رالي داكار 2022: ملخص المرحلة الخاصة الثانية

Dakar 2022 | المرحلة 2 | الحناكية > الدوادمي
January 3 rd ٢٠٢٢ - 12:28 [GMT + 3]

التركيز:
غمرت مُخيَّم المبيت في الأرطاوية، ما حرم المُشاركين من أمسيةٍ مميزة في المرحلة الماراثونية التي كان من المقرر إقامتها. مع ذلك، فإن الرضا بقضاء اللـه جزءٌ من الراليات الصحراوية: قرَّر المنظمون والمشاركون بلا تردد التوجه إلى مخيَّم المبيت للمرحلة الخاصة الثالثة. استمر البرنامج التنافسي للمرحلة الخاصة الثانية بلا تغيير، لأنه مع اكتمال مسار المرحلة الخاصة، بطول 338 كيلومترًا، باتجاه الرياض أتاح دمج مرحلة وصل جديدة طولها 270 كيلومترًا إلى القيصومة حيث توجد ستبيت قافلة الرالي لليلتين.

انتقل المُشاركون في فئة "رالي داكار الكلاسيكي" مباشرةً إلى مُخيَّم المبيت، وذلك بعد تأثر مسارهم المنفصل عن باقي الفئات بشدةٍ جرّاء الأمطار الغزيرة. تألف تسعون بالمئة من مرحلة اليوم من مقاطع رملية، ثُلثها من الكثبان، المُنافسة في فئة الدرّاجات النارية قائمة على أشدها مع تقارب في الأوقات المسجلة، في حين احتدمت منافسة من نوعٍ آخر في فئة السيارات بين السائقين القطري ناصر بن صالح العطية والفِرنسي سيباستيان "سيب" لويب، فانتهت لمصلحة سيب وسيارة "بي آر أكس برودرايف" طراز "هانتر".

ملخص المرحلة:
لم يستسلم الدرّاج الإسباني خوان باريد أبدًا، حيث يُواصل مطاردة لقبه الأول في رالي داكار. يُشتهر خوان بأنه أحد أسرع الدرّاجين في بين نظرائه، لكنه لم يستطِع إنهاء الرالي بأفضل من المركز الخامس في الترتيب العام الذي حققه في رالي داكار 2017. أدت مرحلة أمس (الأحد) التي امتازت بصوعبتها على صعيد الملاحة إلى الإضرار بفرصه للمنافسة على اللقب. مع ذلك، كما هو الحال غالبًا، دفعه الحافز لأن يحقق عودةً إلى الصف الأول للمنافسات، مع خُطَّة هجومية تقضي بالضغط لأقصى حدّ، حقق خوان انتصاره الـ 28 بإحدى مراحل الرالي، لكن سيطر الدرّاجان استولى سام سندرلاند وأدريان فان بيفرين على المركزين الأول والثاني في الترتيب العام، بفارق 2:51 دقيقتين.

سيباستيان "سيب" لويب هو "صيادٌ" رائع آخر للانتصارات في المراحل الخاصة. سجَّل سيب فوزه الـ 15 بإحدى مراحل رالي داكار (أنظر إحصائية اليوم)، حيث طارد السائق القطري ناصر بن صالح العطية - الذي كان في أفضل حالاته، قلَّص سيب الفارق بينه وبين ناصر، مُتصدر الترتيب العام للفئة ، إلى 9:16 دقائق، وأظهر قدرته لأن يكون مُنافسًا نديًا لناصر بفضل سيارة "بي آر أكس" طراز "هانتر" التي خضعت لتحسينات واسعة.
من غير المرَّجَح أن يُؤثر فريق أودي بسياراته المبتكرة على المُنافسة بين ناصر وسيب، بالرغْم من أن الفريق الألماني يستعين بالسائقَيْن المُخضرمين الإسباني كارلوس ساينز الأب والفِرنسي استيفان بيترهانسيل، اللذان لا زالا مصممين على إخراس الألسنة البغيضة بعد الانتكاسات التي تعرضوا لها أمس (الأحد)، إذ أكملا المرحلة في المركزين الثالث والرابع.

عانى الدرّاج الأرجنتيني مانويل أندوخار في مرحلة أمس، حيث تعرَّض لمشاكل في جهاز حقن الوقود في درّاجته رُباعية العجلات "اكواد"، لكنه تمكَّن من إصلاحه، ونجح في تسجيل أسرع توقيت في فئة الدرّاجات النارية رُباعية العجلات "اكوادز" في المرحلة الخاصة الثانية، اتبع مانويل نفس خطة خوان، لكنه لا يزال متأخرًا بنصف ساعة عن الدرّاج الليتواني لايفيداس كانشيوس، متصدر الترتيب العام للفئة.

في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة الأنموذجية "تي 3"، قدَّم السائق البلجيكي غويام دي ميفيوس أداءً قويًا (أنظر قسم أداء اليوم)، حيث تفوَّق على السائق التشيلي فرانشيسكو "تشاليكو" لوبيز بأربعة دقائق مع نهاية المرحلة، لكن عزاء تشاليكو بأنه صعد لصدارة الترتيب العام المؤقت للفئة، وذلك بعد تعطُّل عبة التُروس التفاضلية في سيارة السائق الأمريكي سيث كوينتيرو قبل ثلاثين كيلومترًا على انتهاء المرحلة الخاصة.

ظهرت بولندا مرةً أخرى على القائمة الفخرية في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة من الإنتاج التجاري "تي 4"، إذ سجَّل السائق ميشال غوتشال أسرع توقيت في هذه المرحلة، لكن شرف صدارة الترتيب العام للفئة ذهب للسائق الأمريكي أوستن جونز بفارق 1:52 عن أقرب مُنافسيه.

حقَّق فريق "كاماز" فوزه الثالث على التوالي بإحدى مراحل رالي داكار 2022 في فئة الشاحنات "تي 5"، حيث أنهى السائق الروسي أندري كارجينوف المرحلة أولًا أمام زملائه في الفريق. بقي الوضع مشابهًا في الترتيب العام للفئة، حيث احتلت شاحنات الفريق الروسي المراكز الأربعة الأولى، حيث يتصدر السائق دميتري سوتنيكوف الفئة.

 

الضربة القاضية:

لم يكن بالإمكان فعل أفضل مما كان، انتهى الأمر حقًا ... اليوم، قدم الدرّاج دانيلو بيتروشي أنموذجًا لهذا القول. بدأ كل شيء في السادس من كانون الأول (ديسمبر) عندما كسر دانيلو كاحله وكعبه الأيمن. مع ذلك، فقد جاء إلى المملكة العربية السعودية ليرى كيف ستسير الأمور، سرعان ما أدرك أنه من ضمن إمكاناته خوض الرالي، حتى لو كان ذلك يعني المنافسة بقوة. ومع ذلك، واجه عثرةً عندما ثبتت إصابته بالحُمَّة التاجية المُستجِدَّة "كوفيد 19" قبل يومين من بداية الرالي. أجرى لاحقًا اختبارًا آخرًا جاءت نتيجته سلبية، وهكذا حصل نجم سباقات "موتو جي بيه" السابق على الضوء الأخضر لتحقيق حلمه بالمُشاركة في رالي داكار. بيتروشي سريع، في الواقع إنه سريع جدًا، ظهر هذا جلِيًا بوصوله للمركز الثاني في الترتيب العام المؤقت للدرّاجات النارية فئة "رالي 2" بعد انتهاء القسم الأخير من المرحلة الخاصة الأولى ("1 – ب"). مع ذلك، انتهت آماله سريعًا، ليس بسبب آلام إصاباته وخطر "كوفيد 19"، بل لمشكلة ميكانيكية أنهت طموحات درّاج فريق "تيك 3"، إذ توقفت درّاجته من نوع "كاي تي أم" بعد اجتياز 115 كيلومترًا داخل المرحلة الخاصة الثانية. سعى دانيلو جاهدًا لإصلاح العُطل، لكن لم تُجدِ مُحاولاته نفعًا، ليُعلن في نهاية المطاف انسحابه، حيث جائت مروحية لنقله جوًا من المرحلة الخاصة إلى مُخيَّم المبيت. لم يلقِ بتروشي المِنْشَفَة بعد، لأن بإمكانه الاستفادة من قانون الرالي الذي يُجيز له مواصلة التنافس في المرحل التالية تحت تصنيف "خبرة رالي داكار". لكنه سيتلقى عقوبة مماثلة لتلك التي تلقاها السائق الفِرنسي استيفان بيترهانسيل في فئة السيارات إن اختار دانيلو مواصلة الرالي بقصد اكتساب الخبرة في الراليات الصحراوية.

إحصائية اليوم: 15
أظهر السائق الفِرنسي سيباستيان "سيب" لويب قدرًا من الصبر وروحية الفريق، وحصل أخيرًا على المُكافأة لذلك في المرحلة الخاصة بين حائل والقيصومة. تمكَّن سيب من البقاء في إثر السائق القطري ناصر بن صالح العطية ليُنهي المرحلة الخاصة الثانية أولًا، ليُسجِّل فوزه الـ 15 بإحدى مراحل رالي داكار، مُعادلًا رَقْم مواطنيه جان - لوي شليسر وبرونو سابي في قائمة السائقين الأكثر فوزًا في فئة السيارات.


كما سجَّل سيب الفوز الأول لفريق "البحرين رايد إكستريم" وسيارتهم "بي آر أكس" طراز "هانتر"، بمواصفات فئة "تي 1+"، أشرف على هندستها وتطويرها مؤسسة "برودرايف" البريطانية، علمًا بأنه العام الثاني لهذا الفريق في الرالي. أصبحت "بي آر أكس" الصانع رقم 27 الذي يفوز بإحدى مراحل الرالي، ولإضافة الفاكهة على قالب الكعك، تمكَّن السائق الإسباني خوان "ناني" روما، زميل سيب في الفريق، من إنهاء المرحلة خامسًا، بفارق ثمانية دقائق عن زميله في المركز الأول، ما يجعله يومًا رائعًا ومثمرًا لفريق "بي آر أكس".

بُطولة العالم للراليات الصحراوية: التعادل بين ناصر وسيباستيان
هنالك منافسةٌ أخرى قائمة على مسارات رالي داكار تهدف لتتويج بطل العالم للراليات الصحراوية، تضم حاليًا سائقين من أبرز السائقين؛ ناصر بن صالح العطية وسيباستيان لويب، اللذان فازا بالمرحلتين الأولى والثانية، ويتصدران الترتيب العام. اليوم، دخل السائق الإسباني خوان "ناني" روما الترتيب العام للبُطولة العالمية، حيث يحتل المركز الثالث بالتساوي مع السائق الأرجنتيني لوسيو ألفاريز، برصيد ثلاث نقاط لكل واحدٍ منهما.

كما إن هنالك منافسة قوية في فئة "تي 3"، تتصدر مركبة كان – أم بألوان فريق "ساوث للسباقات" الترتيب العام، مع السائق تشاليكو لوبيز، يليه السائقة الإسبانية كريستينا غوتييرز في مركبة "أو تي 3 – ريد بُل". يتصدّر أوستن جونز فئة "تي 4". في حين يتصدَّر السائق التشيكي مارتن ماسيك، في شاحنة "إيفيكو" الترتيب العام لفئة "تي 5"، برصيد عشر نقاط.

أداء اليوم:
يواصل فريق "أو تي 3 – ريد بُل" تجربة الصعود والهبوط في الأداء والنتائج، توقفت مسيرة السائق الأمريكي سيث كوينتيرو بسبب مشكلة ميكانيكية قبل ثلاثين كيلومترًا من خطّ نهاية المرحلة الخاصة الثانية، لكن حقَّق الفريق مفاجئةً لطيفة مع السائق البلجيكي غويام دي ميفيوس، السائق المبتدئ الذي سجَّل أول فوزٍ له بإحدى مراحل الرالي، علمًا بأنه اضطر إلى تعامل مع ملّاحٍ جديد، كيلون والش، وخسر سبع ساعات في مرحلة أمس. أدت هذه المشكلة بأن ينطلق في المرحلة الخاصة الثاني متأخرًا عن البقية، واضطر إلى السياقة عبر الأخاديد العميقة التي رسمتها إطارات فئة الشاحنات. إلا أن هذا النوع من الانتكاسة لم يمنعه من القيادة بوتيرةٍ سريعة، ولا من تسجيل أفضل توقيت لاجتياز مسافة المرحلة، 338 كيلومترًا.

كما كان لدى دي ميفيوس الوقت الكافي لإظهار نُبله عندما توقف لمساعدة زميله في الفريق السائق النرويجي أندرياس ميكلسن على تغيير العجلة. مثل هذا الأداء المريح هو بالتأكيد رؤية رالي داكار الموروثة عن والده غريغوار، الذي فاز بثلاث مراحل في الرالي في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

رالي داكار الكلاسيكي:
وصلت قافلة رالي داكار الكلاسيكي إلى مُخيَّم المبيت في وقتٍ أبكر مما هو مخطط له بسبب إلغاء مرحلة اليوم. لتحقيق أفضل أداء من المهمة السيئة، تمكن 301 متنافسًا موزعين على 142 مركبة من الاستفادة من موقف الصيانة للتحقق من "المجوهرات" المُشاركة في النُسخة الثانية من رالي داكار الثاني. لفتت السيارة رقم 707 الأنظار، حيث نها التجسيد الحقيقي للسيارة الكلاسيكية، صمم إيرف كوتيه بنفسه سيارة الباغي التي حملت اسمه في عام 1979، الذي أُقيمت ب النُسخة الأولى من رالي داكار، شارك بها في العام التلي، وأنهى الرالي في المركز الـ 13. كانت محاولته الثانية في عام 1981 كانت سيارة راينج روفر التي ساقها ميتج وجيرو الوحيدة التي تمكنت من التفوق عليه. يبلغ إيرف من العمر 75 عامًا تقريبًا، وهو من بين المتسابقين الذين حظوا بميزة الصعود على منصة التتويج في العاصمة السنغالية داكار، ويمكنه الافتخار بأنه أحد الرواد الحقيقيين في رالي داكار. تُسابق سيارة باغي صانهيل للعام الثاني على التوالي في رالي داكار الكلاسيكي، كان إيرف من بين الأوائل الذي كتبوا الصفحات الأولى من قصة سيارات باغي في تاريخ داكار، التي استوحاها في ذلك الوقت من سباقات باخا في كاليفورنيا. بدأ إيرف كوتيه في عام 2005 في إكمال المهمة حيث شارك مع رجلٍ فريد، الأمريكي رون بيلي... في سيارة باغي بطبيعة الحال! أعاد صنع مركبته منذ البداية من أجل عودته إلى رالي داكار – إنه أسطورة رالي داكار ببساطة.

 

تصريح اليوم: ناصر بن صالح العطية: "أعتقد بأن المنافسة مع سيباستيان ستستمر حتى النهاية"

لا يزال السائق القطري ناصر بن صالح العطية مُتصدرًا للترتيب العام لفئة السيارات، متقدمًا بـ 9:16 دقائق على الفِرنسي سيباستيان "سيب" لويب، علمًا بأن سيب سجَّل أسرع توقيت في مرحلة اليوم.

قال ناصر: "ارتطمنا بحجر في آخر عشرة كيلومترات من المرحلة. كنا أمام سيب، ولكن بعد هذ كان علينا تركه يتجاوزنا. قررنا عدم المجازفة بالضغط أكثر لكيلا نخسر دقيقتين أو ثلاث دقائق أخرى. أنا سعيدٌ إجمالًا بمرحلة اليوم وافتتاح المسار طول الوقت. لم تكن سهلةً لأن مسارات الدرّاجات النارية كانت ضئيلة وصعبةً بعض الشيء بالنسبة لنا، لكن يبدو أننا بحالةٍ جيدة. أعتقد بأن المنافسة مع سيباستيان ستستمر حتى النهاية، ولكن لا يزال الطريق أمامنا طويلًا. يبدو بأن تأدية سيارات (تي 1+) رائعًا جدًا. استمتعما لما لدينا. ومثل العام الماضي، تستخدم سيارات (بي آر أكس) نفس المحرك، وأنا متأكد بأن لديهم الكثير من البيانات الجديدة هذه المرة، ولكن لا يزال الطريق طويلًا. قدمنا عملًا جيدًا البارحة وكذلك اليوم. وإذا بدأن خلف سيب غدًا فإنني لا أعرف من سيفوز بالمرحلة، ولكن يبدو بأنها ستكون مرحلةً جيدةً لنا. أعتقد بان هنالك بعض المفاجئات التي ستحصل، هذا حدسي. سيب سريع جدًا وليس بعيدًا عنا، لذا من السهل عليه السير خلفنا. ولكن تعرضنا في آخر عشرة كيلومترات لثقب في الإطارات، وتقدَّم علينا، وقررنا الاستمرار بطريقةٍ لا نخسر فيها مزيدًا من الدقائق".

داكار 2022 - المرحلة 2 - ملخص اليوم مقدمة من طرف Gaussin

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي

احصل على معلومات حصرية