في العجلة الندامة، هذا ما أدركه بِنافيدِس ودي فيلِّييرز

Dakar 2021 | المرحلة 5 | رياض > Al Qaisumah
January 7 ^th ٢٠٢١ - 19:29 [GMT + 3]

التركيز:

تتميَّز المملكة العربية السعودية بأنها تُوفِّر لرالي داكار كل ما يلزم لإقامة مراحل رالي حقيقية: وديان وجروف وجبال مع تضاريس صخرية ومقاطع من الكثبان الرملية إلى جانب مسطحات من قمم الهضاب. هذا ما واجهه المشاركون خلال رحلة المرحلة الخاصة الخامسة من الرياض باتجاه القيصومة. لكن تعيَّن على الملّاحين أن لا يشيحوا بنظرهم بعيدًا عن كُتَّيِب الطريق كما لم يتمكَّن السائقون من الاستمتاع بالطبيعة المُحيطة نظرًا لصعوبة المسار من جميع النواحي؛ الملاحة والمسارات الصعبة، وكان عليهم أن يكونوا أكثر حكمةً ويُحافظوا على التوازن بين القيادة بروية في المناطق الصعبة والضغط بهدوء على دواسة التسارع من أجل إنهاء المرحلة بالسرعة المُناسبة.

أهمل الكثير من المشاركين "الخُبراء" السريعين بعضًا من هذه النقاط، أمثال الدرّاجان الإسباني خوان باريدا والأُسترالي دانيال ساندرز والسائقان القطري ناصر بن صالح العطيَّة والفِرنسي استيفان بيتِرانسِل، ودفعوا ثمنًا غاليًا لقاء هذه الهفوات بناءً على مواقعهم خلال الساعات الأولى من المرحلة.

في جميع الأحوال لم تكن هذه المرحلة بخط سيرها نحو شمال غربي البلاد هينّةً إطلاقًا.

ما الذي حصل؟

في العجلةِ الندامة، هذا مُلخَص مرحلة اليوم بالنسبة لمن أرادوا سياقة مركباتهم سريعًا. تعلَّم الأرجنتيني كيفِن بِنافيدِس ذلك في النُسخ السابقة من رالي داكار "من كيسه"، لذا لم يستعجِل الأرجنتيني في قيادة درّاجته "هوندا" في المسار إلى القيصومة، وكان هذا كافيًا له ليفوز بالمرحلة في فئة الدرّاجات النارية، وتصدُّر الترتيب العام المؤقت للفئة، والسر تعامله بحذرٍ تام مع المرحلة ملاحيًا. لكنه عانى من حادثة واحدة، لم يتمكَّن من اجتياز أحد الكُثبان الرملية جيدًا الأمر الذي أدى لسُقوطه وكسر أنفه وإيذاء كاحله، أنهى زميله إغناسيو كورنيخو المرحلة ثانيًا، وصعد للمركز الثالث في الترتيب العام.

في فئة السيارات، لا يزال التنافُس على اللقب محصورًا بين السائقين القطري ناصر بن صالح العطية والفِرنسي استيفان بيتِرانسِل، وارتكبَ كلاهما أخطاءً ما سمح للجنوب إفريقي جينيل دي فيلِّييرز بتسجيل أفضل زمنٍ في فئة السيارات. لا يزال الفِرنسي القطري بعيدان في المُقدمة عن الإسباني كارلوس ساينز الأب الذي يتأخر بـ 48 دقيقة عن زميله الفِرنسي في الصدارة، رغم استفادته من الانسحاب المُؤسف للسائق الجنوب إفريقي الشاب هِنك لاتِغان. عانى السائق الفِرنسي سيباستيان لويب أيضاً في هذه المرحلة، ويقود لويب سيارة "بي آر أكس" طراز "هانتر" بألوان فريق "البحرين رايد إكستريم"، حيث خسِر في مرحلةِ اليوم 50 دقيقةٍ أخرى، علمًا بأنه فُرضَت عليه عُقوبة زمنية بإضافة خمس دقائق على توقيته لتجاوزه السُرعة المُحددة في المرحلة الخاصة الخامسة، كما تلاشت آمال فريق "أس آر تي" مع خروج سائقيه السعودي ياسر بن حمد بن سعيدان والفِرنسي ماتيو سيرّادوري من دائرة المراكز العشرة الأولى.

في فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجلات "اكوادز"، سجَّلَ الأرجنتيني نيكولاس كافيغلياسُّو أسرع توقيتٍ في هذه الفئة في مرحلة اليوم، بفضل أسلوبه الهادئ في القيادة، وتمكَّن من تعزيز صدارته للترتيب العام المؤقت للفئة أمام مُنافسيه.

كما تمكَّن السائق فرانشيسكو "تشاليكو" لوبيز من تسجيل أسرع توقيت في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة، متقدمًا بـ 11 دقيقة تقريبًا على البولندي أرون دومزالا في الترتيب العام، وهذا فارقُ ضئيل نسبيًا.

في فئة الشاحنات، ذهب الفوز في المرحلة للسائق الروسي أندري كارجينوف في شاحنة "كاماز"، الذي أحرز فوزه الأولى في إحدى مراحل الرالي هذا العام، لكن هذا لم يكن كافيًا لزحزحةِ زميله ومواطنه دميتري سوتنيكوف عن صدارة الترتيب العام المؤقت للفئة، حيث عزَّزَ الأخير موقعه بفارق 33 دقيقة عن مواطنه وزميله الآخر أنطون شيبالوف.

أداء اليوم:

لقد كان يومًا رائعًا للسائقين من جنوب إفريقيا، عادَ السائق جينيل دي فيلِّييرز للمُقدمة مُحرزًا فوزه الأول بإحدى مراحل الرالي هذا العام، اعتمد سائق سيارة تويوتا "هايلوكس" على خبرته العميقة ومهارته الملاحية لتجاوز أفخاخ المرحلة الأصعب في نسخة هذا العام وليُحقق أفضل زمن في فئة السيارات. لم يكُن مُنافسه الرئيسي ناصر العطية أو استيفان بيتِرانسِل، بل مُواطنه بريان باراغواناث، ليُنهي مرحلةً خاصةً أخرى هذا العام ضمن المراكز الثلاثة الأولى، وبفارق يقل عن دقيقة عن مواطنه الخبير. كاد سائقو جنوب إفريقيا أن يُسيطروا على المرحلة لولا الحادث المُؤسف الذي تعرَّض له مُواطنهم هِنك لاتِغان خلال الكيلومترات الأولى من المرحلة، حيث كان في طريقه لتحقيق نتيجة رائعة كما فعل في آخر مرحلتين، حيث أنهى آخر مرحلتين في المركزين الثالث والثاني على التوالي، انقلَبَت سيارة لاتِغان المُبتدئ وتسبَّب هذا بكسرٍ في عظمِ التّرقوَة ما استدعى نقله جوًّا للعاصمة الرياض لعلاجه، الأمر الذي حرم الأفارقة من إنهاء إحدى مراحل رالي داكار في المراكز الثلاثة الأولى للمرة الأولى في تاريخ الرالي.

ضربة قاسية:

مرةً أخرى، يُمكن أن يحصل أي شيءٍ لأي مُتسابق قبل أن يصل خطّ نهاية المرحلة، كانت هذه الحال مع السائق البريطاني كريس ميك، القادم من بُطولة العالم للراليات "دبليو آر سي"، بدأ البريطاني مُشاركته الأولى في رالي داكار بأداءٍ قوي، من خلال تسجيل أسرع زمن في فئته خلال المرحلة الاستعراضية، وبدا سائق فريق "بيه أتش سبور" قد ضبطَ إيقاعه الصحيح في الصحارى السعودية، ليُنهي المرحلة الخاصة الرابعة في المركز الثاني. لكنه تراجع للمركز التاسع عند نُقطة المرور الأولى من المرحلة الخامسة، لذا ضغط ميك بأقصى ما لديه ووصل للمراكز الثلاثة الأولى، وكان على بعد أربع دقائق فقط من المتصدر. لكن عصفت مشكلة ميكانيكية بجهوده هذه خلال القسم الأخير من المرحلة الخاصة ودمرت خطته هذه، حيث توقف قبل إنهاء المرحلة بمئة كيلومتر مُنتظرًا مرور شاحنة المُساعدة.

إحصائية اليوم: 75

حقَّق الدرّاج الأرجنتيني كيفِن بِنافيدِس فوزه الرابع بإحدى مراحل داكار في فئة الدرّاجات النارية، في حين أنهى سجَّلَ مُواطنه نيكولاس كافيغلياسُّو فوزه الـ 12 بإحدى مراحل الرالي في فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجلات "اكوادز"، وبذلك ارتفع عدد المراحل التي فازَ بها الدرّاجون الأرجنتينيون إلى 75 مرحلة خاصة في الرالي. تحقَّقَ 62 منها في فئة "اكوادز"، بما فيها 28 مرحلة فازَ بها الأخوان ماركوس وأليخاندرو باترونِلِّي في ذروة تفوقهم. كما يُمكن لبِنافيدِس السعي لمُعادلة رقم مُواطنه أورلاندو "أورلي" تيرّانوفا، المُشارك في فئة السيارات، من خلال تحقيق فوزه السادس بإحدى مراحل الرالي، في حين يقترب كافيغلياسُّو من معادلة رقم ماركوس باترونِلِّي بالفوز 18 مرة بإحدى مراحل الرالي.

الرالي الكلاسيكي:

تُشارك السائقة الأمريكي آمي ليرنِر في فئة الرالي الكلاسيكي في سيارة بورشه 911 من العام 1982، أُعيد ترميمها وتجهيزها للمشاركة في نُسخة 1984 مع الفِرنسي رينيه مِتجي فاز بها بلقب الرالي. تُواصل هذه السيارة لغاية الآن جولتها في الصحراء السعودية ونحتل المركز الـ 22 في الترتيب العام لهذه الفئة، لكن هه السيارة تحتل المراكز الأولى أمام عدسات الجميع في مُخيَّم المبيت الذين يرغبون بالتقاط الصور وتصوير مقاطع مرئية لهذه السيارة وصورًا ذاتيةً معها.

تصريح اليوم:

آرون دومزالا: "لقد كانت المراحل الثلاثة الأخيرة بمثابة نزهة مقارنةً بهذه المرحلة"

أنهى السائق البولندي أرون دومزالا المرحلة الخاصة الخامسة في المركز الخامس، علمًا بأن تشاليكو لوبيز فاز بها، حيث يتأخر البولندي عن التشيلي 10:51 دقائق في الترتيب العام المؤقت لفئة المركبات الخفيفة.

قال آرون: "لقد كانت صعبةً من ناحية الملاحة، تُهنا قليلًا في بداية المرحلة، ولكن يُمكنني القول بعدها بأنها لم تكن مرحلةً سريعة، لقد كانت تقنية كثيرًا مع كثبان صعبة، أحب هذا النوع من المراحل، في هذه النسخة - لقد كانت المراحل الثلاثة الأخيرة بمثابة نزهة مقارنةً بهذه المرحلة. لقد كنا قريبين من تشاليكو ولكنه كان أسرع اليوم، لقد كانت سرعته مذهلة على الكثبان الرملية، لذا تمكن من التقدم علينا بسبع دقائق إضافية، ولكن لا يزال أمامنا الكثير من المراحل حتى النهاية".