داكار 2023 - المرحلة 6 | ممرٌ رمليٌ مفتوحٌ أمام العطية

Dakar 2023 | المرحلة 6 | الشبيطة > الشبيطة
January 6 ^th ٢٠٢٣ - 18:26 [GMT + 3]

لمحة معمقة
لقد تم تقصير المرحلة إلى ٣٥٧ كيلومتراً، بعد أن انطلق المشاركون باتجاه جنوب حائل. المرحلة المليئة بالرمال كانت أسهل بعض الشيء بوجود الأمطار التي سوّت المسارات قليلاً، ما سمح للمشاركين بالضغط من دون الكثير من الأخطاء، لكن الكثبان الرملية حملت بعض المفاجآت غير السارة لأولئك الذين ضغطوا دون حذر. حتى أن خبرة سائقين أمثال ستيفان بيترانسيل وكارلوس ساينز، لم تشفع لهما! فقد انتهى الأمر بالأول في المستشفى، بينما انتهت سيارة الثاني في منطقة الصيانة، وخسر كلاهما فرصة المنافسة على اللقب هذا العام. لكن، كانت المسارات ملائمة تماماً لـ لوتشانيو بينافيديس على متن دراجته، وكذلك ناصر العطية الذي عاد سالماً إلى مخيم المبيت بصدارة الترتيب العام.

المجريات
بالرغم من أن الغيوم كانت ما تزال في سماء داكار، لكن المنافسين كانوا مستعدين للمرحلة السادسة. وبالرغم من أن اللقب كان ما زال متاحاً في بداية المرحلة للعديد من المشاركين في فئة السيارات، حيث كانت تفصل بين السبعة الأوائل ٣٠ دقيقة فقط، فإن هذا الوضع كان مماثلاً ضمن فئة الدراجات. لوتشيانو بينافيديس لم يكن بين ركب الصدارة، لكنه ورغم ذلك استفاد من اليوم ليفوز للمرة الأولى في مسيرته المهنية، بينما أحرز زميله سكايلر هاوز ثاني أفضل الأزمنة ليعزز من موقعه في الترتيب العام. لكن المنافسة لم تنتهِ بعد، حيث ما زال يعتبر توبي برايس وكيفن بينافيديس منافسين قويين للغاية. بالنسبة إلى ناصر العطية، فقد قاد ببراعة متفادياً الأخطاء ولم يواجه مشاكل كما حصل مع ستيفان بيترانسيل بعد الكيلومتر ٢١٢، حيث فشل "السيد داكار" في توجيه السيارة كما يجب بعد القفز فوق كثيب رملي ما أدى لإصابة لملاحه إدوار بولانيه لكنها لحسن الحظ لم تكن شديدة، لكن الخيبة كانت كبيرة بالخروج من المنافسات. الأمر نفسه وضمن نفس الكثيب توقف كارلوس ساينز الذي أمضى أغلب يومه ينتظر شاحنة المساعدة السريعة. وفي نفس المجال، تعرض يزيد الراجحي أيضاً لمشكلة أضرت بنتيجته. لكن، سوء حظ النجم السعودي لم يؤثر على الأجواء ضمن فريق تويوتا، فقد نجح العطية بتحقيق فوزه رقم ٤٧ في إحدى مراحل داكار ليصل الرياض بفارق أكثر من ساعة أمام زميله هينك لاتيغان. خلفه، سيارتا تويوتا هايلوكس التي يقودهما البرازيلي لوكاس مورايس وجينيل دي فييللرز أكملا الترتيب! بالمقابل، باتت صدارة أليكسندر جيرو ٤٣ دقيقة أمام فرانشيسكو مورينو فلوريس بالرغم من فوز مانويل أندوخار بالمرحلة. بينما عزز غيلوم دو ميفيوس من الصدارة ضمن فئة تي٣ الأمس، وعزز تقدمه أمام أوستن جونز مع أول فوز بإحدى المراحل له. ضمن فئة تي٤، استعاد رودريغو لوبي دو أوليفييرا موقعه في منافسات الصدارة لكن يجب عليه الانتباه لعائلة غوكزال: ماريك الأخ الأكبر سجل اليوم الزمن الأسرع أمام مايكل. شهدت فئة الشاحنات تغييرات في ترتيب العائلة الهولندية، بينما فاز ميتش فان دين برينك بأول مرحلة له برالي داكار بعمر عشرين عاماً.

أداء اليوم
مرت سنتان منذ أن فازت هوسكفارنا بمرحلة في رالي داكار. آخرها كانت في ٢٠٢٠ على يد بابلو كوينتايلا. لوتشيانو بينافيديس منح الفريق فوزاً إضافياً، ليرفع من رصيد العلامة إلى ١٢. أما بالنسبة إلى الأرجنتيني إنه فوزه الأول بإحدى مراحل داكار. الأهم من ذلك أن زميله سكايلر هاوز أكمل الثنائية للمصنع. حافظ الأمريكي كذلك على صدارة الترتيب العام. هوسكفارنا، العلامة التي اشترتها مجموعة بيير في 2013 والتي تمتلك كاي تي ام، تسعى بالفعل للاحتفال بذكرى تأسيسها العاشرة عبر الفوز بداكار. وستكون بذلك سابع مصنع يكتب اسمه في تاريخ داكار.

ضربة موجعة
هذا من الأيام التي يجب أن تُنسى لكنها ستبقى محفورة في ذاكرة فريق آودي. حتى هذه النقطة، وبالرغم من المشاكل الطفيفة التي كانت تحصل، إلا أن المصنع الألماني كان يفكر جدياً بفرصه في المنافسة على الفوز في الدمام للمرة الأولى مع مركبة كهربائية. لكن، وبين الكثبان الرملية تحطم الحلم وتحول إلى كابوس، بعد الكيلومتر ٢١٢ بالتحديد. دفع ستيفان بيترانسيل ومن بعده كارلوس ساينز ثمن الطموح الزائد بعد قفزة غير مدروسة، قضت على آمالهما. مع هذه الحادثة المزدوجة تعرض إدوار بولانيه ملاح بيترانسيل لآلام في الظهر ونقل إلى المستشفى للمزيد من الفحوصات. أما كارلوس ساينز وملاحه لوكاس كروز فانتظرا فترة طويلة لوصول شاحنة الدعم، طعم الهزيمة مر، لكن المناظر الطبيعية كانت جميلة على الأقل..

رقم اليوم: ٢٠
لطالما كان داكار مسألة عائلية. ضمن فئة SSV، عائلة غوكزال تستمتع بوقتها، أما في فئة الشاحنات، لدينا عائلة فان دين برينك. مارتن أحد أعمدة هذه الفئة للعديد من السنوات مع ١٥ مشاركة من بينها ٢٠٢٣. وبوجود كل هذه الراليات بجعبته، فإن نجم الراليات الصحراوية في العالم يجذب بشغفه الكثيرين. ابن مارتن، ميتشل، يشارك في رالي داكار كملاح مع والده منذ ٢٠١٩ آخر نسخ داكار في جنوب أمريكا بعمر ١٦ عاماً. لذا، كان علينا الانتظار ليصبح بعمر ١٨ عاماً كي يجلس خلف المقود. بعد ١٩ مشاركة في داكار، عاد بقوة العام الماضي ليحقق المركز العاشر. وبالتالي من المتوقع أن يحقق مركزاً أفضل في ٢٠٢٣… هذا بالضبط ما قام به اليوم حين فاز بأول مرحلة في داكار، وبات أصغر سائق يحقق هذا الإنجاز ضمن الفئة، التي تتطلب نضوجاً بالفعل من قبل المشاركين. الشاب سيحتفل بعيد ميلاده ٢١ قبل انتهاء مجريات النسخة الحالية، حقق بالفعل أكثر من نصف إحصائيات والده!

دبليو٢آرسي: العطية، آلة حصد النقاط
قد تكون هوسكفارنا وكاي تي ام على منصة التتويج بعد 6 مراحل. لكن هوندا تمتلك ثلاثة دراجين بفارق أقل من ١٣ دقيقة. القوة العددية باتت اختصاص العلامة اليابانية وهذا ما كان مفتاحها لتحقيق الفوز العام الماضي. ضمن فئة رالي٢، واصل رومان دومونتيه الهيمنة على مجريات الفئة وهذا ما كان الحال عليه اليوم، وضمن الترتيب العام الذي يتصدره أمام باولو لوتشي. وفي الكوادز، استفاد مانويل أندوخار من فوزه بالمرحلة ليصبح بفارق ٢٠ دقيقة عن بابلو كوبيتي ضمن الترتيب العام. وضمن فئة السيارات، يبدو أن العطية احترف فن جمع النقاط. فقد بات القطري في وضع قوي للغاية بالقمة. علاوة على مجموع النقاط لقاء الفوز في كل مرحلة. ضمن فئة تي٣، ومثل ناصر، حافظ أوستن جونز على الصدارة بفارق ساعة أمام ملاحقه سيث كوينتيرو، وبفارق ساعتين ونصف أمام شاليكو لوبيز. وفي تي٤، رودريغو لوبي دو أوليفييرا يتقدم على البطل الحالي روكاس باسيوسكا الذي لم يكسب إلا 7 ثوانٍ. وأخيراً، ضمن فئة الشاحنات، ما زال يانوس فان كاستيرين تحت تهديد من مارتن ماسيك الذي يبتعد عنه بفارق 4 دقائق فقط ضمن الترتيب العام، أما كيس كولين حامل االلقب، ثالثاً بفارق عشرين دقيقة.

صناعة كلاسيكية
المعركة بين الفريقين الإسبانيين اللذين يتشاركان الألوان نفسها: موما رايد، وسيارة تويوتا اتش.دي.جيه٨٠ نفسها، تواصلت اليوم. خوان موريا وليديا روبا، حققا المركز ١٠٦ العام الماضي على متن باندا، احتلا صدارة الترتيب العام هذا الصباح وواصلا كذلك في المراحل الأربع الأخيرة، بينما كان يحاول كارلوس سنتاولالا وآران سول إيهواندا يحاولان المنافسة منذ البداية. وبعد الإنهاء بالمركز السادس في النسخة الماضية، كان القادمان من كتالونيا بالمركز الثاني ضمن الترتيب العام. اليوم، نجح الرجلان بخفض الفارق. هذه النسخة الثالثة لفئة داكار كلاسيك يبدو أنها تتجه لمنافسات أوروبية. المدرسة الإسبانية استحوذت على الصدارة للمرة الثالثة في هذا الرالي، بينما يبدو أن البلجيكيين والإيطاليين هم الوحيدون المؤهلون للمنافسة.