داكار 2023 - المرحلة 13 | كتابةُ التاريخ!!

Dakar 2023 | المرحلة 13 | الشيبة > الهفوف
January 14 ^th ٢٠٢٣ - 17:34 [GMT + 3]

لمحة معمقة
من أجل توديع صحراء الربع الخالي بطريقة لائقة، أقيمت الجولة ما قبل الختامية في جنوب شيبه، وذلك بين مناظر طبيعية واسعة وخلابة تضم كثباناً رملية ورمالاً على مدّ النظر. نجح كيفن بينافيديس بإعادة نفسه إلى منافسات اللقب في القسم الأخير على المسارات الرملية التي ضمت بعض الحصى كذلك في قسمها الأخير. سيباستيان لوب بالمقابل، سيترك القسم الأخير في الربع الخالي بالمركز الثاني العام لكن بعد أن أثبت قدرات استثنائية حتى الآن فقد حطّم رقم آري فاتانين الصامد منذ ١٩٨٩ بعدد الانتصارات المتتالية في المراحل. أداء جيد!

المجريات
على ألفرد هيتشكوك، مارتن سكورسيزي، أغاثا كريستي وكوينتن تارانتينو، عصر أدمغتهم معاً للخروج بسيناريو ما حصل قرب شيبه قبيل ختام رالي داكار. من بين الكتاب، كيفن بينافيديس وتوبي برايس، واللذين لم يقلقا حيال أية استراتيجيات أو حسابات بل اعتمدا القوة المباشرة لفرض سطوتهما بين الكثبان الرملية… على طريق تحقيق فوزه السابع في مسيرته اليوم، ضغط الدراج بقوة على المكابح حين رأى ماتياس والكنر وقد تعرض لحادث وساعده، ومن ثم عاد لمنافسة توبي برايس، الذي وجد نفسه بين حافتي الانتصار والهزيمة مع بقاء ١٣٦ كيلومتراً حتى الختام. وبعد المرحلة حتى الهفوف، فإن المنافسة ستكون مباشرة وأشد من أي وقت مضى، حيث يتربع الاسترالي على قمة الترتيب العام بفارق ضئيل لا يتجاوز ١٢ ثانية أمام كيفن بينافيديس. بعد ما يقارب ٣٩٠٠ كيلومتر من المنافسات، فإن هذا الفارق تقلص إلى ٣٠٠ متر فقط.. علينا الانتباه بالكامل لهذه المعركة حتى الدمام. وبتواجد سكايلر هاوز غير بعيد عنهما فمن الخطأ حذفه من هذه المعركة بالرغم من فارق الدقيقة والنصف وصعوبة تعويضه خلف برايس، خاصة أنها المرحلة الأخيرة وسينطلق المنافسون بترتيب معكوس لترتيبهم العام ما يعني بأن الأمريكي سيبدأ أمامهما وسيكون من الصعب صدهما! المسألة مختلفة تماماً بالنسبة إلى ناصر العطية الذي يتملكه شعور بالرضى مع اقتراب إكمال الكيلومترات الأخيرة قبل نيل اللقب. فرائحة لقبه الخامس باتت قوية وفوّاحة وحتى لو أشعل سيباستيان لوب كامل طاقة محركه وضغط بكل ما لديه فلن يتمكن من تعويض ساعة و٢١ دقيقة في المرحلة الأخيرة. الفرنسي يكاد يحسم بالفعل المركز الثاني ضمن الترتيب العام أمام لوكاس مورايس، لكنه مسرور بكسر رقم آري فاتانين لعدد الانتصارات المتتالية في المراحل. بل حتى أنه دخل التاريخ مع ستة انتصارات متتالية وسبعة حتى الآن في هذه النسخة من داكار (مكرراً إنجاز كارلوس ساينز في ٢٠١١) و٢٣ مرحلة في مسيرته المهنية برالي داكار بدءاً من ٢٠١٦. ضمن فئة تي٣، أضاف ميتش غوتري تماماً مثل لوب، فوزاً آخر بالمرحلة إلى جعبته (5 انتصارات هذا العام وسبعة بالمجمل)، لكن أوستن جونز ما زال متفرداً بالصدارة بفارق ٥٠ دقيقة أمام سيث كوينتيرو. أليكسندر جيرو بدوره يهيمن بالرغم من انتصارات مارسيلو موديريوس الأربعة المتتالية. وفي فئة تي٤، فإن طفل داكار، إريك غوكزال، انتزع فوزه الرابع وانتقل بفارق 3 دقائق و٢٤ ثانية لخلف روكاس باسيوسكا الذي صمد في وجه الضغوطات متصدراً منذ المرحلة السابعة. في هذه الأثناء، بوسع يانوس فان كاستيرين الارتياح عند النظر للترتيب العام، فقد تعرض مارتن فان دين برينك لمشكلة، ما ترك مارتن ماسيك كأقرب ملاحقيه بفارق ساعة و١٦ دقيقة.

أداء اليوم
هذا الصباح، كان توبي برايس يتصدر الترتيب العام بفارق ٢٨ ثانية أمام سكايلر هاوز ودقيقتين و٤٠ ثانية أمام كيفن بينافيديس. ومع انتهاء المرحلة، تمكن الأرجنتيني من تحقيق الفوز بالرغم من إمضاء ٢٣ دقيقة و١٠ ثوان في مساعدة ماتياس والكنر زميله والفائز برالي داكار ٢٠١٨ والذي تم نقله بمروحية إلى المستشفى. الأخ الأكبر من عائلة بينافيديس قدم أداء متميزاً وفاز بالمرحلة اليوم بعد أن تم تعويض زمنه الذي أمضاه مع والكنر. لوتشيانو شقيقه، كان الفائز قبل تلقي عقوبة دقيقة جراء سرعته دفعته للمركز الرابع. بطل داكار ٢٠٢١ يتأخر بفارق ١٢ ثانية فقط خلف الأسترالي مع بقاء مرحلة واحدة فقط حتى النهاية وذلك أمر لم يحصل مطلقاً في تاريخ داكار! في مثل هذه المرحلة من نسخة ٢٠١٤، كان بيترانسيل يتقدم على روما لكن بفارق ٢٦ ثانية. الرقم السابق ضمن فئة الدراجات النارية لم يكن بعيداً. في ٢٠١٩، بدأ بابلو كوينتانيلا بفارق دقيقة و٢ ثانية خلف… توبي برايس نفسه .الأسترالي انتزع الفوز في ليما، وأحرز لقبه الثاني بعد النجاح في ٢٠١٦. التشيلي، الذي يقود لصالح هوسكفارنا انتهى به الأمر على الأرض بعد قفزة عن الكثيب الرملي. وفيما لم يتم تطبيق أوامر فريق في المعسكر النمساوي، فسنكون شاهدين على معركة مشتعلة في الكيلومترات الـ ١٥٣ الأخيرة غداً، ربما تؤدي إلى الفوز بأصغر فارق في تاريخ داكار!

ضربة موجعة
حين يخسر الطاقم في داكار بسبب خطأ ملاحي أو قيادي، حينها يلوم نفسه ويعزم على القيام بعمل أفضل في العام التالي، لكن حين تستسلم المركبة.. فذلك يدفع إلى الغضب الشديد. هذا بالضبط ما حصل مع مارتن فان دين برينك اليوم. بدأ المرحلة بفارق نصف ساعة خلف يانوس فان كاستيرين ضمن الترتيب العام، وكان يأمل بمركز على منصة التتويج في الدمام، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح حين تعرضت لكارثة في المرحلة ١٣، قبل مرحلة من نهاية الرالي. فقد اضطر الهولندي للتوقف والعمل على المركبة بعد ٥٠ كيلومتراً من بداية المرحلة. كل دقيقة مرت كانت تدق مسماراً إضافياً في نعش آمال تحقيق المركز الثاني.. ما منح الفرصة إلى مارتن ماسيك الذي تقدم للمركز الثاني، وكما يقال: داكار لا يرحم..

رقم اليوم: ٣
في المرحلة السادسة، لم يكن أحد ليتوقع تحقيق لوكاس مورايس لمنصة تتويج حين انتقل إلى المركز الثالث بعد أن نجى من الصعوبات التي أطاحت بـ ستيفان بيترانسيل، كارلوس ساينز ويزيد الراجحي حينها. لكن البرازيلي اليافع حافظ على هدوئه أكثر من هينك لاتيغان الذي كان ما يزال أمامه حينها، كما لم يخسر أعصابه حين بدأ سيباستيان لوب بصهر الفارق خلفه بسرعة شديدة. وبالرغم من أن الناشئ البرازيلي قد سلم بالفعل مركز الوصافة خلف ناصر العطية إلى الفرنسي، لكن مع بقاء يوم واحد حتى الختام، فإنه يبدو مرتاحاً مع فارق ٥٥ دقيقة أمام جينيل دي فيلييرز وبالتالي بوسعه الحلم بمنصة تتويج ختامية. آخر ناشئ أحرز منصة تتويج كان في عام ١٩٨٨ مع يوها كانكونين الذي كرر تأدية سابقة لـ آري فاتانين في ١٩٨٧. أداء لوكاس مورايس رفع السقف كثيراً أمام البرازيليين ضمن فئة السيارات، حيث فاز البرازيليان ليوناردو توريس ورينالدو فاريلا في فئة SSV عامي ٢٠١٧ و٢٠١٨ على التوالي بينما أحرز كليفر كولبرغ حتى الآن أفضل نتيجة لبرازيلي مع المركز الثامن في ٢٠٢٢.

دبليو٢آرسي
إن لم تحصل أية مفاجآت، فإن العطية كسب الجولة الأولى هذا الموسم مع ٥٠ نقطة مقابل ٤٠ إلى سيباستيان لوب. لكنه يتبع مقاربة حذرة ونظره على سيباستيان لوب وصيفه الذي سجل رقماً قياسياً من ستة انتصارات متتالية. لكن القطري وبالرغم من إنهائه ثانياً اليوم خلف الفرنسي، لكن ومع أداء الفرنسي هذا، فإن البطلين نظرياً متعادلان في نقاط البطولة! كتذكير، العام الماضي، انتهت المعركة بينهما بفارق نقطة واحدة. وفي حال وصلا غداً لخط النهاية فهذا لا يعني إلا أن المعركة مفتوحة على مصراعيها. الموسم الثاني للبطولة منطلق بقوة! بين الدراجات النارية، فإن الفارق على منصة التتويج الحالية يميل إلى دراجي كاي تي ام، برايس وبينافيديس، وسكايلر هاوز. ولم يصل أي منهم إلى منصة تتويج ٢٠٢٢. أما المصنعان المتبقيان فسيحصلان على بعض النقاط. هوندا، يمثلها فان أبيفيرين وكوينتانيلا بالمركزين الرابع والخامس على التوالي ومن غير المتوقع أن ينهيا بنفس مركزيهما الممتازين من العام الماضي.

صناعة كلاسيكية
ثالث نسخ داكار كلاسيك وصلت إلى نهايتها اليوم، حيث ستأخذ قافلة الفئة يوم الغد كمرحلة وصل حتى شواطئ الخليج العربي. هذا المساء، بوسع جوان مويريا وليديا روبا الاحتفال بكونهما أول طاقم شهد كامل تاريخ الرالي بروح شبابية. الزوج الإسباني صمدا في الصدارة منذ المرحلة الثانية ولم يتركا أي شيء للبقية، أقرب المنافسين هم غالبينز على متن بروتراك. أصدقائهم كارلوس سانتاولالا وآرون سول جوانولا، خلفهم في الترتيب وأمام الإيطاليين باولو بيديشي ودانيال بوتالو. أبطال ٢٠٢٢، سيرج مونيو وفلوانت درولهون، بالمركز الخامس العام. التحدي الأيقوني الكلاسيكي الشهير تم تخصيصه للمركبات التي شاركت في داكار، حيث أحرزت تويوتا اتش.دي.جيه ٨٠ الفوز باللقب. بالفعل، جميع فائزي الفئة في ٢٠٢٣ يقودون مركبة تنتهي بـ "٨٠". الكتالونيان في المركز الثاني العام قادا واحدة شاركت في ١٩٩٤ و١٩٩٦، وفازا بتحدي داكار الكلاسيكي الأيقوني هنا. ومن بين القصص التاريخية تلك التي تشير إلى أن جاكي إيكس استعمل إحداها وخطط لخوض داكار بها. لكن لم يقدّر لذلك أن يحصل، وها هي الحلقة تغلق من جديد في هذه النسخة من داكار كلاسيك حيث شاهد البلجيكي الذي بات سفيراً للرالي، "سيارته" مجدداً تحرز الفوز في فئة داكار كلاسيك!