برانش ودي ميفيوس يتجاوزان جميع العقبات
Dakar 2024 |
المرحلة 1 |
العلا
> الحناكية
January 6
th
٢٠٢٤
- 19:59
[GMT + 3]
الهدف
احتضنت محافظة المدينة، التي تقع في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية، المرحلة الخاصة الأولى التي امتدّت على 414 كيلومتر ودفعت المتسابقين وطواقمهم إلى أقصى الحدود. إثر الخروج من العلا، شقت المجموعة طريقها عبر الوديان والرمال، لكن التضاريس سرعان ما تغيرت نحو الأقسى. حيث تسببت الحجارة في سقوط العديد من الدراجين، بما في ذلك الفائز بالمرحلة الاستعراضية توشا شارينا الذي كان من ضمن أبرز المرشحين في فئة الدراجات، وفي المقابل تمكّن روس برانش، الفائز بالمرحلة، ومايسون كلاين من عبور هذا المسار الجهنّمي بسلام. في حين قلبت التربة البركانية في القسم الثاني من المرحلة الموازين على العديد من الأسماء البارزة على غرار ناصر العطية وسيباستيان لوب، حافظ غيوم دي ميفيوس على هدوءه وتغلّب على كارلوس ساينز في هذه المرحلة المحمومة.
الأبرز
القاعدة الأولى في سباق الدراجات هي أن تبقى على دراجتك مهما اعترضت الحجارة والصخور طريقك. كسر العديد من الدراجين هذه القاعدة الجوهرية في الصباح، حيث تعرض المخضرم يواكيم رودريغز إلى حادث ألقى به خارج المنافسات عند الكيلومتر 82 بينما انسحب النجم الساطع توشا شارينا من مشاركته الثالثة في داكار عند الكيلومتر 240 مع كسرٍ في اليد. وكان رودريغز قد منح الصانع الهندي "هيرو" فوزه الأوّل بمرحلة في نسخة 2022. وفي تناقض واضح، سجّل زميله في الفريق روس برانش أسرع الأزمنة مضيفاً فوزاً رابعاً بمرحلة في داكار إلى رصيده. كما تقدّم الطيار البوتسواني على الجميع في الترتيب العام، ويمتلك أفضلية بـ 12 دقيقة أمام بطل نسخة 2020 من داكار، ريكي برابك، ومايسون كلاين، الذي افتتح المسار وظلّ طيلة السباق بمفرده. من جهةٍ أخرى، في سباق الدراجات الرباعية "كوادز"، تجاوز البرازيلي مارسيلو ميديروس جميع خصومه، ومن بينهم أليكسندر جيرود، الذي يجد نفسه في وضع غير اعتيادي وهو محاولة تقليص الفارق بعد أن خسر أكثر من 30 دقيقة إثر مشكلة ميكانيكية. أمّا غيوم دي ميفيوس فقد حظي بدَفعة معنوية كبيرة خلف مقود سيارة تويوتا هيلوكس، التي لم يسبق له قيادتها سوى في رالي المغرب. بإمكان البلجيكي الشاب، الذي كان متردّداً إزاء حظوظه عندما حقّق فوزه الأوّل في فئة "تي3" في 2022، النظر إلى أوجه الشبه مع مسيرة والده غريغوار، الذي انتظر حتى مشاركته الرابعة قبل أن يقتنص ثلاث انتصارات في المراحل. خلال مشاركته الأولى ضمن الفئة العليا في داكار، تغلب دي ميفيوس على سائق في مستوى كارلوس ساينز بفارق دقيقة واحدة و44 ثانية ضمن مرحلة بعثرت أوراق بقية المرشحين. حيث تسببت موجة من الثقوب في خسارة ناصر العطية لـ 25 دقيقة وخسارة زميله في الفريق سيباستيان لوب لـ 23 دقيقة، في حين بلغ غيرلان شيشاريت خطّ النهاية متأخراً بـ 22 دقيقة. ولم يكن يوم ستيفان بيترهانسل أفضل (إذ خسر 32 دقيقة). ومن الناحية الأخرى، حقق أولئك الذين انطلقوا من بعيد أفضل النتائج، مع حلول جينيل دي فيليه ثالثاً بفارق 9 دقائق و18 ثانية، أمام فايدوتاس زالا (بفارق 10 دقائق و42 ثانية) ورومان دوماس (بفارق 12 دقيقة و18 ثانية)، وأكمل لوكاس موراس ترتيب الستة الأوائل مبتعداً بـ 13 دقيقة و25 ثانية عن المتصدّر، لتحتل بذلك تويوتا 6 مراكز ضمن الثمانية الأوائل. وفي سباق تشالنجر "تي3"، أمسكت عائلة غوكزال بزمام الأمور، مع حلول إريك في صدارة الترتيب أمام عمّه ميشال بـ 19 ثانية ووالده ماريك بـ 7 دقائق و38 ثانية. وفي فئة المركبات الخفيفة "تي4"، الفوز كان من نصيب راقص السامبا البرازيلي رودريغو فاريلا، ابن بطل 2018 رينالدو فاريلا. وأخيراً، واصل يانوس فان كاسترين بسط هيمنته في فئة الشاحنات.
أداء اليوم
لم يكن مايسون كلاين واثقاً حتّى بقدرته على خوض مشاركته الثالثة في داكار على متن دراجة "كوف" الجديدة التي ظلت عالقة في الجمارك في دبي. لكن دراجته الصينية وصلت في نهاية المطاف قبل ساعات من انتهاء الفحوصات الفنية. وأنهى الأمريكي المرحلة الاستعراضية ضمن العشرة الأوائل واختار مركز انطلاقته للمرحلة الأولى. حيث قرّر البالغ من العمر 21 عاماً الانطلاق أوّلاً، وعادةً ما يتفادى دراجو رالي جي بي الانطلاق من هذا المركز الذي كان ليكون من نصيب سكايلر هاوز. "التفكير بافتتاح مسار المرحلة الأولى من داكار أمرٌ رائع. في نهاية اليوم لا أشعر بالندم لأنّنا حققنا مبتغانا" قال كلاين. وبرهن الأمريكي مجدّداً بأنّه مليء بالمفاجآت، ليس لأنّه قطع الـ 400 كيلومتر بمفرده في الأمام حاصداً 6 دقائق و21 ثانية من المكافآت الزمنية والمركز الثالث في الفئة، بل لأنّه قام بذلك على متن دراجة تكاد تكون خبرته معها منعدمة: "هذه المرة الثالثة التي أركب فيها الدراجة وأنا سعيد للغاية بذلك". برهن كلاين اليوم بأنّ الصين تمتلك القدرة على أن تصبح منافساً حقيقياً في عالم الراليات الصحراوية في المستقبل القريب، كما برهن بأنّ كلمة "مستحيل" لا تعني شيئاً في قاموسه.
ضربة قوية
يُعدّ السائق القطري ناصر بن صالح العطية من السائقين المُجليِّين في الراليات الصحراوية، مُخضرمٌ وعتيق لدرجة أنه يبدو في أحيانًا وكأنه عصيٌّ على ارتكاب الأخطاء. مع ذلك، حتى قدرة بطل داكار خمس مرات على تفادي الأخطار لم تكن كافيةً لمنع التضاريس الصخرية البُركانية الوعرة من التأثير على إطارات سيارته برودرايف "هانتر تي 1+"، حيث تعرّض لانثقابين في الإطارات في أول خمسين كيلومترًا من المرحلة الخاصة الأولى (العُلا - الحناكية)، واستنفد ما في سيارته من الإطارات الاحتياطية، لذا اضطر لأن يتبّع أسلوب قيادة أكثر حذرًا ليُنهي المرحلة في المركز الـ 22 المُتأخر كثيرًا لسائقٍ من عيار ناصر، وبفارق 25 دقيقة تقريبًا عن السائق البلجيكي غويام دي ميفيوس. والحقّ يُقال، لا يمكن لناصر لوم نفسه كثيرًا، فحتى مُنافسيه الرئيسيين عانوا مثله في المرحلة الخاصة الأولى؛ السائقون الفِرنسيون سيباستيان "سيب" لوب (بي آر أكس - بردرايف)، و "سيد داكار" ستيفان بيترهانسل (أودي)، وغيرلان شيشيريه (تويوتا أوفردرايف).
إحصائية اليوم: 22 - 5 - 40
لم يُضيِّع السائق البلجيكي غيوم دي ميفيوس أي وقت في إضافة اسمه إلى قائمة الفائزين البلجيك بمراحل رالي داكار في فئة السيارات "ألتيمايت". أحدهم هو والده، غريغوار، الذي سجل الفوز بثلاث مراحل خاصة في الرالي قبل 22 عامًا، في عام 2002، أي عندما كان غيوم ما زال في السابعة من عمره. وبهذا يرتفع العدد الإجمالي إلى خمسة بلجيكيين في هذا النادي النخبوي، أهمهم جاكي إيكس، أحد عمالقة رالي داكار، الذي سجّل أسرع الأوقات بـ 29 مرحلة خاصة، أما الآخرون فهم: غاي كولسول الذي فازَ بست مراحل خاصة، غريغوار دي ميفيوس الذي فازَ بثلاث مراحل خاصة، ستيفان هينرار الذي فازَ بمرحلةٍ خاصة واحدة، والآن غيوم دي ميفيوس الذي فازَ بمرحلةٍ خاصة واحدة، بإجمالي 40 مرحلة خاصة فازَ بها سائقون بلجيكيون في رالي داكار.
دبليو 2 آر سي: منافسة في القمة بين رومان وبرادلي
احتل الدرّجان الفِرنسي رومان "دودو" دومونتييه والجنوب إفريقي برادلي كوكس المركزين الأول والثالث على التوالي في فئة "رالي 2" في كأس العالم للراليات الصحراوية من الاتحاد الدُّوَليّ للدرّاجات النارية "فيم"، وهي الفئة الثانية بعد فئة القمة "رالي جي بيه". لا يخفي كلاهما طموحه في هذه النسخة من رالي داكار: الظهور ضمن العشرة الأوائل في كل مرحلةٍ خاصة سعيًا للفت انتباه الفِرق المصنعية والرسمية. أنهى برادلي المرحلة الخاصة الأولى في المركز الرابع، بفارق دقيقتين عن المركز الثالث. وهذا ليس غريبًا عن نجلِ ألفي كوكس، والفائز بلقب فئة "رالي 2" في آخر جولتين من موسم 2023. أما رومان "دودو"، فقد أنهى مرحة اليوم في المركز السادس، بفارق أقل من دقيقة عن برادلي، منافسه الجديد على البطولة. وقد تفوق الدرّاجان في فئة "رالي 2" في الأداء على 13 درّاجًا من درّاجي الفِرق الرسمية والمصنعية، الذين ما زالوا في رالي داكار، يزدادُ بريق "رالي 2" وأهميتها في الراليات الصحراوية، لنأخذ على سبيل المثال الدرّاج الأمريكي ماسون كلاين، أحد المخضرمين في فئة "رالي 2" وفاز بها في نُسخة عام 2022، وها هو الآن ضمن الثلاثة الأوائل في الترتيب العام المؤقت للدرّاجات النارية في رالي داكار.
نفحة كلاسيكية
إثر الثنائية التي حققتها نسختا بورشه 959، المصنوعتان بناءً على السيارات التي قادها ميتج وإيك في نسخة 1986، في المرحلة الاستعراضية، استعادت مجموعة السيارات التاريخية، التي خاضت بالفعل منافسات داكار في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، السيطرة على زمام الأمور. حيث تقدّم لورينزو تراليو، ابن ماوريتسيو تراليو، ورودي برياني إلى صدارة فئة داكار الكلاسيكية على متن سيارة نيسان باثفايندر، التي كانت تعود لكتيبة تيكنوسبورت التي أشرف تراليو الأب على إدارتها في التسعينات. كانت مَهمّة إيطالية مُحكمة مع تصدر سيارة نيسان جدول الأزمنة أمام سيارة تويوتا بقيادة باولو بيدشي ودانيال بوتايو، اللذان حلّا في المركز الثالث ضمن نسخة العام الماضي ويشاركان أيضاً مع فريق تيكنوسبورت.
المهمّة "ميشن" 1000
جوردي يوفانتيني من أشدّ المتعلّقين بسباق الشاحنات في رالي داكار، إذ لم يتغيب عنه سوى مرّة واحدة منذ العام 1991. وها هو يخوض غمار مشاركته الـ 32، كحامل لواء المستقبل النظيف، خلف مقود شاحنة ضخمة تزن 12 طنّاً مجهّزة بمحرك مزدوج يستخدم الهيدروجين والديزل كمصدر للطاقة. ترتقي هذه التكنولوجيا بشدّة إلى مستوى التحدّي الذي وضعته "ميشن 1000": "سار اليومان المنصرمان بشكل رائع. قررنا الاستغناء عن الديزل لأنّ ذلك هو الخيار الصحيح. الجميع بحاجة للعب دورهم لحماية الكوكب. مرحلة الأمس الاستعراضية كانت مذهلة. برزت بالفعل قدرة محرك الهيدروجين في الانقضاض على مختلف التضاريس، حيث ولّد مستويات غير اعتيادية من الطاقة دون تلوُّث. دفعتنا مرحلة اليوم إلى أقصى الحدود ومجدّداً، أظهر مصدر الطاقة الرئيسي إمكانياته. كنّا معتادين على انبعاث دخان أسود، أمّا الآن فنرى سوى بخار أبيض".
