داكار 2023 - المرحلة التاسعة | باريدا يخرج ولوب يعود

Dakar 2023 | المرحلة 9 | حائل > العلا
January 10 ^th ٢٠٢٣ - 17:07 [GMT + 3]

لمحة معمقة
عادت عجلة منافسات داكار للدوران من جديد بعد يوم الراحة تزامناً مع توجه جغرافي جديد. حيث يتجه المشاركون صوب صحراء الربع الخالي في السعودية والكثبانُ الرملية باتت على مرمى نظر، حيث ستحدد تلك المسارات مصير منافسات فئات الرالي. بالمقابل، خاض المنافسون معاركهم على أقسام ما زالت مليئة بالمياه في مرحلة اليوم قبل الانتقال إلى المسارات الرملية. واجهَ اثنان من أهم المنافسين المشاكلَ اليوم: جوان باريدا وكارلوس ساينز، وكلاهما تعرض لإصابة لكن لحسن الحظ لم تكن خطرة، بينما واجه بقية المشاركين صعوبات ملاحية لم تكن سهلة بين الوديان المليئة بالمياه. هذه المسارات كانت مثالية تماماً بالنسبة إلى لوتشيانو بينافيديس في الدراجات وسيباستيان لوب في السيارات، حيث حققا الفوز في مرحلة اليوم بطول ٣٥٩ كيلومتراً.

المجريات
دراجو رالي داكار يلعبون بأعصاب المتابعين الذين يشهدون تبدل ساحة المنافسات والترتيب ضمن المعركة التي يبدو أنها لم تُحسم حتى الآن مع اقتراب الرالي من مراحله الحماسية. بطبيعة الحال، كان جوان باريدا من تعرض لحادثة اليوم، وخسر موقعه بعد سقوطه عن متن الدراجة. وفي ضربة موجعة أخرى لم تكن مماثلة تماماً لـ باريدا، مايسون وبالرغم من تعرضه لحادثتين وخسارة كتيب المسار، لم يبتعد عن المنافسات. وبالنسبة للمستفيدين، لوتشيانو بينافيديس سجل الأداء الأفضل وبات أول فائز بمرحلتين هذا العام، بينما زميله في هوسكفارنا، سكايلر هاوز، ما زال يتشبث بصدارة الترتيب العام. لكن الأمريكي بدأ يشعر باقتراب توبي برايس منه. الأسترالي الذي كان وريث حقبة ديبريه-كوما حين حقق اللقب في ٢٠١٦، اقترب كثيراً في المنافسات بفارق 3 ثوانٍ فقط خلف هاوز ضمن الترتيب العام، بينما يقترب فائز آخر، كيفن بينافيديس، من المركز آملاً بالانقضاض بفارق 5 دقائق و٩ ثوانٍ. مجدداً، تتعقد الأمور بالنسبة إلى أدريان فان بيفيرين الذي يسعى لتحقيق اللقب، لكنه يعي تماماً صعوبة المراحل المقبلة نظراً لفارق ١٢ دقيقة الذي يحتاج لتعويضه. أما بالنسبة إلى ناصر العطية، فإن كل يوم يمر يقرّبه أكثر وأكثر من اللقب المنتظر بالرغم من أنه يرفض فكرة حسم اللقب لصالحه منذ الآن. ملك الصحراء ذو الخبرة الواسعة ليس مسروراً من تعثر منافسيه، لكنّ خطرهم بات أخف وأخف عقب مشاكل هينك لاتيغان اليوم. كارلوس ساينز لم يعد يشكل أي خطر، الإسبانيُ بعد حادثته اليوم في الكيلومتر السادس، طلبَ من الحوامةِ الطبيةِ إعادته إلى سيارتهِ ليواصل المرحلة. بالمجمل، يتصدر العطية الترتيب العام بفارق ساعة و٢١ دقيقة أمام لوكاس مورايس، بينما يُبقي عينه على سيباستيان لوب الذي عاد إلى مراكز منصة التتويج بعد فوزه الثالث بإحدى المراحل اليوم. فايدوتاس زالا اقترب بـ 3 دقائق من الفوز بالمرحلة، الليتواني قدم وتيرة قوية اليوم بينما ذهب الفوز إلى لايسفيداس كانسيوس، الفوز الثاني له في مسيرته برالي داكار، لكن لا أحد قادر على تهديد موقع أليكسندر جيرو في قمة الترتيب العام. ضمن فئة تي٣، الأرجنتيني دايفيد زيلي، حقق الفوز بفارق 2 ثانية فقط أمام غيلوم دو ميفيوس. البلجيكي كان مسروراً بالفوز وكذلك مهتماً بمعركته مع أوستن جونز الذي يحتل المركز الثاني ضمن الترتيب العام بفارق ١٢ دقيقة و٤٣ ثانية. وفي فئة تي٤، المعركة بين روكاس باسيوسكا وإريك غوكزال متواصلة في كل يوم، حيث انتزع صاحب الـ ١٨ عاماً فوزه الثالث، بفارق ٤٨ ثانية. السائقان اليافعان لا تفصل بينهما إلا 5 دقائق. ضمن فئة الشاحنات، سوء الحظ الذي رافق مارتن فان دين برينك ومارتن ماسيك، ليخسار على الأقل ٤٠ دقيقة، الأمر الذي سار لصالح أليس لوبرايس في قمة صدارة الترتيب، لكن يانوس فان كاستيرين، الذي فاز بثاني مرحلة له اليوم بات ثانياً، بفارق ٢٧ خلف التشيكي المتصدر.

أداء اليوم
الأخبار الجيدة ليست كثيرة لدى فريق برودرايف، لكن اليوم حققوا نتيجة ممتازة بتواجد ثلاث من سيارات هانتر على منصة التتويج، وهي المرة الأولى في تاريخ الفريق. بدأ اليوم مع معاناة سيباستيان لوب مباشرة قبل بدء المرحلة. حيث تسبب تأخير في تشغيل السيارة بتغريمه دقيقتين و١٠ ثوانٍ (تضاف للترتيب العام)، لكن ذلك لم يمنعه من تحقيق ثالث فوز له في هذه النسخة. وكسب بالتالي ١١ دقيقة من الفارق الذي يتقدم به ناصر العطية ضمن صدارة الترتيب العام، كما بات الفرنسي ثالثاً. فايدوتاس زالا لم ينجح بتحقيق الفوز رغم أنه كان قريباً منه. بينما أكمل غيرلاين شيشيري مراكز ترتيب منصة التتويج لمرحلة اليوم.

ضربة موجعة
جوان باريدا وضع رسالة واضحة على خوذته قبل خوض المشاركة ١٣ برالي داكار قبيل وصوله لأربعين عاماً. "الفرصة الأخيرة"، هذا ما كان يسعى إليه، لكن يبدو أنها كانت المشاركة الأخيرة على ما يبدو للمخضرم الذي يمتلك ٢٩ فوزاً بمراحل داكار. آخر الأرقام التي كان يسعى إليها هو أنه قريب من الرقم القياسي بعدد الانتصارات الذي يحمله بيترانسيل وديبريه، وبفارق 4 انتصارات فقط. حتى هذه المرحلة من الرالي، كان يتقلب بين المركزين 4 و8 ضمن الترتيب العام منذ بداية الرالي. لكن مع سقوطه اليوم، يبدو أنه سيعلق خوذته للأبد هذه المرة. هذه المرة السادسة التي يخرج فيها باريدا من الرالي بشكل مبكر. أفضل نتائجه في داكار كانت المركز الخامس في ٢٠١٧ و٢٠٢٢.

رقم اليوم: 2
٣٥٩ كيلومتراً من المنافسات في المرحلة التاسعة، شهدت إثبات دايفيد زيلي لمهارته. حقق الأرجنتيني فوزه الأول في داكار لكن هذا الفوز جاء في نهاية المرحلة. غيلوم دو ميفيوس، ميتش غوتري ودانيا عقيل جميعهم صمدوا حتى النهاية، لكن الكلمة الأخيرة كانت لـ زيلي الذي حرم دو ميفيوس الفوز بفارق ثانيتين فقط. واستغرق زيلي 3 ساعات و٣٨ ثانية للوصول إلى خط النهاية، بسرعة وسطية بلغت ١٠٠ كيلومتر طوال المرحلة. للحصول على فكرة أوضح، فوز اليوم تحدد بما يعادل ٥٥ متراً فقط، وذلك أمر لم نعهده من قبل في هذا النوع من الراليات…

دبليو٢آرسي: 
يبدو أن المعركة المرتقبة بين سيباستيان لوب وناصر العطية ضمن بطولة دبليو٢آرسي باتت ترتسم ملامحها بالفعل! الفرنسي عاد إلى المركز الثاني ضمن الترتيب العام اليوم حيث حقق ثالث فوز له بإحدى مراحل دااكر. القطري فاز بنفس العدد، لكن سائق تويوتا حقق المركز الرابع اليوم بين سائقي بطولة العالم. وفي نهاية القسم الأول، فإن كل نقطة يتم جمعها لللإنهاء ضمن المراكز الخمسة الأولى لكل يوم، ستسمح بتقارب المراكز بالفعل بين السائقين حتى الدمام. الاستراتيجية هذه اتبعها لوب في داكار ٢٠٢٢ ليحرز مركز الوصافة بفارق نقطة لصالح العطية. ويبدو أن الأمور تسير عل نفس المنوال الآن مع الاقتراب من منافسات الربع الخالي.

صناعة كلاسيكية
يوم مثل الأيام السابقة ضمن فئة داكار كلاسيك. الزوج الإسباني اللذين أنهيا العام الماضي بالمركز ١٠٦ على متن باندا، عادا للمرة الثانية على متن تويوتا اتش.دي.جيه ٨٠ ولم يرتكبا أي خطأ. وهما بالتالي يبتعدان في صدارة المنافسة أمام 9 فرق. وذلك لم يحصل بمحض الصدفة، لأنهم جميعاً جمعوا نقاط العقوبة القصوى. بالنسبة لهما، الأمر الأهم ليس الفوز، بل المشاركة وبطريقة متميزة. هذه حال الفريق الهولندي رقم ٧٢٥ تحت ذكرى أول مركبة بدفع ثنائي فازت بالرالي عام ١٩٨١ على متن سيتروين كوبيه، التي كان يستعملها رئيس جمهورية فرنسا آنذاك وكذلك تييري سابين في ١٩٧٩ لثاني رالي باريس-داكار.