بينافيدس ومورايس: إيقاع لاتيني

Dakar 2024 | المرحلة 3 | الدوادمي > السالمية
January 8 ^th ٢٠٢٤ - 18:29 [GMT + 3]

في دائرة الضوء

رالي داكار، الذي يواصل رحلته لاستكشاف قلب المملكة العربية السعودية، يخطو خطوات كبيرة نحو صحراء الربع الخالي، بقفزة تزيد عن 600 كلم اليوم. في حين، قبل أن يغوصوا تماماً في الرمال، كان على الدراجين والسائقين والطواقم مواجهة مجموعة واسعة من التضاريس، التي كانت في كثير من الأحيان تدفعهم لارتكاب أخطاء في الملاحة. المطالب البدنية في هذه المرحلة أوفت بالوعد للأكثر صلابة وهدوءاً من الدراجين، بما في ذلك كيفن بينافيدس الذي ترك خبرته تتكلم من أجل التفوّق. وفي يوم المفاجآت، أثبت لوكاس مورايس أيضاً أنه جدير بالتحدي بين الكثبان والوديان ليُحقق أول انتصار له في رالي داكار.

الخطوط العريضة

تكوين المرحلة الثالثة أدى إلى حدوث المزيد من الانسحابات بين المتنافسين. كانت مرحلة صارمة بالفعل كما ظهر لعدد من الدراجين البارزين الذين اتضح أنهم كانوا في عجلة من أمرهم. من الذين ابتعدوا عن الترتيب، سام ساندرلاند أولاً، الذي خانته مشاكل ميكانيكية في دراجته بعد 11 كلم من المرحلة الخاصة، يليه سيباستيان بولر، الذي سقط بقوّة بعد 360 كلم. في الوقت نفسه، اجتمع ثنائي من المفتتحين في المقدّمة لتسجيل المسارات. بدا بابلو كوينتانيا وناتشو كورنيخو، زميلي فريق مونستر إنرجي هوندا، على وشك أن يجعلا اليوم مهرجاناً تشيلياً. إلا أنّ آمال الفوز خُطفت من كوينتانيا بعد أن أعلن حكام السباق عن سلسلة من عقوبات السرعة. نتيجة القيادة بسرعة كبيرة عبر منطقة مقيّدة بسرعة 30 كم/ساعة، تلقى بابلو عقوبة بلغت 6 دقائق. ومع ذلك، كان كيفن بينافيدس أكثر طاعة للقانون واحتفظ بوتيرة عالية على مدى المسار من دون أن يفقد طريقه، واختتم اليوم وهو حديث المدينة، أخيراً لسبب إيجابي. كان الأرجنتيني، الذي كان جريحاً تقريباً طوال عام 2023، لم يتذوّق طعم الانتصار منذ نجاحه في المرحلة الأخيرة من رالي داكار، التي ختمت انتصاره. هو لم يعُد إلى تلك المستويات بعد، لأنه يحتل المركز السادس في الترتيب العام، بفارق 20 دقيقة و32 ثانية خلف المتصدّر روس برانش، لكن ربما يمكنه البدء في التفكير مرة أخرى في النجاح الشامل. تبقى آفاق الفوز الكلي بعيدة في فئة السيارات أيضاً، حيث خاض المستفيدون من المرحلة السابقة أياماً متباينة للغاية. قاد ناصر العطية سيارته بأسلوب رائع، حتى هدأته سلسلة من الإطارات، مما أجبره على استكمال الثلاثين كيلومتراً الأخيرة على حافة العجلة التي مُزقت من الجزء الخلفي الأيسر. كانت النتيجة أكثر صرامة حتى بالنسبة إلى سيباستيان لوب، الذي فقد 23 دقيقة في الحجارة الصلبة. في هذا السباق الذي يتطلب مهارة وسرعة، أثبت لوكاس مورايس أنه الأكثر حساسية مع إطاراته وفاز بمرحلته الأولى في رالي داكار (انظر أداء اليوم). لقد وضع نفسه في وضع جاهز للانقضاض، في قاع المنصة التي يُهيمن عليها للمرة الأولى يزيد الراجحي، يليه بفارق 29 ثانية كارلوس ساينز، ثم ماتياس إيكستروم، خلفه بـ 8 دقائق و26 ثانية. في هذه المرحلة القوية باتجاه السلامية، نجح متسابقان غير متوقعان في دعوة أنفسهما إلى النخبة: رومان دوماس (الخامس) وماثيو سيرادوري (السابع).
توقفت سلسلة انتصارات إيريك غوكزال، التي شملت المرحلة الافتتاحية والمرحلتين الأوليتين، في السلامية على يد أحد المنافسين المتوقعين، ميتش غوثري، بفارق دقيقة و9 ثوانٍ. ووصل السائق البولندي الشاب إلى المخيّم محبطاً بسبب رؤيته عمه مايكل يتراجع عن الصدارة إلى ساعة و40 دقيقة، ولكنّ الشاب لا يزال يسيطر على الترتيب العام. في فئة سايد باي سايد، أكمل ياسر بن سعيدان يوماً رائعاً للسعودية بتغلبه على جواو فيريرا، لكن من دون أن يُعيق التقدّم الهادئ لجيرارد فارس في الصدارة. من ناحية أخرى، تأخذ المعركة شكلاً مختلفاً في سباق الشاحنات، حيث أطاح أليس لوبري بيانوس فان كاستيرن من المركز الأول بفضل انتصاره الأول هذا العام.

أداء اليوم

بعد الإحساس يأتي وقت التأكيد. أتى أداء لوكاس مورايس في رالي داكار 2023 من نضج غير متوقع. انتظر البرازيلي وقته ليصعد إلى منصة التتويج، بينما كانت المعركة على الفوز تدور بين ناصر العطية وسيباستيان لوب. أعقب ظهوره المذهل في داكار موسماً باهتاً ابتعد فيه عن أحداث بطولة العالم للراليات الصحراوية (دابليو تو آر سي) وصقل مهاراته في القيادة في بطولة باها البرازيلية. ومع بداية رالي داكار 2024، قرّر لوكاس الارتقاء بأدائه، في حين تمزقت إطارات العديد من السائقين الكبار بسبب الصخور الحادة. بفضل التوازن الدقيق بين الحذر والسرعة الذي يصعب العثور عليه، نجح سائق تويوتا هيلوكس رقم 206 في وضع لمسة النجاح اللازمة ليتألق، حيث فاز مع نهاية المرحلة الخاصة بطول 437 كلم بفارق ضئيل يبلغ 9 ثوانٍ فقط عن ماتياس إيكستروم. من المرجح ألا يتوقف أحدهما عند هذا الحد.

ضربة قاسية

في 2022، عاش سام سندرلاند "العام الحلم" حاصداً سلسلة من النجاحات التي كانت يُمكن أن تكون مصدر إلهام لوثائقي يحمل عنوان "ذا كراون" أو "المتوّج". افتتح موسم بطولة العالم للراليات الصحراوية (دابليو تو آر سي) بفوزه برالي داكار للمرة الثانية، بعد فوزه الأول عام 2017، ثم حقق بسرعة انتصاره الثالث في تحدي أبوظبي الصحراوي، قبل أن يختتم العام في رالي الأندلس بتتويجه بلقب بطولة العالم للدراجات النارية، وكذلك قدّم لـ "غاس غاس" تتويجاً بلقب بطولة الشركات في العام الأول لها في هذا المجال. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، عانى "الملك" عام 2022 من سلسلة متاعب حقيقية: "سندرسام" اعتاد على "لم يتمكن من إنهاء السباق"؛ أولاً، في المرحلة الأولى لرالي داكار 2023، ثم في رالي سونورا، وتحدي ديسافيو روتا 40، ورالي المغرب، والآن في داكار 2024. من بين هذه الراليات الخمسة المتتالية، أكمل سام 10 مراحل فقط، بما في ذلك المراحل الافتتاحية، كان يُفضل جلالته ألا تُبث كل هذه الحلقات.

إحصائيات اليوم: 38

لوكاس مورايس كان مفاجأة نسخة 2023، حيث أكمل مشاركته الأولى على منصة التتويج. ومع ذلك، على الرغم من عرضه الخالي من الأخطاء، لم يكن قادراً على تحقيق فوز في أي مرحلة، ولكنه قام بتصحيح الأمور اليوم. بفوزه في المرحلة الثالثة، أصبح أول برازيلي يتذوّق النجاح في مرحلة خاصة بفئة السيارات. كان العديد من زملائه البرازيليين قد سبقوه إلى تحقيق الإنجاز، بدءاً من الأخوين دي أزيفيدو: أولاً أندريه على شاحنة خلال نسخة 1999 ثم جان عام 2005 على متن دراجة كي تي أم. تتضمّن هذه السلسلة أيضاً انتصارات في فئة سايد باي سايد، إلى جانب الألقاب التي حققها لياندرو توريس عام 2017 ورينالدو فاريلا عام 2018. وفي السنوات الأخيرة، قدّم رودريغو لوبي دي أوليفيرا مساهمة عام 2022، وكذلك فعل كريستيانو باتيستا العام الماضي. والأكثر من ذلك، رفع مارسيلو ميديرو أمس إجمالي انتصاراته في المراحل إلى 10 في سباق الكوادز. اليوم، مع مورايس، يُعلن البرازيليون المتواجدون في رالي داكار عن تحقيق 38 انتصاراً!

بطولة العالم للراليات الصحراوية (دابليو تو آر سي): تشالنجر فئة مصممة خصيصاً لإيريك غوكزال

أظهر إيريك غوكزال خطورته في منافسات رالي داكار العام الماضي، وفرض نفسه نجماً مطلقاً وبسرعة لفئة تشالنجر، وهو يسابق بسرعة الصوت. بفوزه في سن الثامنة عشرة، أصبح السائق البولندي أصغر فائز في تاريخ الحدث قبل أن يختفي ليلتحق بدراسته. عاد للمشاركة في داكار للمرة الثانية في فئة تشالنجر، حيث يسعى إلى الفوز بلقب آخر قبل التتويج العالمي في "دابليو تو آر سي". إنه تحدٍ يليق بالفتى الذي لا يتوقف عن الابتسام، وحوله يدور كوكب غوكزال. تابع والده ماريك وعمه مايكل خطواته، والتأثير بدأ يظهر بالفعل على الأسماء الكبيرة في الفئة السابقة تي 3، الذين، بعد أن تخلصوا من المعجزة الأخرى، سيث كينتيرو، كانوا يأملون في المنافسة على اللقب بسلام. لقد تعرّض ميتش غوثري بالفعل لهيمنة البولنديين، ولكنه يثبت أنه قادر على التحدي. مع فوزه اليوم، يكون قد أنهى الابن ميتش سلسلة انتصارات إيريك المتتالية منذ بداية المرحلة في العلا. هذا المساء، وأثناء النوم تحت النجوم فوق المخيّم، يتباهى أصغر أفراد عائلة غوكزال باعتلائه الصدارة بفارق 15 دقيقة و47 ثانية عن والده و15 دقيقة و58 ثانية عن الأميركي.