"إذا ما أكملت داكار على منصة التتويج، فإن بوسعك على الأرجح الفوز به"

برز سكايلر هاوز كأحد أفضل دراجي الراليات في العالم خلال الأعوام الأخيرة، لكن مسيرته نحو القمة لم تكن سلسة على الإطلاق. خلال نشأته في جنوب ولاية يوتا، تعلّم سكايلر كيفية قيادة دراجة هوندا من طراز اكس آر75 والتي اشتراها والده من ساحة لبيع المركبات القديمة. وبعد أن صنع اسمًا لنفسه على ساحة سباقات الطرقات الوعرة في الولايات المتحدة، تحوّل إلى المنافسات الاحترافية في 2012 وحصل على أول فرصة كبيرة مع الدراج الشهير كريس بلايس الذي سبق وحقق المركز الثالث في داكار ضمن فئة الدراجات في 2007. مقتديًا بكريس والأسطورة الأمريكية كرت كاسيلي، تمكن سكايلر أخيرًا من المشاركة في الرالي الأصعب في العالم في 2019، وذلك بعد سنوات من مشاهدته على التلفاز رفقة والده. ولم تكن مشاركته حينها سهلة على الإطلاق، حيث عانى من توتّر، وعكة صحية وحوادث، كما أصيب في كتفه ما أجبره على الانسحاب. في المقابل، فقد عاد في 2020 ليحقق نتيجة مميزة بحلوله في المركز التاسع الإجمالي، بالرُغم من تعرضه لإصابة في الرقبة في مرحلة مبكرة. هذا وعاد سكايلر في 2021 مع فريق باس وورلد كاي تي ام الشهير، حيث قدّم كل ما لديه للحصول على عقد مصنعي، إذ قام ببيع معظم ممتلكاته - بما فيها دراجته التي شارك بها في داكار في 2019 - من أجل تمويل مشاركته. وقد أتت تلك المغامرة أكلها، حيث حل بالمركز الخامس، وحصد في النهاية عقدًا مع فريق هوسكافارنا المصنعي. لحظة تحقق فيها حلم الأمريكي، وهو الذي قبل عام أظهر أنه يملك بالفعل ما هو لازم لفك شفرة هذا الحدث العريق، عندما جمعته معركة ثلاثية مدهشة مع كيفن بينافيديس وتوبي برايس تصدّر خلالها الرالي لمدة 6 أيام وكان على بعد 28 ثانية فقط من المركز الأول قبل مرحلتين من النهاية، لكن بعض الأخطاء الاستراتيجية المتأخرة كلّفته المنافسة على الفوز ليكتفي بالمركز الثالث خلف الأرجنتيني والأسترالي. يُذكر أن سكايلر قد ترك صفوف هوسكافارنا في صيف 2023 وانضمّ إلى الفريق الذي وصفه "بالأيقوني": مونستر إنرجي هوندا، في خطوة تمثّل بشكل كبير عودة إلى جذوره. حيث أمضى سكايلر الجزء الأكبر من مسيرته الأولى على متن دراجة هوندا، مسجلًا انتصارات بالغة التأثير في باها رالي وسونورا رالي على متن دراجة 450اكس. لكن لسوء الحظ لم تكن بداية رحلته الجديدة مع هوندا سهلة، حيث تعرض لحادث على متن دراجة هوندا سي آر اف 450 رالي في المرحلة التمهيدية لرالي المغرب في أكتوبر. بيد أنه وعلى الجانب الآخر تفادى التعرض لإصابات خطيرة. فيما كان الموسم متقلبًا لصاحب الـ 31 عامًا في بطولة العالم للراليات الصحراوية، إذ أنه وبعد منصة تتويجه المدهشة في داكار، حل بالمركز السادس في رالي أبوظبي الصحراوي، قبل انسحابه من سباق موطنه في سونورا رالي، غيابه عن تحدّي روتا 40 وتعرضه لتلك الحادثة المبكرة في المغرب. لكن حتى ولو لم يدخل داكار 2024 بوتيرة قوية، إلّا أنه ما يزال أحد أبرز المرشحين للمنافسة على الفوز ضمن معسكر هوندا.

"إذا صعدت على منصة التتويج في داكار، فإن بمقدورك على الأرجح الفوز بلقبه. يعتمد الأمر على تحسين حرفة التسابق لديك وأن تتعلّم من أخطائك السابقة. كان هنالك يومان مختلفان العام الماضي حيث قمت بتجربة استراتيجية غير ناجحة، وبالتالي بوسعي الاستعانة بتلك المعرفة هذا العام. كثير من الجوانب في داكار تعتمد على الحظ. وذلك جمال الرالي في الواقع، أنك ستواجه دومًا تحديًا جديدًا. تخرج للمنافسة في كل يوم وتفكّر: "تلك هي استراتيجتي". لكن تلك المرحلة وهذه الصحراء لهما خططهما الخاصة لك. أعتقد بأنني سأعود إلى ذهنيتي الأصلية وأستمتع بالحدث. عليك أن تقلل الأخطاء التي ترتكبها وتواصل المُضي قُدمًا. سبق وتصدرت الرالي لست مراحل العام الماضي، وكنت ضمن الثلاثة الأوائل لمعظم الحدث. لذلك أعلم أن بوسعي الفوز به. سأستعين بكل ما تعلمته في 2023 وأطبقه على نسخة 2024. سأستهدف اللحاق بالمتصدرين أمامي وبذل أفضل ما لديّ".
"دومًا ما يكون بمثابة الحلم أن تقود لصالح فريق أيقوني كهذا، لذا أن أتواجد بالفعل هنا لهو أهم أمر ما حصل في مسيرتي بالتأكيد. هنالك الكثير من الأمور في هذه الرياضة التي تسير على نحوٍ خاطئ، والحوادث جزء من ذلك العالم. لكن أن تتعرض لحادثة وتسقط في أول يوم لك مع فريقك الجديد لم يكن السبيل الذي أردته لاستهلال مسيرتي معهم! لحسن الحظ سيكون التعافي سهلًا من تلك الحادثة. في المقابل، من الرائع وجود زميل أمريكي بجوارك، ولا سيما واحد قد نشأت بالقرب منه. أنا وريكي كنا متنافسين لفترة كبيرة من حياتنا، كنا متنافسين شرسين للغاية. كما كنا غريمين كذلك، والآن بتنا زميلين. سنتدرب سويًا، وستكون استراتيجياتنا معروفة لبعضنا البعض، وذلك نوع من التغيير! لكن وبالرُغم من التواجد ضمن ذات الفريق، فما تزال هنالك تلك الرغبة بهزيمة بعضنا البعض".