داكار 2023 - المرحلة العاشرة | محترفو الكثبان الرملية

Dakar 2023 | المرحلة 10 | العلا > العلا
January 11 ^th ٢٠٢٣ - 17:00 [GMT + 3]

 لمحة معمقة
ها نحن ذا. مملكة الكثبان الرملية باتت محور التركيز في الرالي. وقد حظي المشاركون بلمحة عنها منذ 3 سنوات، حين وصل الرالي إلى حدود هذه المنطقة. هذا العام، سيدخل داكار في قلب صحراء الربع الخالي على مدار أربعة أيام، بدءاً من مرحلة مليئة بالكثبان الرملية بطول ١١٤ كيلومتراً. وبعدها مرحلة وصل طويلة تصل إلى مكان بعيد قريباً من الحدود مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي منطقة يختص بخصائصها أهم وأقوى الدراجين. روس برانش المعروف بـ "فيراري كالاهاري" سجل الزمن الأسرع، بينما فاز سيباستيان لوب عن فئة السيارات، حيث تمكن من تفادي الأخطاء.

المجريات
احتراف المنافسات على الرمال أشبه باحتراف المشي على الحبل. فهي تتطلب مرونة استثنائية ومهارات صقلتها سنين طويلة من القيادة على المسارات الزلقة. أفضل متزلجي الكثبان الرملية هم الأكثر خبرة، أمثال روس برانش الذي أثبت ذلك عبر الفوز بالمرحلة. لطالما تمرّن البوتسواني في صحراء كالاهاري، التي يحلق فيها كذلك بشكل دوري أثناء عمله كطيار. ويمكننا أن نرى مدى التطور الذي حققه دراج هيرو موتورسبورت، بالرغم من أنه لم يقدم الوتيرة التي كان يتمناها، لكنه اليوم فاز بثاني مرحلة له بهذه النسخة، بينما سجل محترفُ كثبانٍ رملية آخر، أدريان فان بيفيرين، ثاني أسرع الأزمنة بفارق ٢١ ثانية ودافع عن مركزه الرابع ضمن الترتيب العام. القادم من شمال فرنسا صقل مهاراته على شواطئ "لو توكيه"، بينما أكد مايكل دوكيرتي، أحد أهم المشاركين في هذه النسخة من داكار، أنه استفاد بالفعل من الدروس التي تعلمها في الإمارات ليقدم تأديات قوية، حيث أنهى ثالثاً اليوم. كما كان يوماً جيداً كذلك للفائزين السابقين كيفن بينافيديس وتوبي برايس، اللذين باتا يحيطان بـ سكايلر هاوز، مع الفارق الذي يمتلكه الأسترالي خلف الأرجنتيني والبالغ دقيقتين و١٠ ثوانٍ. سائق هانتر رقم ٢٠١، سيباستيان لوب، أثبت صلابة معدنه اليوم ومجدداً كسب 6 دقائق من الفارق الذي يفصله عن ملك الصحراء، ناصر العطية الذي ما زال بعيداً عن ملاحقيه ضمن الترتيب العام. لكن وفي حال لمح أحدهم قطرت العرق على وجهه، فهذه ليست إلا علامة على ارتفاع الحرارة الذي طال انتظاره. أنهى رابعاً في مرحلة اليوم خلال أول مرحلة من مراحل الربع الخالي الثلاث التي تناسب القطري، خاصة وأنه سيستفيد من مركز انطلاقه في المرحلة الماراثونية ما بين زميليه البرازيلي لوكاس مورايس والسعودي يزيد الراجحي. ضمن فئة تي٣، ما زال غيلوم دو ميفيوس يتصدر الترتيب العام أمام أوستن جونز، لكن مرحلة اليوم سمحت لـ سيث كوينتيرو بإضافة فوز آخر لجعبته ما يضعه في موازاة لوب. في الخلف، حلّ إغناسيو كازال ثانياً وهيلدر رودريغيز ثالثاً. جيرار فاريس الذي ينافس بشكل دوري في SSV، ما زال يسعى لتحقيق هدفه هذا العام. الكتالوني تقدم إلى مراكز منصة التتويج المبدئية ويستعد لمحاولة اقتناص فوز آخر من براثن روكاس باسيوسكا وإريك غوكزال. في فئة الشاحنات، انقلبت الأمور رأساً على عقب بعد انسحاب المتصدر أليس لوبرايس بعد حادثة أودت بحياة متفرج إيطالي البارحة. يانوس فان كاستيرين هو المتصدر الجديد، مع الدراج السابق، باسكال دو بار، الذي يقود على متن رينو، حيث تقدم إلى واجهة فئة الشاحنات منذ المرة الأولى في ١٩٩٩.

أداء اليوم
مايكل دوكيرتي وضع اسمه على خارطة المنافسات في ٢٠٢٢، حين فاز في أول مرحلتين من تحدي أبوظبي الصحراوي في مواجهة مجموعة من أهم المشاركين في بطولة دبليو٢آرسي، قبل أن يتعرض لحادثة اليوم التالي. وبعد إمضاء بقية الموسم بعيداً عن المنافسات شارك الجنوب افريقي في أول داكار له مع هوسكفارنا. دراج موتوكروس السابق، الذي شارك على حلبات أوروبية وأمريكية قبل تحقيق ثلاثة ألقاب في الإمارات، حيث يستقر هناك، حقق ثالث فوز له في فئة رالي٢ اليوم. والأهم، أنه بات أول دراج رالي٢ يصل منصة التتويج في داكار، بفارق ٣٠ ثانية خلف برانش و٩ عن فان أبيفيرين. وهو الرابع ضمن الترتيب العام للفئة والـ ١٩ في الترتيب العام بعد أداء متقلب. خلال الأيام التالية ستقدم فرصة للحسم وكسب المنافسات. لكن زميله رومان دومونتيه، وصيف مايسن كلين ضمن الفئة في موسم دبليو٢آرسي المنصرم، هو الذي قفز في الترتيب العام. الفرنسي سجل سابع أسرع الأزمنة اليوم وأنهى أمام ساندرز. وتيرته رائعة لكنها ثابتة كذلك، وهذا ما يجعل من دوكيرتي من أهم الدراجين الحاليين.

ضربة موجعة
فايدوتاس زالا، يعلم أن داكار لا يرحم. بعد بضعة تقلبات في المراحل الولى، كل شيء بدأ يتموضع بشكل صحيح في مكانه لصالح ميني، الآن خلف مقود هانتر. زالا وملاحه باولو فيوزا، وصل المراكز العشرة الأولى في كل يوم منذ المرحلة الخامسة. حتى أنهما كادا يفوزان مرتين، من بينهما المرحلتان التاسعة، حين أنهيا بفارق دقيقة خلف سيباستيان لوب. الليتواني كان جزءاً من ثلاثية برودرايف الأولى في تاريخها بدا كل شيء جيداً، لكن مشكلة اليوم الكارثية كلفته أكثر من 4 ساعات…

رقم اليوم: ٢٠
في ٢٠١٦، عندما دخل سيباستيان لوب للمرة الأولى في داكار على متن بيجو، التي كانت تحقق عودتها إلى الرالي، فاز بأربع مراحل على الأراضي الأرجنتينية. الفرنسي منذ ذلك الحين بدل مركبته وملاحه.. بما يكفي لينهي الرالي مرتين في مركز الوصافة مع عدة انتصارات في المراحل. والأهم، أنه خاض المنافسات على مختلف أنواع المسارات، ومهما كانت التحديات الملاحية ومهما كانت خصائص المراحل. بالتالي كان تحقيق فوزه رقم ٢٠ بإحدى المراحل على متن سيارة هانتر البحرين رايد اكستريم في اليوم الأول من مراحل الربع الخالي، يمتلك خصوصية بالفعل، لقد بات بالفعل أستاذاً في مراحل داكار.

دبليو٢آرسي: العودة بالزمن
منافسات ناصر العطية وسيباستيان لوب على جمع نقاط البطولة ستستمر لأربعة أيام إضافية. بالطبع، ما زال يأمل الفرنسي بانتزاع انتصارات من براثن القطري، لكن وعلى مستوى أكثر واقعية، فإنه يواصل الضغط بقوة، كما فعل اليوم عبر الفوز بالمرحلة الرابعة له في هذه النسخة من داكار، أي أكثر بمرحلة من غريمه. هذه هي الطريقة التي يحاول بها مواصلة المنافسات حتى نهاية الموسم. ويعلم لوب الذي يحتل المركز الثاني ضمن ترتيب دبليو٢آرسي ما يتوجب عليه فعله. ويدرك أن العطية سيحرز ٥٠ نقطة في البطولة مقابل ٤٠ لصاحب مركز الوصافة في حال فاز باللقب. لكن الفرنسي لا ييأس ويريد خفض الفارق. وبوسعه ذلك بالفعل، التاريخ يكرر نفسه!

صناعة كلاسيكية
كما كان متوقعاً في بحر الرمال، وبعد نهاية المرحلة ضمن فئة داكار كلاسيك، فإن قافلة داكار اقتربت من التخييم في الليل دون أطقم الصيانة. سيضطر المنافسون للتأقلم مع ذلك. ومع استعدادات الرالي للخوض في الربع الخالي مع النسخة الرابعة في المملكة العربية السعودية، فإن ذكريات رابع رالي باريس-داكار ١٩٨٣ التي كانت قفزة في المجهول، تحضر الأذهان. في النيجر، كانت المرحلة التاسعة أول خطوة بين الكثبان الرملية في "صحراء الصحاري". عاصفة رملية عصفت بالقافلة واستمرت لأكثر من ٧٢ ساعة. لقد كانت مرحلة أسطورية أذهلت الألباب.. ودخلت التاريخ..