ناصر وخوان يُواصلان تسجيل الفوز بالمراحل

Dakar 2022 | المرحلة 4 | السالمية > الهفوف
January 5 ^th ٢٠٢٢ - 13:28 [GMT + 3]

التركيز:

انتهى الثلث الأول من الرالي مع انتهاء المرحلة الخاصة الرابعة ("القيصومة – الرياض")، وشكَّلت المرحلة تحديًّا هائلًا، إذ إنها المرحلة الأطول بين مراحل رالي داكار 2022 عُمومًا، بطول 465 كيلومترًا. كما قال دايفيد كاستيرا في المؤتمر الصحفي مساء أمسِ (الثلاثاء)، كانت مسرحية في ثلاثة فصول. المقطع الأول طوله أربعون كيلومترًا كان مليئًا بالأشوك لإزعاج للمتسابقين. ثم جاءت منطقة كثبان، وأخيرًا مقطع بطابعٍ تقني. كوَّنت المسارات التُرابية ثمانون بالمئة من المرحلة، كانت بعض المقاطع مغمورةً بالماء، مثل الوادي قُرب نهاية المرحلة الخاصة. وقد تميّزت المرحلة من القيصومة إلى الرياض بالأخطار أكثر من الفرص. تجاوز سائقون مثل الفِرنسي استيفان بيترهانسيل والإسباني خوان "ناني" روما بيترهانسل والبولندي آرون دومزالا الحدود فتعرضوا لـ "العقاب". مع ذلك، فإن مصائب مُشارك فوائدٌ لمُشاركٍ آخر. وهكذا اغتنم السائق القطري ناصر بن صالح العطية والدرّاج الإسباني خوان باريدا الفُرصة لزيادة عدد مرات فوزهم بمراحل الرالي.

المُلخَّص:

باريدا المعهود، انطلق الدرّاج الإسباني خوان باريدا من المركز الـ 24 في المرحلة الخاصة الرابعة، وحقَّق أفضل استفادة ف أطول مرحلة خاصة في الرالي، اختار خوان زميله في الفريق الدرّاج التشيلي بابلو كوينتانِيّا ليكون رفيق الطريق باعتباره موثوقًا للملاحة والوصول لخطّ النهاية مباشرةً والفوز بمرحلة اليوم. إنه فوزه الـ 29 بإحدى مراحل رالي داكار إجمالًا، كما صعد الدرّاج إلى المركز السابع في الترتيب العام للدرّاجات النارية، وبالقرب من المراكز الخمسة الأولى، حيث لا يزال الدرّاج البريطاني سام ساندرلاند متصدِّرًا يليه الدرّاج النمساوي ماتياس والكنر. حصل الدرّاج الإسباني لورينزو سانتولينو من فريق "شيركو" على مكانٍ بين نُخبة الدرّاجين بتسجيله رابع أسرع توقت في مرحلة اليوم، وأنهى زميله البُرتُغالي روي غونسالفِس المرحلة ثالثًا (أُنظر قسم "تأدية اليوم").

يُسجِّل السائق القطري ناصر بن صالح العطية أسرع الأوقات في مراحل رالي داكار مُنذ 2007، سجَّل ناصر فوزه الـ 44 بإحدى مراحل الرالي، وذلك بعد تراجع شقيقه السُّعودي يزيد بن مُحمَّد الراجحي – الذي سجَّل أسرع توقيت أصلًا، بعد فرض عُقوبة زمنية عليه لتجاوزه السرعة المحددة، لكن هذا لا يبدو جيدًا لناصر، حيث سينطلق وورائه مٌنافسه المُباشر حاليًا السائق الفِرنسي سيباستيان "سيب" لويب، بالرغم من أنه يتأخر عنه 38 دقيقة في الترتيب العام لفئة السيارات. سيكون المركز الثاني جيدًا لسيب بعد أن ساقَ سيارته "بي آر أكس – برودرايف" طراز "هانتر" بأقصى طاقة طوال المرحلة. في المُقابل، أظهر السائق الجنوب إفريقي هينك لاتيغان قدرته على تقديم تأديةٍ ممتازة مع تسجيلة سلسلة من الأوقات السريعة في نِقَاط التدقيق وسط المرحلة، لكن تبدَّدت آماله في تحقيق فوزٍ بالمرحلة عندما حطّم العجلة الخلفية اليُمنى مع اجتيازه 310 كيلومترات من المرحلة… انتهت اللعبة.

نال فريق "البحرين رايد إكستريم" نصيبه من المشكلات، اضطر السائق الإسباني خوان "ناني روما، زميل سيب، إلى رمي المِنْشَفَة بعدما لم يتمكّن من التعافي من انقلاب سيارته "هانتر"، ما أدى إلى نهاية حظوظ ناني، بطل نُسخة 2014، بالمُنافسة على منصة تتويج.

في فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجلات "اكوادز" ما زال حامل اللقب الدرّاج الأرجنتيني مانويل أندوخار لعب لُعْبَة الصياد والطريدة مع الدرّاج الأمريكي – الأرجنتيني بابلو كوبيتِّي.

شهدت فئة المركبات الصحراوية الخفيفة الأنموذجية "تي 3" عرضًا جديدًا خاصًا من السائق الأمريكي سيث كوينتيرو الخاص، إذ سجَّل رابع فوزٍ له بإحدى مراحل الرالي هذا العام، في حين عزَّز السائق التشيلي فرانشيسكو "تشاليكو" لوبيز صدارته للترتيب العام المؤقت لفئة "تي 3" إلى 20 دقيقة عن أقرب مُطارديه، زميله في فريق "ساوث للسباقات" السويدي سيباستيان إريكسون.

يسيطر فريق "ساوث للسباقات" على فئة المركبات الصحراوية الخفيفة من الإنتاج التجاري "تي 4" أيضاً، مع السائق الأمريكي أوستن جونز مُتصدِّر الترتيب العام الفئة، إذ لم ينزعج الأمريكي من اكتساح البولنديين للفئة طيلة مراحل الرالي حتى الآن. كان اليوم دور السائق ميشال جوتشال ليُحقِّق أسرع توقيت، وهو فوزه الثاني هذا العام، تمامًا مثل شقيقه ماريك!

أما في فئة الشاحنات "تي 5"، لا تزال المُنافسة عليها شأنًا عائليًا نوعًا ما بين أفراد فريق "كاماز ماستر"، سجَّل السائق الروسي إدوارد نِقولاييف أسرع توقيت مُحقِّقًا الفوز الـ 170 للفريق الروسي بإحدى مراحل الرالي، في حين يُحافظ زميله ومواطنه دميتري سوتنيكوف على صدارة الترتيب العام المؤقت للفئة.

الضربة القاضية

لم ينجح أحد في تخفيف قبضة السائقين البولنديين الحديدية على مُنافسات فئة المركبات الصحراوية الخفيفة من الإنتاج التجاري "تي 4"، ولا حتى السائق رودريغو لوبِّي دي أوليفيرا، الذي اضطر للتخلي عن فوزه في المرحلة الخاصة الرابعة لمصلحة البولندي ميشال جوتشال، وذلك بعد أن تلَّقى رودريغو والسائق الأمريكي أوستن جونز عقوبةً زمنية بسبب تجاوزهما السرعة. ذهب الفوز بالمرحلة لبولندي آخر، آرون دومزالا، علمًا بأنه سجَّل أسرع الأوقات في مرحلةٍ واحدة في الأقل في آخر نُسختين من الرالي، كما تألَّق في مناسبات عدّة، لكن افتقاره إلى الثبات في التأدية يخرّب جهوده الطيِّبة. في عالم الراليات الصحراوية الذي لا يرحم، يكون التوفيق عاملًا هامًا، ومن الواضح أن آرون لم يكُن موفقًا اليوم، فقد تعرَّض لحادث انقلاب مركبته عند الكيلومتر 300 من مرحلة اليوم. كان آرون يُنافس على الفوز بالمرحلة مع زملائه في فريق "ساوث للسباقات"، أوستن جونز ورودريغو لوبِّي دي أوليفيرا، إضافةً إلى مواطنه ماريك غوتشال، عندما تعرَّض لمشاكل ميكانيكية، بدأ البولندي المرحلة الخاصة الرابعة وهو في المركز السادس في الترتيب العام المؤقت للفئة، بفارق 39 دقيقة عن أوستن، مع أملٍ بأن يُعادل في الأقل نتيجته في العام الماضي، عندما أنهاه في المركز الثالث، لكن أحلامه بالوقوف على منصة التتويج في جُدَّة هذا العام تبدَّدت.

تأدية اليوم:

صنعت شركة "شيركو" للدرّاجات النارية، منذ تأسيسها عام 1988 على يَدَيْ مارك تيسييه، لنفسها مكانةً مرموقةً بين الصانعين المهمين في مُنافسات السرعة وإنديورو للدرّاجات النارية. كان هذا الصعود الصاروخي بلا شك مصدر إلهامٍ لاثنين من درّاجي فريق "شيركو" المصنعي، هذه المرة في الراليات الصحراوية. أنهى الدرّاجان البُرتُغالي روي غونسالفِس والإسباني لورينزو سانتولينو المرحلة الخاصة الرابعة في المركزين الثالث والرابع على التوالي، درّاجي فريق "هوندا" المصنعي الإسباني خوان باريدا والتشيلي بابلو كوينتانِيّا، في أطول مرحلة خاصة في رالي داكار 2022. قدَّم روي تأديةً رائعة في القسم الأول من مرحلة أمس (الثُلاثاء)، واليوم أنهى المرحلة ثالثًا، وهي أفضل نتيجة له في رالي داكار على الإطلاق، علمًا بأنها مُشاركته الثانية فيه. احتل سانتولينو ذو التأدية الثابتة المراكز السادس والخامس عشر والرابع منذ بداية الرالي في المملكة العربية السعودية، ويحتل الآن المركز الخامس في الترتيب العام المؤقت لفئة الدرّاجات، متأخرًا بـ 10:28 دقائق عن المُتصدِّر، مع اجتياز ثُلث مراحل الرالي. يأتي نجاح شركة "شيركو" بعد شهورٍ من حادث اشتعال النار عرضًا في قسم خِدمات السباقات في مصنعها في نيم في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي. تمكّن الميكانيكيون من إنقاذ درّاجات الراليات فقط. جعلت هذه الانتكاسة استعدادات الفريق لرالي داكار أصعب، لكنها لم تُثبِّط معنوياتهم، الذي حصل على أول مكافأةٍ على جهودهم لإحضار الدراجات النارية الثلاث للفريق المصنعي من طراز "450 أس إي أف رالي" المُجدَّدة إلى خط بداية الرالي، أثبت فريق "شيركو" قُدرته بالفوز في بُطولتي العالم للتجارب الزمنية وإنديورو. كما تألَّقوا في رالي داكار مرةً أخرى، وينوون المُنافسة في بُطولة العالم للراليات الصحراوية سعيًا لتحقيق الهدف: تحويل الأقوال إلى أفعال.

احصائية اليوم: 4

بدh بأن السائق السُّعودي يزيد بن مُحمَّد الراجحي (تويوتا) متجهًا للفوز بالمرحلة الخاصة اليوم في فئة السيارات، لكنه تقدّم بسرعة عالية تجاوزت الحدّ، ما أدى لفرض عقوبة زمنية عليه بإضافة دقيقيتَيْن إلى توقيته، أخرجته من قائمة الثلاثة الأوائل، ليصعد السائق القطري ناصر بن صالح العطية (تويوتا) إلى المركز الأول، بصفته الفائز بالمرحلة الخاصة الرابعة، من النُسخة الـ 44 من رالي داكار. حقق ناصر فوزه الـ 44 بإحدى مراحل الرالي، وأمامه فُرصة لمُعادلة الرَّقْم القياسي بحوزة الفِرنسي استيفان بيترهانسيل، الذي يحتل المركز الثاني في قائمة أكثر المُشاركين فوزًا بإحدى مراحل رالي داكار خلف السائق الأسطوري الفنلندي آري فاتانين، الذي فاز بخمسين مرحلة خاصة في رالي داكار.

تفوَّق الرجل القطري، المُشارك في سيارة تويوتا "هايلوكس جي آر دي كاي آر" محسنَّة بمواصفات فئة "تي 1 +"، على السائقين الفِرنسي سيباستيان "سيب" لويب في سيارة "بي آر أكس – برودرايف" فئة "تي 1+"، والإسباني كارلوس ساينز الأب في سيارة أودي "آر أس كي إي ترون" فئة "تي 1 يو"، والسُّعودي ياسر بن حمد بن سعيدان في سيارة ميني "جون كووبر ووركس رالي" فئة "تي 1"، وهكذا لدينا أربعة صانعين في المراكز الأربعة الأولى. شيءٌ واحدٌ مؤكد: أطلق ناصر العِنان لسيارته سعيًا للوصول لخطّ نهاية الرالي في جُدَّة أولًا، حيث ينوي تحقيق لقبه الرابع في الرالي.

بُطولة العالم للراليات الصحراوية: غلة من النقاط للفائزين في فئتي "تي 3" و "تي 4":

إلى جانب المُنافسة على لقب رالي داكار يخوض السائقان ناصر بن صالح العطية وسيباستيان "سيب" لويب معركةً شرسة على بطولة العالم للراليات الصحراوية، أدى فوز السائق القطري بمرحلة اليوم لزيادة رصيده إلى 17 نقطة، في حين سجَّل الفِرنسي 13 نُقطة حتى الآن.

الوضع في فئة "تي 3" للمركبات الصحراوية الخفيفة الأنموذجية عالمٌ منفصل، لم يَعُد السائق الأمريكي سيث كوينتيرو ضمن المُنافسات على لقب الفئة في رالي داكار، لكنه عازمٌ على اللحاق بمُنافسه التشيلي فرانشيسكو "تشاليكو" لوبيز في بُطولة العالم وتجاوزه، الفوز الذي حققه سيث في المرحلة الخاصة كان جيدًا بما يكفي ليتعادل في مع تشاليكو برصيد 15 نقطة لكل منهما. وفي فئة "تي 4"، أمسى التعادل في النِّقاط سيد الموقف بين السائقين البولندي ميشال غوتشال والأمريكي أوستن جونز بعد تسجيله أول فوزٍ له بإحدى مراحل رالي داكار.

أخيرًا، شهدت مرحلة اليوم تقلُّص تقدُّم السائق التشيكي مارتن ماسيك في فئة الشاحنات "تي 5"، لكن المنافسة مع زميله السائق الهولندي كيس كوولِن في فريق "بيغ شوك للسباقات" وديةٌ للغاية.

فئة "رالي داكار الكلاسيكي":

شارك فريق "رامبوزيرو" الإسباني في النُسخة الأولى من "رالي داكار الكلاسيكي"، التي أُقيمت العام الماضي، بسيارتي مرسيدس "جي كلاس”. هذه المرة، عادوا بقوةٍ مع سيارةٍ ثالثة وسائقٍ جديد، الإسباني خيسوس فوستر بليغو، الذي فاز بالجائزة الكبرى اليوم. تنافست مرسيدس وتويوتا في عرضٍ مذهل، حيث تحتل سياراتهما الآن المراكز الثمانية الأولى في الترتيب العام المؤقت لفئة الرالي الكلاسيكي.

تتألَّف المراكز العشرة الأوائل بالكامل من فرق اختاروا السير بمعدلات سرعة بطئية أو متوسطة… وهنالك شاحنتا في الأعلى. لكي نكون منصفين، فإن عقل السائق أكثر أهميةً من المحرك في "رالي داكار الكلاسيكي"، واختار سيرج موغنو دماغ الملّاح فلوران درولون ليُساعده. لم يستغرق مستشار تقنية المعلومات وقتًا طويلاً ليبدأ في شق طريقه عبر سباق منتظم - ولم يكن مفاجئًا لمبارز سابق من الدرجة الأولى! علمًا بأن لا سيرج ولا فلوران شاركا قبلًا في رالي منتظم من قبل. بل إن فلوران لم يشارك حتى في سباق سيارات قبل وصوله جُدَّة. هل هي رميةٌ بلا رامٍ؟ ليس تمامًا. إنه محترف ولديه موهبة لتعلّم هذه الأشياء، تمرَّن "قليلًا" مع زوجته، حيث أخذ جهاز إشارة لنظام تحديد المواقع العالمي "جي بيه أس" وحاسبًا لوحيًا على ركبتيه في رحلاتهم اليومية. كانت هذه طريقته في الاستعداد لرالي داكار في طريقه إلى المتجر! كان آل يوفرارد على طرف النقيض، تُعدّ أديلين أميرةٌ منتظمة وقفت على جميع درجات منصة التتويج في "رالي الأميرات". ويحتل الفريق المركز الثالث في الترتيب العام في سيارة مرسيدس "أم أل" خاصة بهم مطلية بألوان السيارة التي ساقها السائق الفِرنسي رينيه ميتج مع ابنته إلودي في عام 2003. كان يتسابق مع فريق "غروان" ويحمل الجواز التقني اسم جان – بيار ستروغو، وأهو أحد أساطير رالي داكار، وشارك فيه 29 مرة منذ 1985، وهو يُشارك هذا العام في فئة "تي 1" في سيارة "أم دي رالي سبور" طراز "أوبتيموس"، يعني الانغماس في عالم "رالي داكار الكلاسيكي" الاستماع إلى حكايات يتردد صداها بلا نهاية!