نحو المجهول

Dakar 2020 | استراحة 1 | رياض
January 11 th ٢٠٢٠ - 16:18 [GMT + 3]

انقضت المرحل الستَّة الأولى من رالي داكار 2020، الذي يُقام للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية، حيث وصل المُشاركون إلى العاصمة الرياض من أجل يوم راحة مُستحق، وفي التفاصيل، سيُشارك في النصف الأخير من الرالي 262 مركبة (108 درّاجات نارية، و 15 درّاجة نارية رُباعية العجلات و65 سيارة و 34 مركبة صحراوية خفيفة و 40 شاحنة)، أي ما نسبته 77 بالمئة من المركبات التي أخذت شارة الانطلاق في جدَّة. قرَّر 39 مُشاركًا، من أصل 80 اضطروا للانسحاب، مُواصلة مسيرتهم في رالي داكار، ضمن قواعد فئة "تجربة داكار".

هنالك احتمالية لحُصول تغيرات في الترتيب العام مع توَّجُه الرالي نحو الكُثبان الرملية لصحراء الرُبع الخالي، ويُواجه مُتصدرو الترتيب العام لفئاتهم احتمالات مُختلفة: لقد راهن ريكِّي برابِك على أن يُصبح أول أمريكي يفوز بقلب فئة الدرّاجات النارية، كما يسعى الإسباني كارلوس ساينز لإحراز لقبه الثالث في رالي داكار في فئة السيارات، في حين اقترب التشيلي إغناسيو كاسالي من إحراز لقب فئة الدرّاجات النارية رُباعية العَجَلات، ويتصدَّر التشيلي فرانشيسكو "تشاليكو" لوبيز فئة المركبات الصحراوية الخفيفة بفارقٍ ضئيل عن مُنافسيه، وأخيرًا، ما تزال "كاماز" المُرَّشَحَ الأبرز للفوز بلقب فئة الشاحنات، وإن كانت قد خسرت جُهود سائقها الروسِّي إدوارد نِقولاييف، حامل لقب هذه الفئة في نُسخة 2019 في البيرو.


Brabec Ricky (usa), Honda, Monster Energy Honda Team 2020, Moto, Bike, portrait during Stage 4 of the Dakar 2020 between Neom and Al Ula, 676 km - SS 453 km, in Saudi Arabia, on January 8, 2020 - Photo Frederic Le Floc’h / DPPI
Brabec Ricky (usa), Honda, Monster Energy Honda Team 2020, Moto, Bike, portrait during Stage 4 of the Dakar 2020 between Neom and Al Ula, 676 km - SS 453 km, in Saudi Arabia, on January 8, 2020 - Photo Frederic Le Floc’h / DPPI © A.S.O/DPPI/F.LeFloch
#305 Sainz Carlos (esp), Cruz Lucas (esp), Mini John Cooper Works Buggy, Bahrain JCW X-Raid Team, Car during Stage 3 of the Dakar 2020 between Neom and Neom, 489 km - SS 404 km, in Saudi Arabia, on January 7, 2020 - Photo Charly Lopez / ASO
#305 Sainz Carlos (esp), Cruz Lucas (esp), Mini John Cooper Works Buggy, Bahrain JCW X-Raid Team, Car during Stage 3 of the Dakar 2020 between Neom and Neom, 489 km - SS 404 km, in Saudi Arabia, on January 7, 2020 - Photo Charly Lopez / ASO © A.S.O./C.Lopez
#250 Casale Ignacio (chl), Yamaha, Casale Racing - Dragon Rally Team, Quad during Stage 5 of the Dakar 2020 between Al Ula and Ha'il, 563 km - SS 353 km, in Saudi Arabia, on January 9, 2020 - Photo Charly Lopez / ASO
#250 Casale Ignacio (chl), Yamaha, Casale Racing - Dragon Rally Team, Quad during Stage 5 of the Dakar 2020 between Al Ula and Ha'il, 563 km - SS 353 km, in Saudi Arabia, on January 9, 2020 - Photo Charly Lopez / ASO © A.S.O./C.Lopez


فئة الدرّاجات النارية: باربِك يُراهن على الفوز

هل يسير الدرّاج ريكِّي برابِك (هوندا) على طريق تحقيق الفوز بلقب رالي داكار للمرة الأولى؟ ما يزال الأمريكي حذرًا حيال ذلك، رغم تقدُّمه بـ 20 دقيقة عن بابلو كوينتانِيَّا (هاسكفارنا)، وبأكثر من ذلك عن الأُسترالي توبي برايس ("كاي تي أم") والتشيلي خوسيه إغناسيو كورنيخو (هوندا)، وذلك قُبيل انطلاقة النصف الأخير من رالي داكار. لقد لُدِغَ برابك من نفس الجُحر مرَّتين، لا مرةً واحدة، فقد أخفق في إنهاء النُسخ الثلاثة السابقة من ر الي داكار، لذا يُدرك بمرارة أن السباق لن ينتهي إلى أن يعبر خطّ النهاية، وقد تحصل الكثير من الأحداث في المراحل الستّ المُقبلة. ولكن من المُؤكَّد بأن برابِك نفَّذَ خطته بسلاسة في الأسبوع الأول من الرالي، ويبدو بأنه وضع بصمته عليه. القيادة على تضاريس تقنية وقاسية لا تُشبه تلك المسارات التي يتدَّرب عليها في بلاده في كاليفورنيا، حيث تفادى جميع الهفوات مع تسجيله الأداء الأسرع. ومُنذ صعوده لصدارة الترتيب العام لفئته بعد المرحلة الخاصة الثالثة حول نيوم، كان قد سار الخطوات الأولى نحو الفوز بالنُسخة الأولى لرالي داكار في المملكة العربية السعودية، الأداء البارع الذي أظهره الأمريكي في النصف الأول قد رفع آمال فريق هوندا المصنعي بإنهاء حالة جفاف الألقاب مُستمرة مُنذ ثلاثة عُقود.

تستمر هوندا بتقديم أداءٍ قويّ يُصبح أقوى بمُرور السباق بفضل وجود درّاجَيْها خوسيه إغناسيو كورنيخو والإسباني خوان بارِّدا، وعلى الرغم من فقدان وجود الأرجنتيني كيفِن بِنافيدس بسبب تعطُّل المُحرِّك في المرحلة الخاصة السادسة (حائل – الرياض)، لذا فإن برابِك يزيد الضغط على "كاي تي أم"، الذي أحمنت قبضتها على فئة الدرّاجات النارية لـ 19 عامًا. لقد فاز الدرّاج الأُسترالي توبي برايس بالنُسخة السابقة التي أُقيمت في البيرو، أما في داكار 2020، فقد أحرز الفوز بمرحَلَتَيْن لغاية الآن، ولكن أداؤه مُتقلِّب نوعًا ما وانثقب الإطار الخلفي في المرحلة الخاصة السادسة، حيث خسر أكثر من 15 دقيقة أمام برابِك. ولتتعمَّق آلام "كاي تي أم"، تعرَّض البريطاني سام ساندِرلاند لحادث اصطدام أخرجه من المُنافسات في المرحلة الخاصة الخامسة (نيوم – حائل) مع ذلك، يُمكن للفريق النمساوي أن يطمئن لأن "هاسكفارنا" ودرّاجهم التشيلي بابلو كوينتانِيَّا بعيدون عنهم بفارقٍ كبير. أخيرًا، لقد كان النصف الأول كارثيًا لـ "ياماها"، التي خسَرت قائدَا الفريق، الفرنسيان أدريان فان بِفِرِن وزافييه دي سولتريه، بسبب تعرضهما لإصابات تواليًا وفي تتابعٍ سريع.

في فئة "الأصلي من موتول"، حيث يخوض درّاجون الرالي من دون مُساعدة، بقي 28 درّاجًا من أصل 41 أخذوا شارة الانطلاق، ومع انتصاف الرالي، يتصدَّر الدرّاج الروماني عمانويل جينِس ("كاي تي أم") الترتيب العام المُؤقت لهذه الفئة، بفارق أكثر من ساعة واحدة عن الفرنسي فلوران فايسّاد ("كاي تي أم")، و 1:34 ساعة عن الفرنسي بِنيامين ميلو ("كاي تي أم").


فئة الدرّاجات رُباعية العجلات: كاسالي مُنفردًا بالصدارة

قبل بداية رالي داكار 2020، للمرة الأولى في قارة آسيا، كان الجميع يتوَّقع بأن المُنافسة بين الدرّاجين التشيلي إغناسيو كاسالي (ياماها) والبولندي رافال سونيك (ياماها) ستُشعل المُنافسات في فئة الدرّاجات رُباعية العجَلات. مع ذلك أنهى التشيلي المُنافسة مع البولندي سريعًا، حيث يتقدَّم كاسالي بفارق ساعة ورُبع عن سونيك مع انتصاف الرالي. في الحقيقة، لقد استحوذ كاسالي على الصدارة مُنذ المرحلة الأولى مع تحقيقه أسرع توقيت في أول مرحَلَتَيْن، من جدَّة إلى نيوم، في حين خسر سونيك باستمرار الوقت رغم بذله أفضل ما لديه لوقف نزيف الدقائق. في العام الماضي قرر كاسالي الانتقال لمُنافسات المركبات الصحراوية الخفيفة، ولكنه أخفق فيها، والآن يُحقق عودةً ناجحةً في فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجلات، التي فاز بلقبها عامَي 2014 و 2018. وعلى بُعد 38 دقيقة خلف التشيلي يحتل الدرّاج الفرنسي سيمون فيتسيه (ياماها) المركز الثاني في الترتيب العام، حيث يُعتبر من بين أفضل المُشاركين أداءً في هذه النُسخة من رالي داكار، خُصوصًا إذا أخذنا بالاعتبار أن الفرنسي اضطر للغياب عن نُسخة 2019 لأنه كان في فترة نقاهة أثر إثر تعرضه لحادثٍ سبب له إصاباتٍ بالغة في نُسخة 2018. لذا توَّج الفرنسي عودته الحميدة بإحرازه الفوز بالمرحلة الخاصة السادسة، ويحتل رافال سونيك المركز الثالث في الترتيب العام، يليه الفرنسي ألِكساندر جيرود (ياماها).


فئة السيارات: معركة ثُلاثة الأطراف

دخل السائق الليتواني فايدوتاس زالا (ميني) في سجِّلات رالي داكار مع إحرازه الفوز بالمرحلة الخاصة الأولى (جدَّة – الوجه) ولكونه أول سائق يفوز بإحدى مراحل الرالي في المنطقة العربية. مع ذلك، أخفق الليتواني في البناء على هذا الفوز، تاركًا الأسماء المعهودة تُسيطر على ما تبقى من الرالي، تمكن السائق الجنوب إفريقي جينيل دي فيلِّيرز (تويوتا) صاحب التأدية المُستقرة دائمًا، من تحقيق الفوز بالمرحلة الخاصة الثانية (الوجه – نيوم)، مُسجلًا إنجازًا جديدًا، السائق الأول الذي يُحرز الفوز بإحدى مراحل رالي داكار في ثلاث قارات. تلاه السائق الإسباني كارلوس ساينز (ميني) والفرنسي استيفان بيتِرهانسِل (ميني) مع تحقيهما أسرع الأوقات في مراحل داكار مرَّتَيْن لكل واحدٍ منهما. ويحتل الإسباني الآن صدارة الترتيب العام لفئة السيارات بفارقٍ معقول، وذلك مع وصول الجميع ليوم الراحة، أما السائق الفرنسي، فقد ارتكب أخطاءً ملاحية لذلك يحتل الآن المركز الثالث في الترتيب العام، بفارق 16 دقيقة عن زميله الإسباني في فريق "أكس رايد". ويفصل بينهما السائق القطري ناصر بن صالح العَطِيَّة (تويوتا)، السائق الأول لدى فريق "غازو تويوتا للسباقات"، على الرغم من إنه لم ينجح لغاية الآن في تحقيق الفوز في إحدى مراحل الرالي في سيارة "هايلوكس"، إلا إن بطل النُسخة السابقة لم يخطف بعد ثمار التأدية المُستقرة، مع ذلك، وصل نصف الرالي بفارق 7:48 دقائق عن ساينز. ويبدو القطري تواقًا للهُجوم، لكنه ينتظر الوُصول للمراحل الخاصة التي تتضمن كُثبانًا رمليةً هائلةً للهُجوم خلال الأسبوع الأخير، حيث يُعدُّ العدة لذلك ويُمارس الضغط على المُتصدِّر ويدفعه لارتكاب الأخطاء.

وعلى الرغم من أن هؤلاء الأبطال الثلاثة، الذين يتقاسمون فيما بينهم 19 لقبًا في رالي داكار، يبدون بعيدين للغاية في المُقدمة، إلا أن البطل المحلي يزيد بن مُحمَّد الراجحي (تويوتا) يحتل المركز الرابع بفارق 36:48 دقيقة، ما يزال بمقدوره أن يحلم بحُصول سلسلة من ردود الأفعال المُدمِّرة للمُقدمة، علاوةً على ذلك يبدو الوصول لمنصة التتويج فكرة معقولة مع ابتعاده 20 دقيقة فقط عن المركز الثالث. وهذا الهدف منطقيٌّ لكل سائق يبتعد عن ساينز بأقل من ساعة واحدة: السائق الأرجنيتيني أولارندو "أورلي" تِرَّانوفا (ميني) يبتعد 43:54 دقيقة، والفرنسي ماثيو سِرّادوري (باغي سينتشوري) يبتعد 50:21 دقيقة، وجينيل دي فيلِّيرز يبتعد 55:41 دقيقة. أما باقي السائقين فتبدو أحلامهم بالوصول لمنصة التتويج قد تبَّخرت ولكن بمقدورهم المُنافسة على تحقيق الفوز بإحدى مراحل الرالي، على غرار الإسبانيان السائق فِرناندو ألونسو وملّاحه مارك كوما (تويوتا)، الذي يحتل المركز الـ 16 بفارق 3:18 ساعات، وهو أول سائق في تصنيف المُبتدئين، والإسباني خوان "ناني" روما (بورجوارد) في المركز الـ 28، بفارق 6:34 ساعات، والبولندي ياكوب "كوبا" برزيغونسكي (ميني) في المركز الـ 38 بفارق 8:25 ساعات. في المُقابل، غادر رومان دوما (آر دي ليميتِد) الرالي بمرارة بعد اشتعال النيران في سيارته بعد اجتيازه أول 65 كيلومتر من المرحلة الخاصة الأولى (جدَّة – الوجه).


فئة المركبات الصحراوية الخفيفة:

لم يكن أحد يعرف الهولندي هارون دومزالا (كان أم) والآن الكل يعرفه، لقد برز اسم هذا السائق بفوزه بالمرحلة الخاصة الأولى في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة، إلا أنه تراجع في الترتيب العام المُؤقت نتيجةً لسلسلةٍ من المشاكل الميكانيكية في المرحلة الخاصة الثانية (الوجه – نيوم) ومن سلسلة من الأخطاء: 11 دقيقة خلف الفرنسي جيرار فارِّس (كان أم) في إحدى المراحل، ومن ثم خسر 19 دقيقة خلف الفرنسي سيريل ديبريه ("أو تي 3") في المرحلة التالية. وعلى الرغم من أن مُشكلة في المُحرٍِّك أنهت آمال الدرّاج الفرنسي السابق الفائز بلقب فئة الدرّاجات النارية خمس مرّات إلا أن مُغامرته مع المُغامر السويسري مايكل "مايك" هورن مُستمرة بموجب فئة "تجربة رالي داكار"، مما سمح له بأن يكون أول مُشارك في رالي داكار يفوز بإحدى مراحل الرالي في ثلاث فئات (الدرّاجات النارية والسيارات والمركبات الصحراوية الخفيفة)، في حين أعطى المشروع الذي يعملون عليه (فريق "ريد بُل") ثماره بتحقيق السائق الأمريكي ميتشِل "ميتش" غاثري أول فوزٍ له بإحدى مراحل الرالي. مع ذلك، يُحكم حامل لقب الرالي في هذه الفئة التشيلي فرانشيسكو "تشاليكو" لوبيز (كان أم) قبضته على فئة المركبات الصحراوية، بفارق عشر دقائق عن الأمريكي كايسي كارِّي (كان أم)، ومما لا شكَّ فيه بأن الأمريكي سيسعى لمُنافسة التشيلي خلال النصف الأخير للرالي، إضافةً إلى السائق الروسي سيرجي كارياكين (كان أم)، البطل السابق في فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجلات.

الشاحنات: كاماز تخلط أوراقها

يتطلَّع أفراد الفريق الروسِّي لتحقيق فوزٍ آخر، ولكن ليس مع السائق الروسي إدوارد نِقولاييف، حامل لقب رالي داكار في فئة الشاحنات خمس مرّات، الذي خسر أربع ساعات في المرحلة الخاصة الاولى (جدَّة – الوَجه)، تنبع قوة الفريق الروسِّي من عددهم، وهذا العام ليس استثناءً، حيث يضم الفريق إلى جانب نِقولاييف مُواطنيه أندري كارجينوف وأنطون شيبالوف وميتري سوتنيكوف، حصد من خلالهم الفوز بأربع مراحل خاصة من المراحل الستّ الأولى، كما يتصدَّر كاريجنوف وشيبالوف الترتيب العام المُؤقت لهذه الفئة بفارقٍ مُريح، مما يُعطي "كاماز" ورقةً رابحةً تتمثَّل بكارجينوف، بطل نُسخة 2014، وخلفهما بفارق 36 دقيقة الروسِّي الأبيض سيارهي فيازوفيتش (ماز)، حيث يُشكل تهديدًا حقيقيًا. ويحتل التشيكي ألِش لوبرايس (براغا) المركز الرابع، وهو جاهزٌ لاستغلال أية فُرضة من أجل الصعود لمنصة التتويج، كما حصل معه عندما أنهى نُسخة 2007 ثالثًا.

Dakar 2020 - Best-of -1st week

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي

احصل على معلومات حصرية