العطية وباريدا يفوزان بالمرحلة

Dakar 2021 | المرحلة 4 | وادي الدواسر > رياض
January 6 th ٢٠٢١ - 18:13 [GMT + 3]

التركيز:

يتسِّم رالي داكار بعض الأحيان بكونه غير منطقي أو مُفاجئ، قد نرى فيه مراحل سريعة وطويلة في ذات الوقت، خُصوصًا عندما تكون انتقاليةً تُشكِّل فيها مقاطع الوصل الجزء الأكبر من المرحلة ككل من دون أن تُقلِّل من مُتعة التسابق. لقد تألَّف الجُزء الأكبر من المرحلة الخاصة الرابعة الوصلة بين وادي الدواسر والرياض من مسارات، ليست مُعبَّدة، لكنها واضحة ومُحددّة – وهذا تفصيلٌ سيُذكِّر بلا شك المُخضرمين في الرالي بالمسارات المُلتوية لصحراء تينيري جنوبي وسط الصحراء الكبرى في إفريقيا، ليس أقلها استحضار ذكريات أنهم كانوا يحصلون على تعليماتٍ بتغيير المسار بعد الوُصول للشجرة الوحيدة النامية وسط الصحراء، رمزٌ للتنوع. لقد منحت المرحلة الخاصَّة السريعة للمُتسابقين إمكانية اختبار الحُدود القُصوى لسُرعاتهم والتمتُّع بشعور الحُرِّيَّة التي لا يُمكن إيجادها سوى في بعض المناطق الصحراوية القليلة حول العالم. في مقطع الوصل الأخير، تمُّرُ هذه اللحظات الشبيهة بالحُلم في مناطق ذات مناظر طبيعية تكاد تكون خاليةً من السُكان توصلهم تدريجيًا إلى قرى وبلدات ثم مناطق حضرية في الضواحي تُشير إلى قُرب الوُصول للعاصمة السعودية، الرياض.

 

ما الذي حصل؟

كما هو متوقع، بذل المُشاركون الذين تأخروا في المرحلة الخاصة السابقة، الثالثة، كل ما باستطاعتهم سعيًا للعودة لدوائر المُنافسة على الألقاب. يُعتبر الدرّاج الإسباني خوان باريدا مُتخصصًا في هذه الظروف، تحديدًا مع المسارات السريعة مع أدائه "الخارق" على المسافات الطويلة، ما مكنَّه من التعامل مع بعض المشاكل الكبيرة. حقَّق باريدا، من فريق هوندا، فوزه الـ 26 بإحدى مراحل الرالي، وصعدَ للمركز الثاني في الترتيب العام المُؤقت لفئة الدرّاجات النارية، مُتأخرًا بـ 15 ثانية فقط عن الفِرنسي زافييه دي سولتريه.

 

في فئة السيارات، حقَّق السائق القطري ناصر بن صالِح العطيَّة أسرع توقيت، وفاز برابع مرحلة له في الرالي هذا العام، والثالث على التوالي، لكن ذلك لم يُؤثِّر كثيرًا على مركزه في الترتيب العام المُؤقت لفئة السيارات، حيث يحتل المركز الثاني خلف السائق الفِرنسي، و "قضم" 11 ثانية فقط من هذا الفارق ليُصبح بـ 3:58 دقائق. وأنهى الفِرنسي سيباستيان لويب المرحلة في المركز الرابع، ما مكنَّه من الصعود للمركز الرابع في الترتيب العام، في حين واجه السائق الفِرنسي الآخر ماتيو سيرّادوري مشاكل عديدة وأنهى المرحلة سابعًا، بفارق 51 دقيقة في الخلف.

 

عربيًا، عانى السائق السعودي يزيد بن محمد الراجحي من مشاكل عويصة في سيارته، ما أفقده وقتًا ثمينًا ليُنهي المرحلة في المركز الـ 58، والأسوأ تراجعه في الترتيب العام لفئة السيارات للمركز الـ 42. واصل السائق الإماراتي الشيخ خالد بن فيصل القاسمي تأديته الثابتة وأنهى المرحلة في المركز السادس ويحتل المركز الثامن في الترتيب العام المُؤقت، وأنهى السائق السعودي صالح العبدالعالي المرحلة في المركز الـ 28 ويحتل الـ 35 في الترتيب العام المُؤقت، والإماراتي خالد الجافلة في المركز الـ 35 ويحتل المركز الـ 37 في الترتيب العام، والسعودي ياسر بن حمد بن سعيدان في المركز الـ 52 ويحتل المركز الـ 16 في الترتيب العام المُؤقت، علمًا بأنه عانى من مشاكل كثيرة اليوم أدّت لتراجعه كثيرًا.

 

في فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجلات "اكوادز"، أحرز الدرّاج الأرجنتيني مانويل أندوخار أول فوزٍ له بإحدى مراحل رالي داكار، في حين يتصدَّر مُواطنه نيكولاس كافيغلياسُّوـ بطل نُسخة 2019، الترتيب العام للفئة. فازَ السائق البولندي آرون دومزالا بلقب المرحلة في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة، لكن ذلك لم يُؤثِّر على صدارة السائق التشيلي فرانشيسكو "تشاليكو" لوبيز. وأخيرًا، سجَّلَ السائق الروسِّي دميتري سوتنيكوف أسرع توقيتٍ في فئة الشاحنات في حين استفاد السائق التشيكي مارتِن ماسيك من المُشكلة التي واجهت الروسِّي الأبيض سيارهي فيازفيتش ليتقدَّم للمركز الثاني في الترتيب العام المُؤقت، بفارق 6 دقيقة عن سوتنيكوف.

 

أداء اليوم:

أعلن فريق "كاي تي أم" المصنعي في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي عن تعاقده مع الدرّاج الأُسترالي دانيال ساندرز، قُبيل انطلاقة رالي الأندلس. ومنذ أن بدأ الأُسترالي مُشاركته الأولى في النُسخة الـ 43 منر الي داكار وهو ضمن المراكز الثلاثة، وبعد بضعة أيام يستمر ساندِرز في الحفاظ على تواجده بين الأوائل، وحقَّق ثالث أسرع توقيت في المرحلة الرابعة بمسافة 337 كيلومتر، ولم تقِف بوجهه أية مشاكل أو عقبات، رغم أنه عانى من حادث اصطدام وخسارة بعض الوقت خلال الكيلومترات الأخيرة منها. أداءٌ مُثيرٌ للانتباه من ساندِرز الذي تعلَّم "حرفة" المُنافسة في الدرّاجات النارية في سباقات "إنديورو" قبل مُشاركته الثانية في رالي صحراوي طويل، يحتل الأُسترالي المركز الثالث في الترتيب العام المُؤقت للفئة بفارق 14 دقيقة عن المُتصدر دي سولتريه، والأول بين المُبتدئين في الرالي، ويبدو بأنه يقترب أكثر فأكثر للفوز بإحدى مراحل الرالي للمرة الأولى. لن يكون هذا غريبًا ي تاريخ الرالي، فقد أنهى مُواطنه توبي برايس أول مُشاركةٍ له، في رالي داكار 2015، في المركز الثالث، ويُمكننا أن نشهد بعد ستّ سنوات صعود نجم موهبةٍ أخرى قادمة من المقلب الآخر من العالم، وجوهرةً ثمنية أخرى يكتشفها الفريق النمساوي.

 

ضربة قاسية:

لقد كان أداء السائق السعودي يزيد بن محمد الراجحي مُتقلِّبًا في رالي داكار هذا العام، أنهى المرحلة الاستعراضية في المركز الثالث، وأنهى المرحلة الخاصة الثالثة في المركز الـ 44، وعانى خلال المرحلة الخاصة الرابعة من مشكلة ميكانيكية بعد اجتياز 30 كيلومترًا فقط داخل المرحلة، وتعيَّنَ عليه انتظار وصول شاحنة المُساعدة. ورغم تمكنُّه من استئناف مسيرته بعد ثلاث ساعات إلا أنه يتأخر بفارق خمس ساعات عن مُتصدر الترتيب العام بيتِرانسِل، ما يعني تأجيل حُلم تحقيقه الفوز على أرضه وبين جماهيره عامًا آخرًا، علمًا بأنه أنهى نُسخة 2020 في المركز الرابع.

 

إحصائية اليوم: 395 مترًا

اجتاز السائق القطري ناصر بن صالح العطية المرحلة بمُعدَّل سُرعة 129.63 كيلومتر في الساعة ليفوز بالمرحلة بفارق 11 ثانية فقط عن الفِرنسي بيتِرانسِل، وهو ما يُعادل 395 مترًا بعد 337 كيلومتر من التسابق، أي ما يُعادل طول مضمار جري.

 

الرالي الكلاسيكي:

تُعتبر سيارة تويوتا رُباعية الدفع من طراز "لاند كروزر" فئة "أتش دي جاي 80" سيارةً كلاسيكية بحق في رالي داكار، اشترى الأخوان الإسبانيان ألبِرتو وخوليان خوسيه غارسيا مِرينو واحدةً شاركت في نُسخة 1993، شارك الأخ الأصغر خوليان خوسيه في خمس نُسخٍ سابقة من رالي داكار في فئة الدرّاجات النارية، أنهى ثلاثًا منها، وفي هذه المُشاركة قرَّر المُشاركة في تحدي "عتيق".

 

 

تصريح اليوم:

استيفان بيتِرانسِل: "هجومٌ بلا هوادة تلو الآخر"

 

كان على السائق الفِرنسي استيفان بيتِرانسِل بذل الكثير للإبقاء على مركزه في صدارة الترتيب العام المؤقت للسيارات.

 

قال استيفان: "لا نُميز مرحلةً عن أخرى، كانت هجومٌ بلا هوادة تلو الآخر، وفي النهاية أنهيناها في نفس الدقيقة، وباستثناء الخطأ الملاحي الذي ارتكبناه قرب نهاية المرحلة فإنني لا أعتقد بأنه يمكنني الضغط أكثر، وكان علينا الضغط بأقصى سرعة للبقاء قريبين، لغاية الآن الأمور تسير معنا على ما يُرام، لم نرتكب أخطاءً كثيرة، وفي الماضي كان نصف الُتسابقين ينسحبون بسبب أخطاء قيادية أو مشاكل تقنية، ولكنها أصبحت أقل شيوعًا الآن، لذا علينا التحمُّل".

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي

احصل على معلومات حصرية