"أنت تخوض معركة مع نفسك، وليس فقط في مواجهة الآخرين"

بعمر 34 عامًا فقط، يتحضّر مارتن ماسيك لخوض رالي داكار للمرة الـ 12 في مسيرته ضمن فئة الشاحنات. وكان رائد الأعمال التشيكي صاحب الشخصية المميزة قد سار على خطى والده مارتن الأب الذي شارك للمرة الأولى ضمن أصعب رالي في العالم في 2003. فيما بدأ مارتن الأبن مسيرته في عالم السباقات في 2012 كملّاح مع السائق فلاستيميل فيلدمان قبل أن ينتقل إلى مقعد السائق بدءًا من 2015. وعلى مدار سنوات مسيرته، بات مارتن أحد أبرز المنافسين في فئة الشاحنات، بالرُغم من أنه لم يتواجد مطلقًا بشكل واقعي في مركز يسمح له بتهديد معسكر فريق كاماز-ماستر المهيمن ضمن النسخ السابقة من داكار، إذ كان المركز الرابع أفضل نتائجه في مواجهتهم في 2021. مع ذلك، فإن غياب الفريق الروسي المسيطر في 2023 فتح المنافسة على مصراعيها في فئة الشاحنات وأدّى إلى معركة تشيكية-هولندية حابسة للأنفاس بين ماسيك، أليس لوبريس، ياروسلاف فالتر، فان دن برينكس والفائز النهائي يانوس فان كاستيرين. وكان مارتن راضيًا بمركز الوصافة ضمن الترتيب العام، بالرُغم من فوزه بأربع مراحل، كما أنه كان سعيدًا بتحقيق صديقه فان كاستيرين للقب داكار. خسر مارتن الوقت حينها إثر ارتفاع حرارة مكابحه في المرحلة الثانية، ما تسبب بانفجار إطارين على سيارته، ومن ثم علق في الوحل في المرحلة التاسعة. هذا ويعود التشيكي في 2024 كأحد أبرز المرشحين للفوز في داكار، حتى وإن أصرّ على أن تحدّي المنافسة على الفوز في داكار ثقيل للغاية، كما هي شاحنته أيفيكو باورستار التي تزن 10 أطنان. بلقب يُدعى "سيندا"، فقد تم بناء تلك الشاحنة في الورش الخاصة بأم أم تكنولوجي، كما تعود لخوض داكار للمرة الثانية هذا العام. وتعتبر أم أم تكنولوجي النسخة الأحدث من الفريق الذي أسسه مارتن مع والده، حيث سيزودان من جديد فريقي إيتالترانس رايسيغ وفايرمن داكار بالمركبات والخدمات في نسخة 2024. كما يوفّر مارتن كذلك الخدمات الإعلامية والتسويقية من خلال شركتيه أم أم برودكشن وأم أم فوتوغرافي بروجكتس، ما يضمن انشغاله على الدوام بالعديد من الأمور! وللعام الخامس على التوالي، ينضم إلى مارتن ملّاحه لفترة طويلة فرانتيسيك "فرانك" توماسيك والميكانيكي دايفيد سفاندا، وكلاهما متحمسان لمساعدته على السعي نحو تحقيق اللقب، لا سيما وأن جمهورية التشيك العاشقة للراليات تنتظر ذلك اللقب الحلم منذ العام 2001، حيث يبدو مارتن أحد أقرب أبنائها لإنهاء ذلك الانتظار.

مارتين ماسيك: "داكار بأكمله كان مختلفًا تمامًا العام الماضي فيما يتعلق بمنافسات الشاحنات. كانت المنافسة ممتعة للجميع وخضنا معركة كبيرة. لكن داكار سباق صعب للغاية، لذلك فإن عملية الإقصاء استمرت في كل مرحلة. كان هنالك 10 متنافسين، ومن ثم أصبحوا 5، ثم 4، 3، وفي النهاية بقيت أنا ويانوس. لذلك كانت المعركة مثيرة حتى النهاية. رغبت بتحقيق الفوز طبعًا، لكنني سعيد بأن أفضل صديق لي على شبكة الانطلاق تمكن من تحقيق الفوز في داكار. مع ذلك، (ضاحكًا) سأهزمه في المرة التالية! لم يكن هنالك أضرار كبيرة على الشاحنة، فقط بعض المشاكل الصغيرة بحاجة لتحديثات. اختبرنا الشاحنة في تونس لبضعة أسابيع ووجدنا أنها بالإمكان أن تسير بشكل أسرع. لكن الإعدادات تكون معقدة دومًا مع الشاحنات، فالأمر لا يتعلق فقط بالهيكل. فلديك جهازا تعليق لكل عجلة، إلى جانب عدة أجهزة زنبرك، ومن ثم أربعة أجهزة تعليق إضافية في القمرة. يجب أن يتم إعداد كل هذه الأشياء بشكل مثالي، ومن الصعب إيجاد التوازن المناسب لكل نوع من التضاريس. كنت قادرًا على القيادة بسرعة كبيرة في المغرب إلى حد أن الإطارات لم تصمد لـ 100 كلم. الأمر ليس سهلًا".
"هل ما أزال أملك ذات الرغبة؟ حسنًأ، تخيّل أنك تبذل أقصى ما لديك كل يوم من أجل الفوز بداكار، وفي النهاية تحرز المركز الثاني. أن تبقى ضمن الثلاثة الأوائل، فهذا يعني أنك تخوض 50% من المعركة في مواجهة نفسك، وليس فقط الآخرين. أنت بحاجة لأن تُكمل الحدث وتتفادى المشاكل، لكنك تعرف بأنك ستتعرض للمشاكل. ولهذا داكار صعب للغاية. أتطلّع لمرحلة الـ 48 ساعة الخاضعة للتوقيت لأنها تمثّل تحديًا جديدًا. إنها مغامرة، وتشكّل عودة إلى جذور داكار. وهذا ما نريده جميعًا، وهذا ما نسابق لأجله. سنستمتع بهذا التحدي، وثلاثتنا نائمون في مكان ما في الصحراء. نحتاج فقط للحفاظ على الشاحنة كونها ستكون في صحراء الربع الخالي، وكل الأمور واردة الحدوث هناك".


دايفيد سفاندا: "بدايتي مع رياضة السيارات كانت بعمر الـ 16، عندما كنا نساعد على المسار في الراليات المحلية. أعمل مع أم أم تكنولوجي منذ 2018. خضت منافسات داكار للمرة الأولى في البيرو في 2019 كميكانيكي-كهربائي، ومنذ فبراير/شباط 2019 وأنا أعمل كميانيكي سباق وعلى رأس التركيبات الكهربائية. بالنسبة لي، كان داكار 2023 مثل الأعوام السابقة، فقط مع نهاية أكثر سعادة. يجب أن تتمتع بذات المستوى من العمل والالتزام في كل مرة، سواء كنت ستُنهي على منصة التتويج أو ضمن العشرة الأوائل. طاقمنا يتألف من 3 أشخاص وكل فرد له دور مهم للغاية، إذ ومن دون بعضنا البعض لا يمكننا بلوغ النتيجة الأفضل. وذلك لأن أي خطأ أو قرار غير صائب قد أتخذه بإمكانه تدمير حظوظ كامل الفريق، وتلك فرصة تأتي مرة واحدة كل عام".

فرانتيسيك توماسيك: "خبراتي الأولى والوحيدة في السباقات كانت مع مارتن. اعتدنا ركوب دراجات الطرق الوعرة سويًا، فقط للاستمتاع. نعرف بعضنا البعض منذ فترة طويلة، لأن والد مارتن هو من صمم أول شاحنة تسابق له في مدينتي. فكرة خوض السباقات سويًا بدأت كمزحة، لكننا ننافس سويًا في الشاحنة لـ 9 أعوام الآن! مهما كان المكان الذي نتواجد فيه، أو مدى سوء الأجواء، فإنني ومارتن يمكننا الاعتماد على بعضنا البعض. أكون حاضرًا دومًا لأجله إذا ما كان بحاجة للنصيحة، داخل أو خارج الشاحنة. تجمعنا ذات القيم ونفس حس الدعابة. دايفيد كذلك انسجم معنا بشكل جيد، لذلك أعتقد بأننا نمثّل طاقمًا ممتازًا. نريد الاستمتاع بوقتنا مع الفريق وأن نحصد الفوز، وذلك لأن الجميع وضعوا أقصى جهودهم خلال مرحلة التحضير".