صراعٌ يُقاسُ بالثواني

Dakar 2020 | المرحلة 9 | وادي الدواسر > حرض
January 14 th ٢٠٢٠ - 18:48 [GMT + 3]

حاول الدرّاج التشيلي بابلو كوينتانِيَّا (هاسكفارنا) الضغط على الأمريكي ريكِّي برابِك (هوندا) لكي يرتكب خطأً ما، ولكن أقصى ما حصل عليه هو تقليص الفارق مع الأمريكي مُتصدِّر الترتيب العام المُؤقت لفئة الدرّاجات النارية بضع دقائق. أما في فئة السيارات فالقصَّة مُختلفة، إذ يرزح السائق الإسباني كارلوس ساينز (ميني) تحت ضغطٍ كبير، قُبيل خوضه المرحَلَتان الماراثونيَِتان مُتصدرًا الترتيب العام المُؤقَّت لفئة السيارات بـ 24 ثانية فقط عن أقرب مُنافسيه، السائق القـَطـَري نـَاصـِر بِنْ صـَالِح الْعـَطـِيـَّة (تويوتا)، حامل لقب رالي داكار 2019.

 

التركيز

بدأت المرحلة الخاصة التاسعة (وادي الدواسـِر – حـَرَضْ) من رالي داكار 2020 في المملكة العربية السعودية بأجواءٍ طبيعية، لم يرَ المُشاركون في رالي داكار أية حجارة، ولكن كان عليهم خوض 150 كيلومِترًا من التضاريس الصخرية في بيئةٍ مُختلفةٍ عن الأخاديد والجبال التي مرُّوا بها في الأسبوع الأول. وعبروا هذه المرة جُروفًا عميقة أو ضمن مسارات في وديان عريضة أو السير على حواف الهضاب. توَّه المسار شرقًا لخوض القسم الثاني من المرحلة، وغلب عليه المسارات السريعة أو المساحات المفتوحة الشاسعة من دون أي راحة. ومع وُصولهم حـَرَضْ فإنهم يدخلون صحراء الرُبع الخالي، حيث سيُقام فيها المرحَلَتان التالِيتان، الماراثونِيَتان، وفيها لا يُمكن للمُشارك تلَّقي أية مُساعدة من الفريق، حيث عليه توَّلي شؤون أمره بنفسه أو بمُساعدة زُملائه المُشاركين فقط، حتى عند النوم، سينام في العراء أو في خِيم مع ما يتيسَّر له ولملّاحه من مُستلزمات.

 

الأساسيات

رفع الدرّاج التشيلي بابلو كوينتانِيَّا (هاسكفارنا) من مُستوى التحدي خلال المرحلة الخاصة التاسعة، التي امتدت من وادي الدواسـِر إلى حـَرَضْ، ونجح بتحقيق فوزه الأول بإحدى مراحل رالي داكار 2020 في المملكة العربية السعودية، مُتفوقًا في طريقه على الدرّاج الأُسترالي توبي برايس ("كاي تي أم") حامل لقب نُسخة 2019، الذي اضطُر بدوره لأن يشنَّ هُجومًا سعيًا لتقليص الفارق بينه وبين الأمريكي ريكِّي برابِك (هوندا) مُتصدِّر الترتيب العام المُؤقت لفئة الدرّاجات النارية، في نهاية اليوم، حافظ الأمريكي على الصدارة بأريحية. تكررت القصة في فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجًلات، والطريدةُ هُنا التشيلي إغناسيو كاسالي (ياماها)، لكنه ردَّ على مُنافسيه بأن سجَّل فوزه الرابع بإحدى مراحل الرالي هنا، وإن لم يتجاوز الفارق ثلاث ثواني!

 

بالانتقال إلى فئة السيارات، أنهى السائق الفِرنسي استيفان بيتِرهانسِل (ميني) المرحلة الخاصة التاسعة أولًا، ومرةً أخرى قِيسَ الفارقُ بالثواني المعدودة، 15 ثانية تحديدًا، عن أقرب مُطارديه وحامل لقب نُسخة 2019 في البيرو، السائقُ العـِنـَّابِي نـَاصـِر بِنْ صـَالِح الْعـَطـِيـَّة (تويوتا)، وبدورهما، نجح كلا السائقان في جَسْرِ الفارق الفاصل بينهما وبين الإسباني كارلوس ساينز (ميني)، مُتصدِّر الترتيب العام المُؤقَّت لفئة السيارات، الذي سيُقَضُّ مضجَعُه اليوم مع تهاوي الفوارق بينه وبين اثنين من المُنافسين الشرسين.

 

أما في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة، فقد احتل أبناء "العم سام" المراكز الثلاثة الأولى، فقد تمكَّن السائق الأمريكي كايسي كارِّي (كان أم) من التقاط أنفاسه، وإنهاء مرحلة اليوم ثالثًا، خلف مُواطِنَيْهِ بلايد هيلدِبراند ("أو تي 3") وميتشِل "ميتش" غاثري ("أو تي 3")، علمًا بأن الأخيران يُكملان الرالي ضمن تصنيف "تجربة رالي داكار" بعد انسحابها من المُنافسات العامة في مراحل سابقة.

 

أخيرًا، في فئة الشاحنات، لم يعُد السائق الروسِّي أندري كارجينوف (كاماز) مُجرَّدَ نجمٍ صاعد، بل أصبح من النُجوم اللامعة في هذه الفئة، حيث تتضح ملامح فوزه بالرالي من خلال تحقيقه الفوز الرابع على التوالي بإحدى مراحله.

 

 

أداء اليوم

لقد بدأ الدرّاج التشيلي بابلو كوينتانِيَّا مرحلة اليوم مُحتلًا المركز الثاني في الترتيب العام المُؤقت لفئة الدرّاجات النارية، بعيدًا نوعًا ما عن الأمريكي ريكِّي برابِك، لذا لم يكن أمامه من خيارٍ سوى شنِّ هُجومٍ للحفاظ على آماله بإحراز لقب الفئة الذي يهرب منه مُنذ سنوات. استغل التشيلي أحسن استغلال موقعه المثالي في الانطلاقة ليُقدِّمَ أداءً بلا أخطاء ويُحرز فوزه الأول بإحدى مراحل الرالي لهذا العام، والرابع في مسيرته في الرالي، رغم مُعاناته مُنذ أيام من آلامٍ في رِسغِه، وهكذا أصبح لديه منصة انطلاق قوية ستُمكنِّه من تسليطٍ مزيدٍ من الضغط على برابِك والانطلاق في المرحلة الماراثونية بثقةٍ تامة.

 

 

الضربة القاضية

لم يكُن اليوم لطيفًا مع الفِرَنْسِيان السائق رونان شابو وملّاحه جيل بيلُّو (تويوتا)، لطالما اعتُبر شابو، الذي يُدير عملًا خاصًا في حياته اليومية، من بين أفضل السائقين الهُواة في رالي داكار، إذ كان يحتل المركز الـ 15 في الترتيب العام المُؤقَّت لفئة السيارات صباح اليوم، ولكنه قرَّر المُجازفة قليلًا من خلال رفع وتيرة أدائه والهُجوم خلال الكيلومِترات الأولى من المرحلة، الأمر الذي أدّى لانقلاب سيارته. ولحقت بسيارة "هايلوكس" التي تحمل على جانِبَيْها الرقم 320 أضرارٌ كبيرة، حيث استغرقت عملية إصلاحها ساعاتٍ طويلة، استأنف الفريق الفرنسي مسيرته في المرحلة لكيلومترات قليلة فقط، إذ اضطر للتوقف نهائيًا. جديرٌ بالذكر أن رونان شابو يُعتبر من المُخضرمين في رالي داكار، إذ إنها مُشاركته الـ 21 فيه، سجَّل خلالها خمس انسحابات فقط، لذا فإنه ليس من ذلك النوع الذي ستسلم بسُهولة.

 

 

 

إحصائية اليوم: "48"

كان السائق السائق الإسباني فِرناندو ألونسو يحتل المركز الـ 48 في الترتيب العام في نهاية المرحلة الخاصة الثانية (الوَجْه – نيوم)، إذ خسر فيها بضع ساعات في إصلاح عجلةٍ مكسورة في سيارته، بعدها، قدَّم بطل العالم السابق في الفورمولا واحد مرَّتَيْن أفضل أداءٍ له، وتسلَّق الترتيب العام المُؤقت لفئة السيارات تدريجيًا، وإذ نظرنا سريعًا إلى الجدول بعد انتهاء المرحلة الخاصة التسعة سنجِدُ اسمه ضمن العشرة الأوائل والسائق المُبتدئ الأفضل في رالي، بفارق 3:17 ساعات عن مُواطنه كارلوس ساينز، الخبير في الراليات عُمومًا وبطل العالم السابق للراليات "دبليو آر سي" مرَّتَيْن. يُمكن لعُشّاق رياضة السيارات أن يحبسوا أنفاسهم بانتظار مُنافسةٍ بين الرجُلين في المراحل الأخيرة للرالي.

 

تصريح اليوم:

قال الدرّاج التشيلي إغناسيو كاسالي من فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجلات: "لقد كانت مرحلةً جيدةً وحققت توقيتًا جيدًا، هدفي هو اللحاق بسيمون فيتسيه وأن لا أدعه يغيب عن ناطِرَيْ، وهذا ما فعلته. لقد ساعدته في الكيلومترات الأخيرة من المرحلة – حيث وقع عن درّاجته لذا ساعدته على النُهوض، أعتقد بانه بخير، وينبغي أن يصل خطّ النهاية قريبًا. لقد وجدت المرحلة صعبةً مع هبوب الرياح، لذا أبطأت من سُرعتي قُرب نهاية المرحلة، ولكن لم أواجه مشاكل تُذكر خلال المرحلة ولا سُقوط عن الدرّاجة ولا مشاكل ميكانيكية أو أخطاء ملاحية، لقد اقتربنا أكثر من نهاية الرالي".

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي

احصل على معلومات حصرية