الملحمة الإفريقية

Dakar 2020 | المرحلة 2 | الوجه > نيوم
January 6 th ٢٠٢٠ - 16:51 [GMT + 3]

ابتسمت المرحلة الخاصة الثانية (الوَجْه – نيوم) من رالي داكار 2020، في المملكة العربية السعودية، للمُشاركين الأفارقة، حيث فاز الدرّاج البوتسواني روس برانش ("كاي تي أم") بفئة الدرّاجات النارية للمرة الأولى في مسيرته في هذا الرالي، في حين فاز الجنوب إفريقي جينيل دي فيلّيرز (تويوتا) بلقب فئة السيارات، مُحرزًا فوزه الـ 15 بإحدى مراحل الرالي.

 

محور الاهتمام

لم يبتعد المُشاركون في الرالي عن الشاطئ، ولكن لم يُواجهوا في المرحلة الخاصة الثانية ما بين الوَجْه ويوم كثيرًا من الرمال خلال سيرهم بمُحاذاة الشريط الساحلي للبحر الأحمر. لكن خلال رحلتهم باتجاه شمالي المملكة اجتازوا وديانًا، مع ضرورة إيلاء الملاحة أهميةً مُستمرة، حيث سببت التشويش حتى لأكثر لفرق خبرةً، على غرار الثُنائي الإسباني السائق كارلوس ساينز ولوكاس كروز (ميني). لقد وصلوا لمنطقةٍ شبه جبلية في القسم الثاني من المرحلة الخاص، وبالكاد تمكَّنا من الاستمتاع بالمناظر الطبيعية من جبل مشهد جبل دبّاغ، لأنه كان لزامًا عليهما صرف انتباههما بالكامل على التعامل مع التضاريس الصخرية التي تُهدِّد الإطارات، وقد تُؤثر سلبًا على السيارة. أما في فريق تويوتا، فقد ذاق السائق القطري ناصر بن صالح العطية مرارة هذه المشاكل ولكن من دون عقابيل، وللأسف، لا يُمكن قول ذات الشيء عن السائق الإسباني فِرناندو ألونسو، حيث تأخَّر كثيرًا في انتظار فريق الصيانة إثر انكسار عجلة معدنية لأحد الإطارات بسبب الصخور.

 

الأساسيات

تمكَّن الدرّاج البوتسواني روس برانش ("كاي تي أم") من إحراز الفوز بإحدى مراحل رالي داكار، حيث اصطاد مُنافسيه واحدًا تلو الآخر إلى وصل نيوم. ولم يكن هذا غريبًا عن الدرّاج الذي قدَّم عدة لمحاتٍ من الأداء الرائع خلال نُسخة 2019 من رالي داكار، ومن المُؤكَّد بأن هذا الفوز سيكون فاتحة انتصاراتٍ قادمة له، كما تمكَّن من التقدُّم على الدرّاج البريطاني سام ساندِرلاند ("كاي تي أم") عند نهاية المرحلة، رغم ذلك، تقدَّم ساندِرلاند لصدارة الترتيب العام المُؤقت لفئة الدرّاجات النارية على حساب زميله الأُسترالي توبي برايس. اضطر الأخير لافتتاح مسارات المرحلة الخاصة الثانية بصفته صاحب الزمن الأسرع في مرحلة البارحة، حيث خسِر 12 دقيقة. في المُقابل، وفي فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجَلات، أثبتَ الدرّاج التشيلي إغناسيو كاسالي علو كعبه، عندما سجَّل للمرحلة الثانية على التوالي أسرع توقيت في فئته وبسهولةٍ تامة.

 

بالانتقال لفئة السيارات، شهدت هذه الفئة كثيرًا من الأحداث، خُصوصًا مع سائقي المُقدِّمة وذلك بسبب المشاكل الملاحية التي كلَّفت السائقين القطري ناصر بن صالح العطية (تويوتا)، والإسباني كارلوس ساينز (ميني) والفرنسي استيفان بيتِرهانسِل (ميني) كثيرًا من الوقت، وبذلك تمكَّن السائق الجنوب إفريقي جينيل دي فيلِّيرز (تويوتا) من تسجيل أسرع زمنٍ فيها، وليُصبح أول سائقٍ في تاريخ الرالي يتمكَّن من تسجيل الفوز بإحدى مراحل الرالي في ثلاث قارات مُختلفة أُقيم الرالي فيها (إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا)، في حين استفاد السائق الأرجنتيني أورلاندو "أورلي" تِرّانوفا من تقلّب أداء سائقي المُقدمة لخطف صدارة الترتيب العام المُؤقت لفئة السيارات.

 

في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة، لم تخُل هذه الفئة من التغيُّرات، مع سيطرة السائق التشيلي فرانشيسكو "تشاليكو" لوبيز على مرحلة اليوم، وفي فئة الشاحنات، آلَ لقب هذه المرحلة للسائق الروسِّي الأبيض سيارهي فيازوفيتش (ماز)، الذي قدَّم أداءً قويًا أزعج فريق كاماز الروسِّي حاملي لقب هذه الفئة.

 

أفضل أداءٌ لليوم

قد لا يبدو الشيخ خالد بن فيصل القاسمي معروفًا للكثيرين خارج المنطقة العربية، لكن اسمه موجودٌ في سِجِّلات الرالي بفضل إنهاءه نُسخة 2018 في المركز السادس، ويبدو بأن إقامة رالي داكار في المملكة العربية السعودية، البلد الجار لبلاده، دولة الإمارات العربية المُتحدَّة، قد ساهم إيجابًا في دفع سائق الراليات السابق، والذي شارك في العديد من جولات بُطولة العالم للراليات "دبليو آر سي"، في أن يستفيد للحدِّ الأقصى من قُدرات سيارة بيجو "3008 دي كاي آر" خلال المرحلة الثانية، لقد أنهى القاسِّمي، رفقة ملّاحه الفرنسي زافييه بانسيري، المرحلة في المركز الثالث، مما أدى لتقدمه للمركز السابع في الترتيب العام المُؤقت لفئة السيارات، علمًا بأنه يُشارك كفريقٍ خاص "أبوظبي للسباقات".

 

ضربة قاضية

بعد أن انهى السائق الإسباني فِرناندو ألونسو (تويوتا) المرحلة الخاصة الأولى (جِدَّة – الوَجْه) في المركز الـ 11 مُشرِّف بالنظر لأنها مُشاركته الأولى في رالي داكار، رفع من وتيرة أداءه في القسم الأول من المرحلة الخاصة الثانية، مع ذلك أدت المقاطع الصخرية لانكسار إحدى العجلات المعدنية في سيارته، وذلك بعد اجتيازه 160 كيلومتر في المرحلة، وأمضى ساعتَيْن ونصف وقفًا في مكانه بانتظار شاحنات فريق الصيانة لإصلاح العُطل، في جميع الأحوال لا يوجد ضغوطاتٍ على ألونسو بالنظر لأنه ما يزال "مُبتدِئًا" في رالي داكار.

 

 

رقم اليوم: 6

الرقم "6": لقد أصبح الدرّاج روس برانش أول مُشاركٍ من بوتسوانا يفوز بإحدى مراحل رالي داكار، والسادس من القارة الإفريقية الذي يُحقق مثل هذا الإنجاز، يُعتبر الجنوب إفريقي ألفي كوكس أنجح درّاجٍ من إفريقيا مع تحقيقه الفوز بثمان مراحل خاصة ما بين عامَي 1999 و 2003، في حين فاز الدرّاج الفرنسي – المالي آلان دوكلو في موطنه في باماكو في العام 2006، ومن ثم في الأرجنتين في 2014. وبرز اسم القارة السمراء أيضاً في العام 2016 مع فوز الدرّاج بريان باراغواناث بإحدى مراحل فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجلات في 2016. كما تحضر القارة في فئة السيارات، أعلى فئات الرالي، مع الجنوب إفريقي جينيل دي فيلِّيرز، الذي أحرز لقب الرالي في 2009، وسجَّل الفوز اليوم فوزه الـ 15 بإحدى مراحل الرالي. كما فاز السائق الكيني شِختار مِهتا بست مراحل خاصة، وأنهى نُسخة 1987 في المركز السادس في الترتيب العام.

 

تصريح اليوم

قال ساندِرلاند: "إنها مرحلة ماراثونية، لذا كان علينا الحفاظ على الدرّاجة النارية ومُحاولة ذلك بقدر استطاعتنا، اعتدتُ على استخدام المكبح الخلفي كثيرًا اليوم، وأريد فقط تبديل حشيات المكابح فقط من أجل أن اكون بأمان يوم غدٍ. لقد كان يومًا صعبًا للغاية، مرحلة طويلة جدًا مع تنوُّع في المسارات والملاحة، ومقاطع طويلة وبطيئة للغاية وأخرى تقنية، وداخل أخاديد وخارجها مع الكثير من المسارات التي لم تكن واضحة. في الإجمال كان يومًا جيدًا وسعيت للحفاظ على وتيرة أداء مُستقر، من أجل التقدُّم في الترتيب العام. وهذا ليس سهلًا عندما تخوض سباقًا في الغُبار حيث عليك الانتباه للمسارات أمامك، وأن لا تتوه عن المسار وتُحاول تفادي الصخور، لقد كانت مرحلةً صعبةً للغاية لغاية الآن".

 

 

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي

احصل على معلومات حصرية