كورنيخو يتألّق، ولوب يعود لسكّة الانتصارات

Dakar 2024 | المرحلة 4 | السالمية > الهفوف
January 9 ^th ٢٠٢٤ - 18:24 [GMT + 3]

في دائرة الضوء

سجّلت الحرارة خمس درجات فقط في الصباح الباكر عند مغادرة الخيم في مخيّم مبيت السلامية متجهين نحو مدينة الهفوف، المجاوِرة لواحدة من أكبر واحات البلاد، التي تضم ثلاثة ملايين نخلة. وفيما بينهما، بلغت المسافة الإجمالية التي يجب اجتيازها حوالي 700 كلم، لكنّ الدراجين والسائقين والطواقم "فقط" خاضوا المعركة على مسافة 299 كلم منها. من الصعب جداً تغطية مثل هذه المسافة في المملكة العربية السعودية من دون مواجهة أي كثبان رملية، إلا أنّ الأجزاء الرملية في هذا اليوم كانت ضئيلة. غالباً ما تم بلوغ سرعات قصوى تُقدّر بحوالي 150 كلم في الساعة خلال هذه المرحلة الخاصة السريعة، حيث استطاع ناتشو كورنيخو أن يظهر أنه أكثر من ملاح ماهر، حيث احتل المركز الأول في الترتيب العام لفئة الدراجات النارية. القيادة بسرعات مرتفعة هي من تخصص سيباستيان لوب أيضاً، الذي اعتلى صدارة ترتيب المرحلة.

الخطوط العريضة

لم تكن هناك صعوبات محددة في برنامج المرحلة الرابعة، لكنّ ذلك لا يعني أنه لم يكن هناك أداء على أعلى مستوى. يمكن بالتأكيد تصنيف الأداء الذي قدمه ناتشو كورنيخو في هذه الفئة. علامته المميّزة هي القراءة فائقة السرعة، والتحليل الصائب لكتيّب الطريق بشكل خاص. أكد التشيلي قيمته مرة أخرى في هذا المجال، حتى وإن لم يكن عليه فتح الطريق في المرحلة الخاصة، حيث كان سادساً في بداية الرحلة. ومع ذلك، يعرف دراج هوندا كيف يفتح دواسة الوقود عندما تحين الفرصة، وهو لا يقوم بالأشياء على مرحلتين! عندما وصل إلى خط النهاية، فاز في المرحلة واحتل أيضاً المركز الأول في الترتيب العام، مستفيداً من سقوط روس برانش مرتين، ولحسن الحظ أنهما لم يكونا خطرين. فقدَ الرجل من بوتسوانا التقدّم الذي كان يمتلكه بفارق ثلاث دقائق أمس وأضاف دقيقة أيضاً. غداً، في طريقه إلى شبيطة، سيضطر كورنيخو لقيادة الدراجة مثل "الزعيم": آخر مرة كان في هذا الموقف، ترك الفوز يفلت من بين يديه بسبب سقوطه قبل 48 ساعة من نهاية رالي داكار 2021. فقدان لقب داكار قبل يومين من التتويج اختبره سيباستيان لوب أيضاً، آخر مرة تصدّر فيها الترتيب العام، في تلك الفترة خلف عجلة قيادة بيجو عام 2017 بالقرب من سان خوان في الأرجنتين. الفرنسي ليس بنفس المستوى الآن، لكنه بدأ يعود بهدوء من خلال فوزه في المرحلة التي انتهت في الهفوف. لم تؤثر الفوارق التي حصلت على هيكلية السباق، ولكنها ارتقت بلوب ثلاثة مراكز حيث يحتل الآن المركز السادس، على بُعد 23 دقيقة و50 ثانية خلف يزيد الراجحي. بهيمنته الكاملة على صدارة الترتيب العام في فئة الألتيميت، ابتعد السائق السعودي دقيقة واحدة عن لوب في المرحلة الرابعة. ونتيجة لذلك، سينضم غداً إلى ناصر العطية (الثالث في المرحلة، بفارق دقيقة و22 ثانية عن الفائز) في الانطلاق بحثاً عن أفضل سائق راليات على الإطلاق، ولكن على أرضية تناسبهم أكثر: كثبان الربع الخالي.

أداء اليوم

عرفنا بالفعل أنه كان سريعاً. بعمر 18 عامًا، فاز إريك غوكزال بالفعل بأربع مراحل في فئة تي 4 في أول مشاركة له في رالي داكار، حتى أنه تصدّر الترتيب العام بعد التحول الدراماتيكي للأحداث في النسخة الخاصة الأخيرة. هذا العام، قام ببساطة بمضاعفة إجمالي عدد انتصاراته في المرحلة خلال خمسة أيام من السباق، بما في ذلك المرحلة التمهيدية، وهو متقدم جدًا في فئة تشالنجر بفارق نصف ساعة عن والده. هناك تهديد ضد هيمنته، حيث يتأخر ميتش غوثري بفارق 36 دقيقة وأوستن جونز بفارق ساعة و5 دقائق، إلا أنه مسألة الاستراتيجية تُطرح الآن للسائق البولندي الشاب. هل سيخاطر بالسعي لتحقيق الفوز بالمراحل كل يوم، أم أنه سيفضل إدارة سباقه بهدف الحصول على اللقب الثاني له على التوالي، والذي سيكون في متناول يده إذا اعتنى بسيارته "تاورس"؟ مازال للحديث بقية…

ضربة قاسية

يزيد الراجحي في زعامة الترتيب العام، لكن ليس الجميع يمتلكون الأسباب نفسها ليكونوا سعداء مثل السائق السعودي. أولاً، ظهرت سيارة هيلوكس تي 1+ التي يقودها غيرلان شيشيري في منتصف المرحلة الخاصة عندما تعطل نظام الدفع فيها. منذ ذلك الحين، اضطر الرجل القادم من سافوي للقيادة ببطء والاعتماد على قوة ذراعيه. كان عجزه عند خط النهاية كبيراً، حيث تأخر لأكثر من ساعة خلف لوب. آماله في الفوز المطلق في رالي داكار تنتهي، حتى لو أنه لا يزال بإمكانه محاولة الانضمام مرة أخرى إلى العشرة الأوائل كما فعل العام الماضي. نتيجة كهذه لن تكون ممكنة حتى بالنسبة إلى سيث كوينتيرو، أحد القادمين الجُدد إلى تويوتا، والذي أظهر أنه يستطيع مواكبة المرشحين حتى اليوم، عندما توقف النجم الأميركي الصاعد بعد 216 كيلومتراً بسبب عطل بالمحرّك، ولم يجد أي حل آخر سوى انتظار شاحنة المساعدة من أجل سحبه عبر الطريق إلى مخيّم المبيت في الهفوف. وسيتلقى كوينتيرو عقوبة زمنية لمدة 20 ساعة. هذا الحادث شبيه بالذي أصابه في فئة تي 3، حيث عاد ليفوز بمعظم المراحل. لنرى ما إذا كان "الشاب" قادراً على تكرار مثل هذا الإنجاز...

دبليو 2 أر سي: فريق داكار يتولى القيادة

تشترك جميع مركبات الكوادز العشرة المسجلة في رالي داكار السعودية في بطولة دبليو 2 أر سي، أبرزهم الليتواني ليسفيداس كانسيوس، الفائز بكأس العالم في عام 2023. يبدأ الليتواني عادة بشكل متحفظ لكنه يرى التزامه حتى النهاية. في الوقت الحالي، لم يعتلِ الرجل الأشقر منصة التتويج بعد. وبدلاً من ذلك، تقاسم الفائزون في المراحل الأربعة هذه الألقاب، مع هيمنة البرازيلي ماركوس ميديروس بفضل فوزه في مرحلتين. وتقاسم الأرجنتينيان مورينو وأندوخار، وكذلك جيرو، بقية الكعكة، بمرحلة واحدة لكل منهما. في الترتيب العام يتصدر أندوخار. الفائز برالي داكار 2021 يريد تجديد نجاحه في رالي داكار. نجح ألكسندر جيرو في إنهاء الموسم في النسختين الأخيرتين، حيث كان على قمة منصة التتويج، ويهدف الفرنسي الآن إلى تسجيل ثلاثية. يتنافس المتصدر الأرجنتيني في التصنيف العام، مثل الفرنسي الذي يتأخر عنه بفارق 21 دقيقة و24 دقيقة، على رهانات عالية في داكار. وهذا الضغط قد يفيد البرازيلي ماركوس ميديروس الذي يحتل حاليا المركز الثالث لكن بفارق أقل من 3 دقائق عن جيرو. ومن غير المرجح أن يستسلم كانسيوس، الذي يحتل المركز الخامس في الترتيب العام بفارق أكثر من ساعة ونصف عن المتصدر، للضغوط التي يمارسها أداء من أمامه في رالي داكار. لا يزال الطريق إلى ينبع طويلًا في فئة غالبًا ما تُحدث الفارق فيها الموثوقية الميكانيكية، خاصة في الكثبان الرملية، والتي ستكون حاضرة بقوة في الأيام الثلاثة المقبلة...

إحصائيات اليوم: 74

فاز إجناسيو "ناتشو" كورنيخو بمرحلته الثامنة في رالي داكار اليوم، كما ساهم في تحسين أداء بلاده حيث ارتفع إجمالي انتصارات تشيلي في المراحل إلى 74 في جميع الفئات المختلفة. بدأ هذا التسلسل من قبل الراحل كارلو دي جافاردو في الدراجات. ومنذ ذلك الحين، تميّز إجناسيو آخر، وهو كاسالي، بفوزه بسباق رالي داكار ثلاث مرات في فئة الكوادز، حيث فاز بـ 23 مرحلة. وكان أداء فرانسيسكو "تشاليكو" لوبيز أفضل من ذلك، حيث حصل على مكانة حامل اللواء الوطني، بعدما حقق 11 انتصارًا في الدراجات ثم 13 انتصارًا آخر منذ عودته إلى فئة تي 4.