيته في لندن في 2012. لكن دعونا نعود إلى مهمته الأولى في الرالي الأعرق، إذ وعوضًا عن خوض ذلك التحدّي عبر السبيل السهل من خلال البقاء على متن سيارة تويوتا هايلوكس تي1+ فائقة التنافسية والتي قادها نحو حصد لقب داكار في 2019، 2022 و2023، آثر صاحب الـ 53 عامًا خوض تحدٍ جديد عبر الانضمام إلى فريق برودرايف، حيث يحلم بأن يحقق اللقب على رابع سيارة مختلفة: بعد فولكسفاغن رايس طوارق في 2011، ميني في 2015 وتويوتا، لينافس في نسخة 2024 بسيارة برودرايف هانتر. ويمكن القول بأن ذلك يمثّل تحديًا محسوبًا جزئيًا من خلال الخبرة التي باتت تمتلكها تلك السيارة بعد منافستها القريبة على الفوز مع سيباستيان لوب وصيف الرالي في 2022 و2023. وبطبيعة الحال، سيُجاور العطية رفيق رحلته الطويلة وملّاحه الموثوق ماتيو بوميل، والذي يملك 4 ألقاب في داكار ويأمُل الاقتراب أكثر من حامل الرقم القياسي لأكبر عدد ألقاب لملّاح في داكار، جان-بول كوتريت (7 ألقاب مع ستيفان بيترانسيل). وبذلك قد يمثّل العام 2024 موسمًا استثنائيًا للثنائي القطري-الفرنسي، وذلك بعد موسم مدهش في 2023 حصلا فيه على لقب آخر لبطولة "دبليو2 آر سي" إثر الفوز في داكار، المكسيك والأرجنتين.

ناصر العطية: "نسخة داكار السابقة كانت صعبة على الجميع. كان من المدهش أنني تمكنت من الدفاع عن لقبي. أنا سعيد بامتلاكي 5 ألقاب، والآن مسرور بأن أكون جزءًا من فريق جديد وأن أخوض تحديًا جديدًا في النسخة التالية من داكار. يمنحني ذلك حافزًا مختلفًا في سعيي نحو الفوز في داكار. لقد أحرزت اللقب 5 مرات مع ثلاثة فرق مختلفة، حيث سندخل تاريخ الراليات إذا ما فزنا بداكار 2024 مع برودرايف هانتر. إنه شعور رائع أن أعود بجوار سيباستيان لوب. أكنّ له الكثير من الاحترام. سنحاول العمل سويًا من أجل الفوز بداكار. أحب المنافسة الممتدة لأسبوعين في ذلك الرالي العريق. أعمل كثيرًا مع الفريق كذلك ونتشارك العديد من الأمور، وأنا أقدّر ذلك جدًا. ثلاثة أو أربعة منّا هيمنوا على داكار على مدار الأعوام العشرة الأخيرة. مستوى المنافسة مدهش للغاية، إذ عليك أن تبذل أقصى ما لديك من أجل الفوز في داكار. لديّ تاريخ طويل مع برودرايف، حيث قدت لصالحهم في منافسات الراليات مع سابارو وفزت بالعديد من السباقات مع هذا الفريق. وعندما رأيت برودرايف تدخل عالم الراليات الصحراوية، علمت أنهم سيكونون تنافسيين للغاية في المستقبل. وبالفعل تمكن سيباستيان لوب من حصد المركز الثاني في النسختين السابقتين من داكار، لكن تلك النتائج كذلك أتت بسبب القليل من الأخطاء. 2024 سيكون عامًا مميزًا كذلك، ليس فقط لأنني سأتمكن من المشاركة للمرة السابعة في دورة الألعاب الأولمبية، ولكن لأنه لديّ الفرصة كذلك للفوز بداكار مع رابع مُصنّع مختلفة".

ماتيو بوميل: "ناصر هو تمامًا كما ترونه على التلفاز. فهو شخص كريم جدًا، لطيف للغاية ودومًا ما يكون ودودًا وبسّامًا. ولحسن حظي أنه يحافظ على تلك الصفات داخل السيارة خلال الرالي، مهما حدث. إذ دائمًا ما نحافظ على هدوء أعصابنا ونحاول تجنّب التوتّر، وهو ما يساعدنا كي نعمل على نحوٍ أفضل، ولا سيما من ناحيتي مع الجانب الملاحي. أنا محظوظ جدًا بوجودي معه، فهو بمثابة أخ لي الآن. أمضي معه وقتًا خلال العام أكثر مما أمضيه مع عائلتي. تلك العلاقة، طريقة عملنا سويًا والثقة المتبادلة بيننا هي عوامل لها بالغ التأثير على نتائجنا. حيث أننا نكون سويًا خلال الراليات، ولكن خارجها كذلك. أعتقد بأن سيارة هايلوكس ما تزال بالطبع قادرة للغاية على المنافسة للفوز بداكار في 2024، لكن ذلك لا يضمن استمرار ما نرغب بفعله سويًا مع ناصر. فقد أمضينا 7 سنوات مع تويوتا وحققنا لهم كل ألقابهم في داكار، كما فزنا كذلك بكأس العالم للراليات الصحراوية وراليات الباها 4 مرات وأحرزنا لقب بطولة العالم في "دبليو2 آر سي" في 2022 و2023. ندخل الآن مغامرة مختلفة ونحن متحفزان للغاية وجاهزان لخوض تحديات جديدة".