لوب وفان بيفيرين يشُنّان هجوماً شاملاً
Dakar 2024 |
المرحلة 9 |
حائل
> العلا
January 16
th
٢٠٢٤
- 17:14
[GMT + 3]
في دائرة الضوء
رحلة العودة إلى العلا تجلب معها العديد من الذكريات. ومع ذلك، لم تكن تلك العودة شبيهة بالمربّع الأوّل، لأنّ الوضع قد تطوّر كثيراً منذ المرحلة التمهيدية. رحلة العودة أنقذت المتنافسين من الصخور البركانية، وبدلاً من ذلك، اختاروا الطريق الشمالي من الدوادمي، الذي كان له حصة في الزيارة السابقة أيضاً. خلال الجزء الأكبر من المرحلة التي بلغت 436 كيلومتراً، كان على الدراجين والسائقين والطواقم أن يكونوا يقظين بشكل مُضاعف، من خلال القيادة بحذر وبعناية لتجنّب الثقوب على الأجزاء الصخرية، ثم من خلال التركيز الشديد عند قراءة كتيّب الطريق عندما يواجهون الكثير من المسارات أمامهم. كان أدريان فان بيفيرين الأقوى في هذه اللعبة، حيث نجح في التكيّف مع موقعه عندما فتح مسار المرحلة لمعظم اليوم قبل أن يفوز في العلا.
الخطوط العريضة
التحمل الشديد يدفع المتنافسين إلى أقصى حدودهم البدنية. رالي داكار هو أيضًا سباق لرياضة المحركات حيث يمكن أن يكون للمشاكل التقنية تكلفة باهظة، وحيث تستدعي صعوبات الملاحة استخدام كل الطاقة الذهنية لدى الجميع، دون أن ننسى، بالطبع، مهارة القيادة، التي نادرًا ما تصنع الفارق من تلقاء نفسها. لإكمال اللوحة، تلعب الاستراتيجية دورًا أساسيًا، خاصة عندما يكون أفق خط النهاية النهائي واضحًا. كان العد التنازلي قد بدأ بالفعل بالأمس، حيث كان أدريان فان بيفيرين هو محور الدعابة التي تضمنت قيام منافسيه بإبطاء سرعتهم من أجل الانطلاق خلفه في وضع جيد اليوم. كان رد فعل الرجل القادم من شمال فرنسا، الذي جرح كبريائه، مساويا لموهبته، حتى على أرض ليست مناسبة له. لقد قاد المرحلة لجزء كبير من المسافة، وكان يتنقل بشكل مثالي مع الحفاظ على وتيرة عالية، ما مكنه من استعادة مكانه على منصة التتويج المؤقتة. لقد استوفى فان بيفيرين جزءًا من الصفقة، لكنه لا يزال بحاجة إلى تعويض 11 دقيقة و16 ثانية للحاق بزميله في فريق هوندا ريكي برابيك. وكان الأمريكي هو المستفيد الرئيسي من مرحلة اليوم، لأن مركزه الأساسي السابع سمح له بإحراز تقدم سريع في العلا وتوسيع صدارته في الترتيب العام. ومع تحول الرياح لصالحه، استفاد السائق القادم من كاليفورنيا أيضًا من الأخطاء الملاحية التي ارتكبها روس برانش، والذي يتأخر الآن بفارق 7 دقائق و9 ثواني. في المجمل، لم يفز برابك بمرحلة واحدة، لكنه احتل المركز الثاني، كما هو الحال اليوم، في أربع مناسبات، وهو ما قد يكون صيغة الفوز لسباق 2024. عند دراسة الجداول الزمنية في فئة السيارات، يتضح أن اسم كارلوس ساينز لا يظهر في قمة ترتيب المرحلة ولكنه يتواجد بشكل كبير في قمة الترتيب العام منذ مساء مرحلة 48 ساعة. أداء اليوم لم يضمن له الفوز الشامل، لكن استراتيجية قيادة السيارة الخاصة في قافلة، تحت حماية زملائه في الفريق ماتياس إيكستروم وستيفان بيترهانسل، تعطي الانطباع بأنه كان زعيم عشيرة أودي. لقد أبقى أقرب مطارديه على مسافة معقولة، في مرحلة من السباق حيث تمثل كل مرحلة خطوة كبيرة نحو النجاح. تحولت خيارات سيباستيان لوب الاستراتيجية الآن إلى هجوم شامل، مع ما ينطوي عليه من قدر كبير من المخاطرة. اليوم، فاز الفرنسي بالمرحلة الرابعة لهذا العام (انظر إحصائية اليوم) لكنه واجه الخطر لأنه تعرض لثقبين في الطريق إلى النهاية، على الرغم من أنه لا يزال قادرًا على إزعاج الماتادور. ومع ضبط الظروف، لا يبدو أي شيء مستحيلًا بالنسبة لسائق بي أر إكس هانتر، لكن مسافة 20 دقيقة و33 ثانية التي تفصله عن ساينز تتطلب منه القيادة بقوة شديدة. وعلى عكس منافسه، فإنه لن يحظى بدعم كبير من زميله القطري ناصر العطية، الفائز باللقب خمس مرات، والذي اضطر للخروج من المرحلة الخاصة لليوم الثاني على التوالي بسبب مشاكل ميكانيكية، والذي سيبدأ بفارق كبير خلف لوب... في أفضل السيناريوهات.
يقود ميتش غوتري دون أي مخاوف، لأنه بفارق نصف ساعة تقريبًا عن كريستينا غوتيريز في صدارة فئته، وتمكّن من مشاهدة الأرجنتيني نيكولاس كافيجلياسو بهدوء، بمساعدة زوجته فالنتينا بيرتيجاريني، ينضم إلى نادي الفائزين بالمرحلة. ويمكن لكزافييه دي سولتييه، المتصدر في فئة "سايد باي سايد"، الآن أيضًا أن يتحمل اعتماد استراتيجية السيطرة على السباق في ضوء الحوادث المؤسفة التي تعرض لها جواو فيريرا (انظر ضربة قاسية). في سباق الشاحنات، حقق غيرت هوزينك الزمن الأفضل في المرحلة الخاصة، لكن دون أن يقلق مارتن ماسيك، الذي يتقدم بفارق ساعتين تقريبًا على أليس لوبرايس في قمة الترتيب العام.
أداء اليوم
هم الشوكة في خاصرة الفرق المتصدّرة، الطاقم الذي يُثبت، نسخة بعد نسخة، أنه المنافس القوي في قافلة رالي داكار. في العلا، قاد ماثيو سيرادوري ولويك مينودييه فريقهما سينتوري إلى المركز الثالث في المرحلة التاسعة، وهي المرّة الأولى هذا العام، حيث كانت المنصات في المراحل مقتصرة على تويوتا وأودي وبي آر أكس. الأداء الذي يقدّمه الثنائي الفرنسي يُثير الإعجاب، إذ إنه الطاقم الوحيد الذي يعتمد على الدفع الخلفي ويحتل مركزاً من بين أفضل 15 مركزاً في مرحلة اليوم. قدّم سيرادوري أفضل نتيجة له منذ فوزه عام 2020 في المرحلة الثامنة، وهي آخر نتيجة تحققت حتى اليوم من قبل فريق خاص. ونتيجة لذلك، صعد إلى المركز السادس في الترتيب العام، مُتخطياً غيرلان شيشيري ومارتن بروكوب. المركز الخامس، الذي يحتله جينيل دي فيلييرز، لا يبتعد عنه سوى 3'32''. يودّع ثنائي فريق سينتوري ريسينغ فاكتوري الـ سي آر 6، قبل الانتقال إلى سيارة رباعية الدفع بتوقيع آخر نسخة من الشركة الجنوب أفريقية.
ضربة قاسية
جواو فيريرا كان الرجل الأبرز يوم أمس بفئة تشالنجر. بعد إشارة تحذير بسبب المقود المكسور في المرحلة الأولى، تمكن السائق البرتغالي من تجاوز العاصفة. وهو وريث جدير بالشهرة لملاحي بلاده، حيث نجح السائق البرتغالي الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، والذي يشغل منصب سائق رسمي لفريق كان-أم، في الوصول إلى أرض الميعاد في المركز الثالث مع نهاية المرحلة الثامنة. مع تبقي ما يزيد قليلاً عن 7 دقائق خلف خافيير دي سولتري، بدت المراحل الأربع المتبقية أمامه أكثر من كافية لتحقيق أول فوز له في داكار. إلا أنه اليوم وبعد 44 كيلومتراً، كان على جواو القيام بجهود كبيرة... وبشكا خاص على مضخة الوقود المكسورة، والتي يبدو أنها قد حطمت آماله. يجد نفسه الآن متخلفاً بفارق ساعة خلف المتصدّر في الترتيب العام، ويبدو أنّ العودة إلى القمة أمرٌ صعب لأنّ أمامه الآن أربع محاولات فقط للإبحار نحو النجاح في ينبع. كانت الحظوظ قاسية مع السائق البرتغالي.
إحصائية اليوم: 30.6%
بتحقيقه تسعة ألقاب في مسيرته الأولى ببطولة العالم للراليات (WRC) و80 انتصاراً في مراحل البطولة العالمية، أظهر سيباستيان لوب ميله لجمع النجاحات. عندما قرّر التفرّغ بشكل رئيسي لرياضة الرالي- ريد، لم يغيّر ذلك من أسلوبه، وبدأ بالفوز بأربع مراحل في مشاركته الأولى في رالي داكار عام 2016 في الأرجنتين وبوليفيا. اليوم، حقق فوزه الـ 27 من 88 مرحلة في 8 مشاركات له، بما في ذلك المراحل التمهيدية. وبنسبة فوز تبلغ 30.6%، يمتلك أعلى نسبة في المخيّم.
بطولة العالم للراليات الصحراوية "دابليو تو آر سي": موسم السيارات مليء بالوعود
مع خروج وصيف بطل العالم الحالي يزيد الراجحي في الربع الخالي وخطر عدم رؤية بطل العالم ناصر العطية مع انطلاقة المرحلة العاشرة، ستكون النقاط التي سيتم توزيعها في ينبع على هذين البطلين لموسم 2023 صفر أو لا حتى تُذكر. كارلوس ساينز ولوكاس مورايس هما في أفضل وضعية في الوقت الحالي لبدء محاولتهما للفوز بلقب بطولة العالم لعام 2024. ولكن لم يُحدّد أي شيء بعد، والأهم من ذلك، هو أنه من المتوقع أن يكون موسماً تنافسياً للغاية. بعد أقل من شهر على الانتهاء من الجولة الأولى، سيكون لدى قافلة بطولة العالم للراليات الصحراوية موعداً مع تحدي أبوظبي الصحراوي، الرالي الذي فاز بآخر ثلاث نسخ منه كل من يزيد الراجحي وستيفان بيترهانسل وناصر العطية. مع وصولهم إلى ينبع، سيكون هؤلاء المتنافسين الثلاثة قد قدّموا بداية أسوأ من المتصدّرين المُنتظرين، الذين سيتم الإعلان عنهم في 19 يناير. ستكون رغبة الانتقام حاضرة تحت خوذات العديد من المتسابقين، بما في ذلك بعض الأسماء الكبيرة، وفي المستقبل القريب جداً!
ما تصنعه السيارات الكلاسيكية
داكار وقصص العائلات هي كلاسيكية! تواجد الأشقاء مارو على منصة التتويج منذ عام 1980 على سيارتهما "4 أل" قبل أن يفوزا بالسباق عام 1981 على سيارتهما "آر 20". يتبعهما الأشقاء لودر على سيارتهما "كلاس جي"، والإخوة بينافينتيس على سيارتهما "نيسان تيرانو"، بينما كان التوأم زول على "بورشه 924" الأكثر تماسكاً. في العام الماضي، كان الثنائي المكوَّن من خوان موريرا وليديا روبا هما الفائزان، قبل أن يعودا هذا العام في نسخة "بورشه 959". وهما ليسا الثنائي المتزوّج الوحيد في المنافسة، حيث يتبعهما الثنائي الفرنسيان أبريالز والجنوب أفريقيان لوفيموريس هذا العام. يعمل داكار كلاسيك أيضاً كجسر بين الأجيال، حيث يُرحّب بالثنائيات الأب-الابنة مثل كلاسينز أو الأب-الابن مثل بوتماس. لكنّ الجائزة تذهب إلى شاحنة عائلة روبيرت الألمانية. أما سيارة "مرسيدس 1735" التي يقودها كريستيان وأورسولا، هي مدعومة من ابنهما ماتياس. القوّة في الأرقام تظهر بوضوح في داكار كلاسيك!
