العطية وكوينتانيا في وضع الهجوم

Dakar 2024 | المرحلة 5 | الهفوف > الشبيطة
January 10 ^th ٢٠٢٤ - 19:20 [GMT + 3]

في دائرة الضوء

كما يوحي الاسم، فإن منطقة الربع الخالي لا تعج بالمعالم السياحية المعمارية أو الثقافية التقليدية. ومع ذلك، بالنسبة لعشاق سباقات الرالي، فهي بمثابة كنز مذهل مع الكثبان الرملية التي تمتد على مدى البصر. ملايين؟ ربما مليارات؟ من يدري، من الصعب إحصاء العدد أثناء وجودك في خضم حمى الرمال. وكان الدراجون وأفراد الطاقم على استعداد للقفز من أكياس نومهم في جوف الليل لقطع طريق بطول 508 كيلومترات والغطس في بحر من الكثبان الرملية في مرحلة خاصة محورية بطول 118 كيلومترًا مهدت الطريق لإقامتهم في الربع الخالي. بابلو كوينتانيا، الذي قطع الكثير في صحراء أتاكاما في تشيلي، وناصر العطية، الذي تعلم الحبال في رمال قطر، رفعا حرارة المنافسات اليوم وأضافا فوزاً جديداً إلى رصيدهما.

الخطوط العريضة

لم يتطلب الأمر عبقريًا لمعرفة النهج الصحيح للمرحلة الخاصة بين أفضل الدراجين. تم قلب ترتيب رالي جي بي لبدء مرحلة تحدي 48 ساعة التي تنطلق غداً، وبالتالي فإن الميزة الأكبر ستذهب إلى أخر سائق من بين 17 مشاركًا ما زالوا في المنافسة في هذه الفئة. بدت خطة لعب أدريان فان بيفرين صحيحة، مع حصوله على المركز الخامس وموهبته على الكثبان الرملية ما يمنحه فرصة واقعية للفوز بالمرحلة. كان من المستحيل تقريبًا أن يخسر الفرنسي. بالكاد. في النهاية، تفوق عليه بابلو كوينتانيا زميله في فريق مونستر إنرجي هوندا بفارق 37 ثانية فقط. حقق التشيلي فوزه الثامن في إحدى مراحل رالي داكار. في ظهوره الثاني عشر في رالي داكار، حصل مرتين على مركز الوصيف (2020 و2022)، يحتل كوينتانيا، المركز السادس في الترتيب العام بفارق 26 دقيقة و47 ثانية، لكنه لا يزال بحاجة إلى للعب أوراقه بشكل صحيح لإزاحة روس برانش من الصدراة والظهور كقائد لفريق هوندا، الذي يضم ثلاثة متسابقين آخرين في مطاردة للبوتسواني: كورنيجو (الثاني بفارق دقيقة و14 ثانية)، برابك (الثالث بفارق 3 دقائق و47 ثانية) وفان بيفيرين (الرابع بفارق 18 دقيقة و10 ثواني). كانت القصة مختلفة تمامًا في فئة السيارات، مع عدم وجود إجراءات انطلاق غير عادية للغد. وبدلاً من ذلك، سيسلك السائقون طريقًا منفصلاً، ولن يتمكنوا من الاستفادة من المسارات التي يتركها راكبو الدراجات النارية. كان هناك شعوراً واضحاً بالقلق بين العديد من المرشحين، حيث قام كل منهم بصياغة وصفته التكتيكية الخاصة لدرء المنافسين الذين يلوحون في مرآة الرؤية الخلفية صباح الغد. على سبيل المثال، لعب ستيفان بيترهانسل وكارلوس ساينز بشكل رائع ليحتلا المركزين السادس عشر والسابع عشر في فئة التيميت، بفارق 14 ثانية فقط. سيحدد الوقت ما إذا كانت هذه هي الخطوة الصحيحة. ذهب سيباستيان لوب إلى حد إهدار نقطة الطريق عمدًا، مما أدى إلى عقوبة مدتها 15 دقيقة ووسع الفارق مع المتصدر يزيد الراجحي إلى 43 دقيقة. الحديث عن مقامرة! وفي الوقت نفسه، لم يجرب المتسابق السعودي القدر اليوم، وكذلك ناصر العطية، الذي شدد هجومة المميز. على مسافة 118 كم، تفوق على تشيشريت بفارق دقيقة و51 ثانية ليحقق فوزه بالمرحلة 48، وهو أيضًا الأول له على متن هانتر، مما يضيف إلى قائمة الانتصارات المتنوعة التي تشمل "بي إم دبليو"، و"فولكس واجن"، و"هامر"، و"جيفريز باجي" ، و"ميني" و"تويوتا". هذه قائمة تضم سبعة صانعين مختلفين، ليتعادل مع بيترهانسيل في فئة السيارات. واحتل العطية المركز الثاني في الترتيب العام، متخلفاً عن زميله السابق يزيد الراجحي بفارق 9 دقائق، وسيتصدر السباق في "تحدي 48 ساعة" بكل حماس. في فئة تشالنجر، تخلف إريك غوكزال بأكثر من دقيقتين أمام الفائز اليوم، فرانسيسكو "تشاليكو" لوبيز، في ما لا يبدو وكأنه حركة محسوبة، لكن قبضته على الصدارة لا تزال قوية كما كانت دائمًا. عانى جيرارد فاريس من كارثة، حيث سقط في الكثبان الرملية وحطم فرصه في الصراع على اللقب. وفي هذه الأثناء، تصدر كزافيه دي سولتريه المرحلة، ليثبت أن ظهوره الأول المذهل في فئته الجديدة لم يكن مجرد صدفة. أخيرًا، انتقلت مشاكل أليس لوبرايس ويانوس فان كاسترين مباشرة إلى أيدي مارتن ماسيك، الذي فاز بالمرحلة وهو الآن في الوسط بين المرشحين الأوفر حظًا في المراكز الثلاثة الأولى المؤقتة.

أداء اليوم

يا لها من عودة لـ "تشاليكو" في رالي داكار 2024، يبدو أنك بحاجة إلى لقب بولندي، ويفضل أن يكون غوكزال، لتتمكن من صدارة فئة تشالنجر. على وجه التحديد، إنه آخر سليل للعائلة، إريك، الذي كان يخطف الأضواء بفوزه بأربع مراحل، بما في ذلك التمهيدية، ولا يزال مسيطرًا بشكل عام. ومع ذلك، أعادت جاذبية الرمال والكثبان اليوم سيارة "تشاليكو" القديمة، التي فازت بثلاثة ألقاب، اثنتان في فئة تي 4 (2019 و2021) وواحدة في تي3 (2022). واليوم، يبدو أن التشيليين يتألقون بشكل أفضل عندما يهاجمون. بعد أن ضمن فوزه الخامس والعشرين في مرحلة داكار (11 على الدراجات النارية و14 في تي3 وتشالنجر)، تغلب سائق "كان آم"، الذي احتل المركز الخامس في فئته العام الماضي، على أوستن جونز بفارق دقيقتين و4 ثواني ليحقق الفوز رقم 75 لتشيلي في تاريخ الرالي.

ضربة قاسية

من الممكن أن يكون رالي داكار وحشًا لا يرحم، كما شهد جيرارد فاريس اليوم. صعد الإسباني إلى قمة صدارة الترتيب بعد فوزه بالمرحلة الثانية وظل محافظاً على القمة حتى هذا الصباح. بعد اجتياز التضاريس الوعرة في المراحل القليلة الأولى، بدت هذه المرحلة الخاصة التي يبلغ طولها 118 كيلومترًا متواضعًا جدًا، لكن الكثبان الرملية لديها طريقة في ممارسة الحيل على المنافسين. انطلق فاريس ومساعده دييغو أورتيجا من البوابة وسجلوا ثالث أسرع وقت عند الكيلومتر 80، متخلفين عن متصدر المرحلة الخاصة ياسر بن سعيدان بأقل من دقيقة ونصف. كانت المسافة من هناك إلى خط النهاية 38 كيلومترًا فقط، لكن الكارثة وقعت على بعد 4 كيلومترات من الطريق عندما انقلب ثنائي فريق "ساوث ريسينغ" بسيارتهما "كان أم"، مما أدى إلى تعرضها لأضرار في الحادث. اضطر فاريس وأورتيجا إلى الانتظار لفترة طويلة حتى يصل طاقم الدعم الخاص بهما، مما أدى إلى نهاية طموحاتهما في اللقب.

دبليو2آرسي: إبستير، دراج تحدّي موتول الأصلي ضمن العشرة الأوائل في فئة الدراجات النارية

توبياس إبستير، الذي يتصدّر فئة تحدّي موتول الأصلي "أوريجينال باي موتول" خلال مشاركته الأولى في داكار، حقّق قفزة كبيرة اليوم. تُوِّج ابن أخ كينيغادنر بالمرحلة الخاصة في رالي 2 وحلّ ضمن العشرة الأوائل إجمالاً! بتحقيقه المركز التاسع، يبدو رجل توصيل البيتزا البالغ من العمر 26 عاماً وكأنّه في منزله بينما يقوم بركوب الكثبان الرملية. بل كانت كثبان تحدّي أبوظبي الصحراوي المجاورة هي التي وضعت اسمه على الخريطة مع بداية 2023، عندما حقّق لقب فئة رالي 2 وضمن تذكرة خوض الرالي الأسطوري عبر الفوز بتحدّي الطريق إلى داكار. أمام النمساوي يومان للتباهي بموهبته في ركوب الكثبان قبل التوجه إلى يُنبع ومن ثمّ خوض رحلة الدفاع عن لقبه في أبوظبي. يضع إبستير بطولة العالم للراليات الصحراوية نُصب عينيه، ويتوق لإحداث ضجّة في أسرع وقت ممكن.

إحصائيات اليوم: 6

بخلاف منافسيه، لم يحاول ناصر العطية لعب الشطرنج اليوم. حيث شقّ القطري طريقه صوب خطّ النهاية مع أسرع زمن، ليُصبح سادس فائز مختلف في 6 مراحل من داكار هذا العام، بعد ماتياس إكستروم (المرحلة الاستعراضية)، وغيوم دي ميفيوس، وستيفان بيترهانسل، ولوكاس مورايس وسيباستيان لوب. آخر مرّة شاهدنا فيها 6 فائزين مختلفين في المراحل الستة الأولى كانت في 2004، أي قبل 20 عاماً (وأربعة أيّام تحديداً). حينها، تناوب كينجيرو شينوسوكا، وجوزيب ماريا سيرفيا، وجينيل دي فيليه، وآري فاتانين، وستيفان بيترهانسل وهيروشي ماسوكا على تصدّر المراحل بين كليرمونت فيران (فرنسا) وطانطان (المغرب). جميع الجهود المبذولة لجعل التوقعات في النسخة 46 من داكار صعبة قدر المستطاع، بدأت تؤتي ثمارها!