الفوز الثاني لسيث كوينتيرو، بفارق ثانية واحدة!

Dakar 2025 | المرحلة 5 | العلا > حائل
January 9 ^th ٢٠٢٥ - 18:55 [GMT + 3]

في دائرة الضوء

من منظور جوي، كان من الممكن رؤية أن التحدي الخاص باليوم وقع على خط يمتد من الغرب إلى الشرق على مسافة 428 كيلومتراً عبر منطقتي العلا وحائل. وعند تكبير الصورة، أصبح واضحاً أن الدراجين والسائقين والطواقم واجهوا مرحلة متنوعة بشكل خاص، حيث تساوت فيها المسارات الرملية السريعة مع المقاطع الصخرية، التي كانت في بعض الأحيان ذات طبيعة بركانية، مما استوجب الحذر. على صعيد الدراجين والسائقين، فقد صادفوا تكوينات صخرية كانت تبدو إما مُهيبة أو مغرية، حسب الرغبة، لكنها لم تعطي أيّة إشارة واضحة حول الاتجاه الذي يجب اتباعه. كانت الملاحة صعبة في الجزء الأخير من التحدي، حيث كان من المهم بشكل خاص العناية بالإطارات على التضاريس المكونة من الحصى. تجنّب لوسيانو بينافيديس جميع الفخاخ ليُهيمن على المرحلة ضمن فئة الدراجات، ونسج سيث كوينتيرو على ذات المنوال، محقّقاً الفوز للمرة الثانية في الأسبوع الأوّل بفارق ثانية واحدة عن ناصر العطية، الذي عاد إلى المنافسة.

الخطوط العريضة

• عاد لوسيانو بينافيديس إلى المقدمة، حيث لم يفز بأيّ مرحلة في داكار منذ 2023، وتلك النسخة كانت الأفضل له حتى الآن. خسر أدريان فان بيفيرين الفوز بالمرحلة إثر حصوله على عقوبة لتجاوزه السرعة المسموح بها، لكنه تقدّم إلى المركز الرابع في الترتيب العام.
• لم تكن صدارة دانيال ساندرز الترتيب مهددةً بأيّ شكل من الأشكال. سيتمكن الأسترالي من الاستمتاع بيوم الراحة، متفوقًا بفارق 6 دقائق و52 ثانية على توشا شارينا وبـ 17 دقيقة و38 ثانية على روس برانش. تحتلّ كاي تي ام، وهوندا وهيرو مراكز منصة التتويج حالياً.
• بعد يوم عصيب بالأمس، أظهر ناصر العطية معدنه الحقيقي ليستعيد 10 دقائق على جميع منافسيه الحاليين على صعيد الترتيب العام المؤقت. ولكن، هذا هو نفس الزمن الذي سُلّط عليه كعقوبة بسبب وصوله إلى مخيّم المبيت دون إطار احتياطي. ونتيجة لذلك، أصبح الفوز بالمرحلة من نصيب أصيل كاليفورنيا سيث كوينتيرو، بفارق ضئيل للغاية – ثانية واحدة فقط – ما خوّله تحقيق فوزه الثاني في نسخة هذا العام من الرالي.
• لا يزال هينك لاتيغان يتصدر الترتيب العام بفارق 10 دقائق و17 ثانية عن يزيد الراجحي و20 دقيقة و54 ثانية عن ماتياس إكستروم. من جهته، سيتعيّن على السائق القطري، الذي يتأخر بـ 35 دقيقة عن المتصدر الجنوب أفريقي، الانتظار أكثر قبل منح علامة "داسيا" أوّل فوز لها في داكار. في المقابل حقّق ياسر السعيدان الفوز للمرة الأولى في مسيرته ضمن فئة تشالنجر عند بلوغ خطّ النهاية في حائل. لم يعد السائق السعودي يملك أيّ فرصة للفوز على صعيد الترتيب العام، لكنه لا يزال يرغب في أن يبرز في السباق. وتمكّن نيكولاس كافيلياسو من توسيع الفارق بعد استفادته من المشاكل التي واجهها كوربن ليفرتون. ها هو الآن يتقدّم بفارق 28 دقيقة على غونزالو غيريرو، أقرب ملاحقيه.
• في فئة سايد باي سايد، لا يزال تشاليكو لوبيز في دائرة المنافسة على الفوز بالمراحل وحقق فوزه الثاني اليوم، متفوقاً على بروك هيغير بفارق 20 دقيقة. لن يمانع الأمريكي ذلك، لأنه يتصدر الفئة بحلول يوم الراحة بفارق ساعة و21 دقيقة عن زميله في فريق "بولاريس" كزافيه دي سولتريه.
• كالمعتاد يقود مارتين ماسيك بثبات خلف مقود شاحنته، التي كانت الأسرع للمرحلة الرابعة على التوالي، ولم يعد يستطيع رؤية أليس لوبرايس وفايدوتاس زالا في المرايا الخلفية. ويتأخر أقرب ملاحقيه، ميتشل فان دن برينك، بحوالي الساعتين.

تعليق اليوم
يزيد الراجحي: "أصعب أسبوع أول في مسيرتي في رالي داكار"

خسر السائق السعودي يزيد بن محمد الراجحي (تويوتا "هايلوكس - أوفردرايف")، الذي أنهى اليوم في المركز الخامس خلف الجَنُوب إفريقي هينك لاتيغان (تويوتا "هايلوكس - غازو") ، مزيدًا من الوقت أمام هينك، مُتصدّر الترتيب العام المبدئي لفئة السيارات. مع ذلك، فإن السائق السعودي، الذي قطع مسافة أطول في الرالي مقارنةً بالعام الماضي، مستعدٌ للهجوم إذا سنحت له الفرصة. حيث يحتل الآن المركز الثاني في الترتيب العام المبدئي بفارق 10:17 دقائق خلف هينك.

قال يزيد: "لم تكن مرحلةً سهلة. لقد افتتحنا المرحلة الخاصة أول 200 كيلومتر تقريبًا دون المخاطرة، لأننا سمعنا ضوضاء صغيرة قادمة من القسم الخلفي للسيارة، التي أردنا إعادتها إلى مُخيَّم المبيت سالمةً قبل الأسبوع الأخير، حيث لدينا فيه مركز جيد. كان هذا هو أصعب أسبوع أول في مسيرتي في رالي داكار. كانت جميع المراحل طويلة وصعبةً في كل مكان. في العام الماضي كنت متصدرًا الرالي حتى اليوم السابق ليوم الراحة، عندما انقلبت السيارة بسبب مشكلةٍ في نظام التعليق. اليوم، كنا قريبين من الصدارة، بفارق سبع دقائق فقط، وهو أمر لا يذكر. قادرون على تقديم أداءٍ جيدٍ على الكثبان الرملية".

ضربة قاسية

علّق كوربن ليفرتون آمالاً كبيرة في الصعود على منصة تتويج داكار في فئة تشالنجر خلال مشاركته الأولى في الحدث. بالفعل، بدأ أصيل كاليفورنيا السباق بشكل ممتاز، حيث فاز بالمرحلة الاستعراضية قبل أن ينهي المراحل الأربع الأولى ضمن الخمسة الأوائل. ولكن، أجهزت المرحلة الخامسة على طموحاته. فمع احتلاله المركز الثاني في الترتيب العام، واجه أول مشكلة له في الأسبوع بعد عطل ميكانيكي عند الكيلومتر 172. وضرب ذات الحظ العاثر مواطنه هانتر ميلر في وقتٍ لاحق من المرحلة الخاصة. حيث كان المبتدئ ضمن فئة سايد باي سايد يحتلّ المركز التاسع في الترتيب العام. لم يكن يوماً سهلاً على الأمريكيين، فعلاوةً على ذلك كان الفوز بمرحلة اليوم في قبضة سارا برايس، التي انسحبت بالفعل من المنافسة على اللقب، قبل أن تتوقف على بُعد 45 كيلومتراً من خطّ النهاية. سيحظى الأمريكيون الثلاثة بيوم الراحة لتجاوز مشاكلهم، قبل أن يخوضوا غمار الأسبوع الثاني لتعويض ما فاتهم.

إحصائية اليوم: 27 مترًا

قطع المُشاركون المرحلة الخاصة الخامسة من العُلا إلى حائل مسافة 428 كيلومترًا، تميَّزت بأنها صعبة حيث كانت كل ثانية مهمة، كما أكدَّ ناصر العطية. وكان سائق "فريق داشيا" أسرع من اجتازَ خط النهاية، بتوقيت 4:22:54 ساعات، وذلك قبل أن يتلقى فرض زمنية عليه بإضافة 10 دقائق إلى توقيته. نتيجةً لذلك، فاز سيث كوينتيرو بفارق ثانية واحدة فقط! يمكن تحويل هذا الزمن، 4:25 ساعات، إلى مسافةٍ تقارب 27 مترًا. للحصول على تصور أفضل، فإن هذا يعادل اصطفاف ست سيارات داشيا "ساندرايدر" في خطٍّ مُستقيم - هذا أقرب توضيح مدى التقارب بين ناصر وسيث في النهاية...

أداء اليوم
دعونا نعود بضعة أيام إلى الوراء، لنستعيد لحظةً مازحَ ناصر العطية مُنافسه سيث كوينتيرو: "هذا الرالي للرجال المُخضرمين، وسيتعيّن على اليافعين انتظار دورهم". ردّ سيث جديًّا بالفوز بالمرحلة الخاصة الأولى في رالي داكار. ومنذ ذلك الحين، واجه العديد من النكسات التي منعته من المنافسة على المراكز الأولى، لكنه قدم عرضًا رائعًا آخر في المسار إلى حائل اليوم، حيث سجّل فوزه الثاني بإحدى مراحل الرالي هذا العام. فُرِضَت عقوبة زمنية على ناصر، وتسلّم سيث الفوز بالمرحلة الخاصة بفارق ثانية واحدة فقط. نشاط المُشاركين الشباب في رالي داكار وضاح: وإذا وضعنا في الاعتبار أن الشاب البالغ من العمر 22 عامًا قد فاز فعلًا بـ 20 مرحلة خاصة في فئة التحدِّي في مشاركاته السابقة، فإن إجمالي ما حققه مثيرٌ للإعجاب حقًّا. بهذا المعدل، قد ينافس سيث نظيره ناصر في السجلات، وربما لن يضطر إلى الانتظار حتى سن الأربعين، كما فعل ناصر في عام 2011، لتسجيل فوزه الأول بلقب الرالي، وسيكون من غير الحكمة الرِّهان ضد ذلك.

"دبليو 2 آر سي": سيث كوينتيرو يُنافس العظماء
لم يستسلم سيث كوينتيرو اليوم على الرغم من تأخره في الترتيب العام المبدئي. مستلهمًا من قُدوات مثل ناصر العطية ويزيد الراجحي. سجَّل سيث حتى الآن 14 نُقطة، وباتَ يتمتَّع الآن بالحكمة لأن يُدرك أن عليه حصد النِّقَاط في بُطولة العالم. قال سيث: "لم يكُن اليوم الأول من المرحلة الماراثونية جيدًا بالنسبة لنا مع ثلاث انثقابات للإطارات، على تلك الصخور، الأمر أشبه باليانصيب ولم نكن محظوظين. الأسبوع الأول كان جيدًا جدًا معنا، مع فوز في البداية وإنها مرحلتين في المركز الثاني، لكن من ناحية أخرى، خسرنا 40 دقيقة في المرحلة الماراثونية، ومع انثقابات الإطارات التي حدثت بالأمس. بشكل عام، لم يكن الأمر سيئًا للغاية. الآن، سنواصل التقدم".

رالي داكار الكلاسيكي
وصل السائق كارلوس سانتاولالا، الذي يتصدر قائمة الفائزين بالمراحل، إلى بيشة بعد أن حقق 9 انتصارات في المراحل الخاصة في سيارة تويوتا "لاند كروز أتش دي جاي 80". وقد أضاف الآن انتصارين ليصبح إجمالي انتصاراته 11 انتصارًا. أما خوان موريرا، الذي بدأ الرالي هذا العام، فقد حقق 5 انتصارات، فيما حقق لورينزو تراغليو 4 انتصارات بما في ذلك الانتصار الذي حققه قبل يوم أمس. واليوم، أكمل كارلوس ولورينزو قسم العودة بنقاط متساوية، مما أجبر المسؤولين على استشارة كتاب القواعد لمعرفة كيفية الاختيار بالضبط بين السائقين من سيفوز بهذه المرحلة، يكتب المُشاركون في رالي داكار الكلاسيكي أسطورتهم الخاصة.