داكار 2023 - المرحلة 12 | لوب فائزٌ متسلسل

Dakar 2023 | المرحلة 12 | ينبع > ينبع
January 13 ^th ٢٠٢٣ - 15:54 [GMT + 3]

لمحة معمقة
يواصل الربع الخالي الكشف عن هويته. هذه الصحراء المترامية الأطراف تحتوي أضخم احتياطات النفط في المملكة العربية السعودية وهي أيضاً مرحلة خاصة للغاية في الراليات الصحراوية حيث تمنح فرصة للمشاركين لإثبات أنفسهم. الكثبان الرملية في داكار. هذه الكثبان الرملية التي يتنافس بينها المشاركون في داكار لا توجد إلا في أماكن قليلة جداً على ظهر هذا الكوكب. ومع مرحلة بطول 185 كيلومتراً فلا توجد حدود لما قد يصادفه أولئك بين الكثبان الضخمة، فالمسارات الرملية تسمح لهم بضغط مركباتهم لحدودها القصوى. وبفضل خبرته التي جمعها في صحراء أتاكاما التشيلية، حقق ناتشو كورنيخو الفوز اليوم ضمن فئة الدراجات. سيباستيان لوب الذي واصل تقديم أداء مثالي بين هذه الجبال الرملية صنع الفارق بفضل نقطة قوته: الهجوم كما لم يفعل أحد من قبل.

المجريات
بدأ الضغط يتصاعد رويداً رويداً. بعد أن هيمن لفترة طويلة على صدارة الترتيب العام، واجه سكايلر هاوز سيناريو مماثلاً لما واجهه مايسون كلين، وقد باتت صدارة الترتيب العام بين يدي أحد المخضرمين. توبي برايس كان يتقدم بهدوء وروية منذ البداية، حين فاز بالمرحلة التمهيدية في مخيم البحر. وقد حافظ الأسترالي على هدوئه مستعداً للانقضاض حين تحين الفرصة، وبفضل ثالث أسرع الأزمنة اليوم، نجح بالفعل بإثبات قدراته العالية والتقدم للصدارة، لكنه يحتاج لاستعمال كامل خبرته للنجاح في صد ملاحقيه، وفي مقدمتهم سكايلر هاوز الذي يتأخر عنه بفارق ٢٨ ثانية، وكيفن بينافيديس بفارق دقيقتين و٤٠ ثانية. وتبدو ألوان النصر قريبة الآن إلى كاي تي ام التي لم تضع دراجة برتقالية على منصة التتويج منذ فوز برايس في ٢٠١٩. وسيستمتع فريق هوندا بطعم الفوز بالمرحلة بفضل ناتشو كورنيخو على الطريق إلى شيبة، لكن لا شك بأن هناك بعض الإحباط لتراجع أدريان فان أبيفيرين (إلى المركز الخامس بأكثر من ١٦ دقيقة عن المتصدر) حتى وإن كان المركز الرابع من نصيب زميله بابلو كوينتانيلا الذي يتأخر عن المتصدر بفارق ١٤ دقيقة و٥٤ ثانية. ضمن فئة السيارات، الفوارق ليست بالدقائق، بل بالكثير منها، خاصة مع ناصر العطية سائق تويوتا وملاحه ماثيو بوميل، الذي يبدو بأن صدارته منيعة للغاية حيث يتقدم بفارق ساعة و٢٧ دقيقة أمام سيباستيان لوب سائق البحرين رايد اكستريم الذي بات يمتلك 6 انتصارات في جعبته خلال هذه النسخة، وقد تفوق على لوكاس مورايس البرازيلي الناشئ الذي بات ثالثاً ضمن الترتيب العام والذي سيحتفل احتفالاً كبيراً إن نجح بالحفاظ على هذا المركز حتى النهاية. ضمن فئة تي٣، أوستن جونز يتصدر بنفس طريقة العطية، فهو يمتلك صدارة بأكثر من ساعة في الترتيب العام أمام زميله سيث كوينتيرو. أليكسندر جيرو بدوره يتبع مقاربة محافظة عبر التركيز على الدفاع عن فارق صدارته البالغ ٥٩ دقيقة. لكن هناك الكثير من الصراعات في فئة تي٤، ما بين إريك غوكزال وروكاس باسيوسكا. الليتواني رقم واحد عالمياً عزز من فارق صدارته في الترتيب العام بفارق 8 دقائق، لكن البولندي القادم الجديد يستلهم من أداء عمه مايكل الذي فاز بالمرحلة اليوم. وضمن فئة الشاحنات، عزز يانوس فان كاستيرين المتصدر العام من فارق صدارته أمام مارتن فان دين برينك. وفي المعسكر الهولندي، فإن سائق فريق دي روي سجلت نقاطاً حاسمة وبوسعه التطلع إلى صدارة تبلغ ٣٣ دقيقة.

أداء اليوم
مع ثماني انتصارات ما بينهما العام الماضي، ماريك ومايكل أثبتا أن عائلة غوكزال قوة لا يستهان بها. لكن ومع عدة أخطاء سابقة حُرما التواجد على منصة التتويج الختامية. نتيجة لذلك، قررا تكرار كل شي مجدداً في النسخة ٤٥ من داكار مع نية صلبة بتقديم عمل أفضل والتفوق على أوستن جونز وإزاحته من عرش فئة SSV. الحظوظ كانت لصالحهما، خاصة مع تواجد فرد آخر من العائلة، ابن ماريك، إريك الذي لم ينتظر سوى مرحلتين قبل أن يحرز الفوز في إحدى المراحل ويكسر الرقم القياسي كأصغر فائز بالمراحل في تاريخ الرالي وهو رقم كان يحمله سيث كوينتيرو. أحرز ماريك الفوز في اليوم التالي وكذلك سرعان ما بات البولنديان خصمين أساسيين لـ روكاس باسيوسكا في المعركة على اللقب. بالنسبة إلى ميتشل، فقد واجه حظاً سيئاً في عدة مناسبات، لكنه لم يستسلم، لأنه اليوم أحرز الفوز في أول مرحلة له هذا العام. نتيجة لذلك، لم يصل فرد واحد فقط أو اثنان من العائلة بل ثلاثة، نجحوا بالوصول إلى قمة عتبات منصة التتويج في نسخة ٤٥ من رالي داكار وتلك سابقة من نوعها. وذلك إثبات على أن يوم الجمعة ١٣، قد يكون يوم حظ للبعض حتى في بولندا!

ضربة موجعة
في مشاركته الثانية برالي داكار، كانت هناك توقعات عالية لـ مايسون كلين، فقد كان أفضل ناشئي ٢٠٢٢ بالمركز التاسع بعمر ٢٠ عاماً. وبالنسبة إلى بدايته مع رالي جي بي هذا العام، فقد ترك مايسون كلين بصمته بالفعل على الترتيب العام في المرحلة الأولى. وكان من الممكن رؤية بعض من لمحات مذهلة تحدد خصائصه كمنافس شرس. في يوم الراحة، كان يحتل المركز الثالث ضمن الترتيب العام، مجبراً المنتقدين على تغيير آرائهم به. لكن، ومع بداية الأسبوع الثاني بدأت المشاكل تتراكم: سقط كلين مرتين في المرحلة التاسعة. ومع الدخول للربع الخالي، واجه مشاكل كذلك في مرحلة ماراثونية متقلبة حيث واجه العديد من الصعاب بين الكثبان الرملية. خضع لفحص أشعة سينية بعد إكمال المرحلة الماراثونية، لكن لم يبدُ أنه يعاني من أية مشاكل صحية، لكن الرمال تلك دفعته للمركز ٤٢ في المرحلة. وبالتالي بات بالمركز العاشر ضمن الترتيب العام. لقد قرر خوض الكثبان الرملية بقوة غداً بالرغم من أنها لم تكن إلا قاسية عليه، وذلك بهدف تحسين مركزه وتعزيز خبرته مع نهاية الرالي.

رقم اليوم: 5
قوة سيباستيان لوب ليست سراً. من الصعب منافسة بطل العالم تسع مرات في الراليات. حتى حين تسير الأمور بشكل سيء، فإن سائق البحرين رايد اكستريم لا يُهزم. لكن، من المعروف أن الفرنسي متعطش جداً للانتصارات وهذا ما يجعله يضغط بشدة وقد يرتكب الأخطاء. لكن ذلك تغير هذا العام. فقد قدم تأديات خالية من الأخطاء لخمسة أيام متتالية وذلك رقم لم يحققه من قبله سوى آري فاتانين بين سائقي النخبة، في داكار ١٩٨٩. كما أن الفوز اليوم هو السادس للفرنسي في نسخة داكار ٢٠٢٣ والـ ٢٢ له في مسيرته التي بدأت منذ ٢٠١٦ وذلك يضعه أمام بيير لارتيغ. وبالرغم من افتتاحه للمسارات اليوم، تقدم لوب بشراسة أمام الجميع، حيث تفوق على أقرب ملاحقيه ماتياس إكستروم بفارق أكثر من 3 دقائق. وقد نجح الفرنسي اليوم بخطف المركز الثاني ضمن الترتيب العام من لوكاس مورايس، عبر ساعة و٥٦ دقيقة بسرعة وسطية قدرها ٩٥ كيلومتراً في الساعة أي أسرع من البرازيلي الناشئ بـ 9 كيلومترات في الساعة.

دبليو٢أرسي
اليوم، عادل سيباستيان لوب الرقم القياسي بعدد الانتصارات المتتالية في المراحل والذي كان يحمله آري فاتانين لوحده، وفيما يتعلق بترتيب بطولة دبليو٢آرسي فإنه يتأخر بفارق نقطة واحدة فقط خلف ناصر العطية… مع بقاء مرحلتين فقط حتى الختام. غداً، قد يتمكن الفرنسي من التفوق رقم الفنلندي وكتابة التاريخ لوحده. كما قد يكون ذلك فرصة لتسوية المنافسة مع العطية ضمن بطولة العالم. يستعد لوب لمواصلة أدائه الثابت بوتيرة ممتازة وعينه على حصد أكبر عدد ممكن من النقاط، كلا السائقان يسعى للأمر عينه!

صناعة كلاسيكية
في ١٩٨٤، وللنسخة الخامسة من رالي باريس-داكار، كانت بورشه أول المصنعين الذين طوروا سيارة خاصة للفوز، الأسطورة ٩١١ من طراز ٩٥٣، والتي تم تصنيع 3 نسخ منها خصيصاً للفوز على يد جاكي إيكس وميتج، وثالثةٍ لفريق المساعدة السريع مع المهندس رولاند كوسمول. في فئة داكار كلاسيك، شاركت نسخة مطابقة لها مع فريق "لوجستيك رالي". وهي نسخة مستوحاة من تلك التي شاركت أيام السفاري الشرقية، النسخة التاريخية من ٩٥٣ مشاركة.
بيجو ٥٠٤، كوكس وستاركيت باغي متواجدة أيضاً. ما الذي يجمعها جميعاً؟ جميعها ذات دفع ثنائي! وفي تلك الأيام الغابرة، كان رودي فيرداور رئيس المنظمة الفرنسية يقود بنفسه واحدة منها، رباعية الدفع يمكن أن تسير بدفع ثنائي إن دعت الضرورة، لكن ليس أية مركبة دفع رباعي: بل فولكسفاغن ترانسبورتر تي٣، والتي كانت تعرف حينها بلقب "كومبي". جوهرة تلك الحقبة، باتت جوهرة النسخة الثالثة من داكار كلاسيك، وقد حظيت بالكثير من صيحات الإعجاب!