خارج الصراع على اللقب، لكنهم حاربوا اليوم!
Dakar 2024 |
المرحلة 8 |
الدوادمي
> حائل
January 15
th
٢٠٢٤
- 19:04
[GMT + 3]
في دائرة الضوء
توجّه الرالي اليوم إلى حائل، مَهد رياضة الطرقات الوعرة في المملكة العربية السعودية، حيث تعلمت الأجيال الأولى من الدراجين والسائقين في البلاد هذه المهنة، انطلاقاً من المرحلة السابعة في الدوادمي. كان مسار المرحلة الخاصة اليوم طويلاً وقد وضع الجدول الزمني للمرحلة الدراجين والسائقين والطواقم في بيئتين متناقضتين. في هذه المرحلة المكوّنة من جزئين، ومع 279 كيلومتراً ضد الساعة، خاض المتنافسون معركة أولى على طبقة سميكة من الرمال، كانت أحياناً على شكل كثبان رملية، ولكن ليست دائماً خارج المسار. في المائة كيلومتر الأخيرة أو أكثر قبل خط النهاية، اختتمت المنافسة على مسارات سريعة مع عدة أجزاء صخرية، متطلبة الكثير من اليقظة. هذه الأرضية كانت مألوفة للشقيقان بينافيديس، اللذان قدما أفضل توقيت زمني بفئة الدراجات النارية. الميدان المشترك اللذين يتشاركان فيه مع ماتياس إكستروم وستيفان بيترهانسل، اللذين قدما لأودي انتصاراً ووصافة في هذه المرحلة، هو أنهما فقدا الأمل في الفوز باللقب في ينبع.
الخطوط العريضة
وصلوا إلى العلا بطموحات مشروعة. رأى كل من حامل اللقب كيفن بينافيدس وبطل العالم لوسيانو بينافيدس أن أي آفاق للانتصار تختفي خلال الأسبوع الأول من السباق. الأمر ليس مستبعدًا تمامًا حتى الآن بالنسبة لدراج "كيه تي إم"، الذي صعد، بعد فوزه بالمرحلة اليوم في حائل، إلى المركز الخامس في الترتيب العام، بفارق 20 دقيقة عن ريكي برابك، لكن هذا غير مرجح جدًا بالنسبة له. الأخ الأصغر على "هوسفكارنا"، في المركز الثامن، متأخرًا بحوالي 40 دقيقة. بعد عام 2023، الذي ترك فيه الشقيقان الأرجنتينيان بصماتهما، تمكنوا في حائل من تحقيق المركزين الأول والثاني معاً للمرة في مسيرتهم المهنية في رالي داكار، ما يعد عزاءً لهما بعد عدم تحقيقهما لمراكز الصدارة كما كانا يأملان. وأمامهما معركة مثيرة جارية بالفعل بين كبار اللاعبين في هذه الفئة. وبالنظر إلى الترتيب المتوسط خلال المرحلة، فمن الممكن الاعتقاد بأن استراتيجية الضغط على المكابح كانت بمثابة معياراً للمتنافسين على اللقب. بعد أن تصدر معظم المنافسات الخاصة، أنهى متصدر التصنيف العام الأمريكي أخيرًا في المركز السابع لأفضل توقيت، مما وضعه في موقع انطلاق مميز لمرحلة الغد، بينما تقدم روس برانش خطوة أفضل مع المركز الثامن. أدريان فان بيفيرين، الذي شعر بالمشكلة بعد فوات الأوان، ورث المركز الثالث وهو ما قد لا يفيده كثيرًا في حين أن جميع زملائه في هوندا سيكونون متحمسين له في طريقه إلى العلا. كما بدأ ستيفان بيترهانسل وماتياس إكستروم داكار بالحلم برفع الكأس في ينبع. تحطمت آمالهما على التوالي في الربع الخالي وفي مرحلة الأمس، لكنهما اليوم سجلوا المركزين الأول والثاني لأودي مع العديد من الفوائد، لا سيما وضع كارلوس ساينز في وضع جيد لبقية الرالي (انظر أداء اليوم). سيظل الإسباني حذرًا من عودة سيباستيان لوب، حتى لو أضاع الفرنسي فرصة الاقتراب من متصدر التصنيف العام بعد خطأ ملاحي أدى إلى تحويلة بطول 5 كيلومترات في الريف السعودي. "لقد خسرنا كل ما كسبناه بالأمس تقريبًا" هي عبارة يمكن أن تلخص بشكل مناسب حياة لوب في داكار في السنوات الأخيرة. ويحتاج الآن إلى الركض لمدة أربعة أيام دون ارتكاب أي خطأ إذا كان يأمل في إزاحة منافسه من الصدارة. وفي الصراع على بقية المراكز، تمتع غيرلان تشيشريت بأفضل أداء، حيث صعد من المركز الثامن إلى المركز السادس في التصنيف العام وشكل سلسلة من أربع سيارات تويوتا، خلف لوكاس مورايس (الثالث)، وغيوم دي ميفيوس (الرابع) وغينيل دي فيلييه (الخامس)، والذي يلاحق الثنائي ساينز/لوب عن بعد. في فئة تشالنجر، يتمتع ميتش جوتري بمساحة زمنية كافية أمام كريستينا غوتيريز بحيث لا يحتاج إلى التحليق في كل ثانية ودقيقة. ولعل هذا السياق هو الذي مكّن صالح السيف من الفوز للمرة الأولى في هذه الفئة. ومع ذلك، في سباق سايد باي سايد، سيبدأ كزافييه دي سولتيريه في النظر بقلق لرؤية جواو فيريرا يقترب بسرعة خلال هذا الأسبوع الثاني من السباق: فاز السائق البرتغالي بالمرحلة الخاصة اليوم وهو الآن يتخلف عن المتصدر بفارق 7:41 دقيقة فقط. من المؤكد أن الهدوء هو السائد في مقصورة شاحنة مارتن ماسيك. أقرب مطارديه ليس سوى الشاب ميتشل فان دن برينك، الذي فاز بالفعل بالمرحلة الأولى في العام الماضي عن عمر يناهز 20 عامًا وتذوق النصر مرة أخرى في اليوم التالي لعيد ميلاده الثاني والعشرين.
أداء اليوم
وضعت أودي اثنتين من سيارتها آر أس كيو إي ترون في قمّة منصة تتويج مراحل رالي داكار مرّتين قبل اليوم. الإنجاز الأوّل كان في المرحلة الثامنة عام 2021، عندما حقق الثنائي ماتياس إكستروم وستيفان بيترهانسل الفوز بالمركزين الأول والثاني، قبل أن يكرّرا الأمر بعد يومين. اليوم، أصبح السويدي على رأس سائقي أودي من حيث عدد الانتصارات في المراحل، حيث يمتلك الآن مجموع 4 انتصارات، متفوّقاً على ثلاث نجاحات لـ "الماتادور" واثنين لـ "سيّد داكار". منذ بداية مشاركة أودي في الرالي، تمكنت من الفوز في تسع مراحل. يرفع النجاح اليوم معنويات مصمّميها، بعد يوم من حوادث السائق السويدي، كما أوضح بيترهانسل في ختام المرحلة. ووراء جائزة المواساة هذه، كان يفكر في الموقف الحساس للعلامة التجارية ذات الأربع حلقات، التي يتواجد البيض الخاص بها في سلة واحدة، لأنّ هذا الإنجاز الثنائي (الفوز بالمركزين الأول والثاني) الذي ساعد في نسيان الأيام السابقة، يُعتبر أيضاً استراتيجياً للأيام المقبلة. الإسباني، الذي لا يزال يتصدّر الترتيب العام مع سيارته أودي، بفارق ضئيل عن ملاحقه سيباستيان لوب، يتجه إلى ينبع على نمط "انطلق بسرعة"، مع سيارتين تفتحان الطريق أمامه. تُقدّم هذه الوضعية خيارات متعددة لضمان وصول "الزعيم" بأمان!
ضربة قاسية
كان ياسر بن سعيدان جزءاً أساسياً من تعزيز الإمكانيات الرياضية السعودية في الرالي (انظر إحصائية اليوم)، وذلك من خلال فوزه في المرحلة الثالثة بفئة سايد باي سايد، وهو الفوز الأوّل له في مشاركته السابعة في داكار. بعدها، ولثلاثة أيام متتالية، صعد السائق السعودي إلى منصة التتويج بفئته وتصدّر فئة سايد باي سايد في نهاية مرحلة الـ 48 ساعة الخاضعة للتوقيت. بعد أن أصبح بالمركز الثاني في الترتيب العام خلال المرحلة التالية، على بُعد 7 دقائق و30 ثانية فقط من المتصدّر، عاش سائق" أم أم بي" يوماً سيئاً اليوم. كسر نظام التوجيه الأمامي، ثم تضرّرت 3 إطارات في سيارته، مما أفقده وقتاً إجمالياً بلغ 27 دقيقة و39 ثانية في نهاية اليوم، ووضع السائق البالغ 46 عاماً وملاحه الفرنسي أدريان ميتج في المركز الخامس بهذه الفئة، وهما يتخلفان أكثر من نصف ساعة عن صاحب الصدارة. ومع ذلك، لن يقلل هذا اليوم السيئ من عزيمة الوسيط العقاري من الرياض، الذي بدأ السباق مساء المرحلة الأولى مُضيعاً حوالي ساعة كاملة. يعلم ياسر أكثر من غيره أنّ بناء أي مشروع يتطلب الاستمرارية.
إحصائية اليوم: 10
في النسخة الـ 46 من رالي داكار، برزت مواهب السائقين السعوديين، حيث يمتلكون مجموع انتصارات قدره 10 في مختلف الفئات منذ بداية مشاركتهم في داكار. تألق ياسر بن سعيدان في المرحلة الثالثة، حيث حقق انتصاره الأوّل، في حين أضاف صالح السيف الفوز الخامس إلى سجل مسيرته في أكبر بطولة عالم للراليات الصحراوية. يزيد الراجحي، رغم خروجه المبكر هذا العام، ذاق طعم الفوز أربع مرات، وتصدّر الترتيب العام من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الخامسة في فئة الألتيميت. دانية عقيل، التي استمتعت ببداية واعدة في فئة تشالنجر، سجلت أفضل توقيت زمني في النقطة الأولى قبل أن تتراجع في الترتيب لتنهي المرحلة بفارق 37 دقيقة عن مواطنها. ومع ذلك، لا يزال السباق بعيداً عن الانتهاء... عقيل، وغيرها أيضاً، يأملون بكتابة أسمائهم في سجلات تاريخ داكار.
بطولة العالم للراليات الصحراوية "دابليو 2 آر سي": خبرة فيريرا تبرز بشكل لافت
بعد كسر المقود في بداية الرالي، كان جواو فيريرا مُنشغلاً منذ ذلك الحين بتقليص الفجوة التي تفصله عن سارة برايس (ساوث ريسينغ كان-أم) وياسر بن سعيدان (أم أم بي). نجح السائق البرتغالي اليوم بفوز سمح له بتولي مركزاً مُتقدّماً في ترتيب البطولة بفئة سايد باي سايد. يُلخص صعوده وهبوطه على سلم ترتيب الفئة تاريخ جواو في مجال بطولة العالم للراليات الصحراوية، حيث لم يتردّد منذ بدايته عام 2019، وأوّل محاولة له بفئة تي 2، في تجربة جميع الفئات قبل أن يجد مكانه خلف عجلة قيادة سايد باي سايد. بعد مشاركته بفئة تي 1 عام 2021، خلف عجلات تويوتا هيلوكس وميني إكس-رايد، بالإضافة إلى فئة تي 3 العام الماضي مع ياماها إكس-رايد، استقر أخيراً على سايد باي سايد في رالي المغرب عام 2023 وحصل على مكان خلف عجلة قيادة كان-أم فاكتوري هذا الموسم. في سن الـ 23 عاماً، حقق المركز السادس بفئة تي 3 عام 2023 والمركز السابع بفئة سايد باي سايد بفضل محاولته الناجحة في المغرب. يصل فيريرا إلى فئة سايد باي سايد بخبرة واسعة تمتد عبر مختلف الفئات، وهو ما قد يصب في مصلحته بشكل كبير هذا الموسم.
ما تصنعه داكار كلاسيك
كان هناك 15 شاحنة في بداية النسخة الرابعة من داكار كلاسيك، وشاحنة مان 18-985 التابعة للفريق الإيطالي موتورتيكنيكا هي الأفضل ترتيباً حالياً. في المركز 12 في الترتيب العام، يقود هذه العملاقة، الرجل الذي يعيش وسط سحر داكار. كورادو باتونو يشارك في رالي داكار منذ عقدين من الزمن. بالنسبة إلى العديد من هؤلاء القدامى، يُعتبر داكار كلاسيك كحياة ثانية تبدأ من جديد في داكار!
