يومان على انطلاق الرالي: ضعوا أقنعتكم وتحضَّروا

January 1 ^st ٢٠٢١ - 20:17 [GMT + 3]

بثَّ عام 2021 موجةً من التفاؤل فيها حماسةٌ وارتياح للمُنافسين والفرق في رالي داكار، الذين التزموا بإجراءات الوقاية من "كوفيد 19" إضافةً إلى كامل بيئة الرالي، لقد أُجريَ أكثر من 2400 فحص للحفاظ على سلامةِ "فُقاعة داكار" حيث ستبقى قافلة الرالي معزولة عن العالم الخارجي لأسبوعين تقريبًا، والآن سيُنجز المُنافسون الإجراءات الإدارية والفحص التقني في استاد الملك عبداللـه في جدَّة، لقد تم تقليص العملية بحيث تنتهي في وقت الغداء تقريبًا، ولقد بدأ العدّ التنازلي للمرحلة الاستعراضية ومسافتها 11 كيلومتر، التي ستُقدِّم لنا نظرةً أولية للمُنافسات، وترتيب انطلاقة المُشاركين في المرحلة الافتتاحية في الثالث من كانون الثاني (يناير).

روما... النُسخة الفرنسية

أرادَ "فريق البحرين أكس رايد" إيجاد توازنٍ ما بين الفرنسيين والإسباني، من خلال الاستعانة بخدمات الثنائي الفرنسي السائق سيباستيان لوب وملّاحه دانيال إيلينا والثُنائي الإسباني السائق خوان "ناني" روما وملّاحه دانيال "داني" أوليفييرا. مع ذلك تأثَّرت هذه الخطط سلبًا مع إعلان انسحاب أوليفييرا الطوعي من المُنافسات قُبيل أيام من انطلاقة الرالي، لذا لجأ ناني لخطة بديلة، قال ناني: "ظهرت نتيجة فحص (كوفيد 19) إيجابية للملّاح داني في يوم 9 كانون الأول (ديسمبر)، لم يكُن من المفترض أن يبقى مصابًا به في موعد قدومنا إلى هنا، مع ذلك لم يُطوِّر أية أجسام مُضادة وكان ما يزال مُعديًا في 24 كانون الأول. لذا تخذت قرارًا بالبحث عن ملّاحٍ آخر"

لذا كان عليهم تسوية هذه المشكلة الناشئة سريعًا من خلال إيجاد ملّاح قادر على الاضطلاع بهذا الدور، أكمل ناني: "هنالك لائحة قصيرة من الملّاحين الجيدين، وجميعهم مرتبطون مع سائقين، سألتُ ميشال بيرين، الذي تردَّدَ بادئ الأمر بسبب الفترة القصير للتحضير، ولكنه أخبرني بأن ألِكساندر وينوك قد يكون مُتاحًا".
ومع أن بيرين - الذي يتمتع بخبرة طويلة تعود للعام 1999 - لم يكن مرتبطًا بأية مُشاركات في رالي داكار إلا إنه لم يكُن على أتَّمِ الجهوزية، حيث كان مرتبطًا بأعمالٍ خاصةٍ بعيدًا عن الصحراء السعودية، قال بيرين: "تعمل عائلتي في مجال تربية الخيول، ونحن مشغولون بعملية انتقال من فال دي إيسير إلى تينيز"، علمًا بأنه غيَّر جدوله بعد التخلي عن مشروع المشاركة مع السائق غيرلان شيشريه، وأضاف بيرين: "عندما اتصل بي ناني، في البداية كنت سأقول له بأنه تأخر كثيرًا، ولكنني ولأنني أعرفه منذ فترة طويلة، حيث كنا في نفس فريق (أكس رايد) مع غيرلان في سيارات باغي المخططة، لذا غيَّرت رأيي سريعًا لأنها كانت فرصة رائعة، لقد أنجز فريق (البحرين أكس رايد) عملًا كبيرًا خلال فترةٍ قصيرة، لذا كان علي إيجاد حلول سريعة، عبر توظيف أشخاص يتولون شأن الخيول، الكاد تمكنت من أخذ حقيبتي والركوب في أول طائرة مُتاحة".تُعتبر عملية اتخاذ القرار والتعامل سريعًا مع المُستجدات صفات ضرورية في الملّاح في رالي داكار.

انطلاقة جديدة لسولتريه
لم تعُد تلك الندبة القبيحة على الرسغ الأيمن للدرّا الفِرنسي زافييه دي سولترييه تُمثل سوى ذكريات أليمة، دفعته الحادثة لأن ينتفض سريعًا وينطلق للأعالي، أنهى دي سولترييه رالي داكار قبل عامين في المركز السابع في الترتيب العام وفاز بإحدى المراحل، ومن ثم بدأ نُسخة 2020 مع آمالٍ بأن يُنهيها على منصة التتويج، لقد اضطر الدرّاج القادم من مولان الانسحاب في المرحلة الرابعة بعد أن عانى من جرحٍ أثر بنسبة 80 بالمئة على العصب الكعبري. جلعلته هذه الإصابة حسّاسًا تجاه البرودة، قال دي سولتريه: "لقد عملتُ بجدٍّ مع اختصاصي العلاج الطبيعي من أجل استعادة قدرات يدي، لكن البرد يجعلها أضعف، علي ارتداء قفازات أسمك صباحًا". إذا أراد الزميل السابق للدرّاج الفرنسي أدريان فان بيفِرن الضغط بقوة فإنه سيكون لإنه أزاحَ حملّا ثقيلًا عن مكاهليه مع انتقاله إلى هاسكفارنا، وأضاف دي سولتريه: "لستُ ذلك الشخص الذي يُحبّ تغيير كل شيء، على العكس من ذلك تمامًا. مع ذلك أدركتُ هذا العام بأنها قد تكون خطوة كبيرة، استجمعت شجاعتي وشرحت الوضع للرُعاة وجعلتهم يلحقون بي. إنه سيناريو جديد يُعطينا شعورًا بالرضى، أشعر بالصميم أنني أصبحت أقوى"..
لقد جرّبَ زافييه دي سولترييه درّاجته طراز "450 رالي" خُصوصًا مع المراقبة الحثيثة من النمساويين. قال دي سولترييه: "لقد فزت بسباقٍ في تركيا هذا العام، وكان أدائي يدًا في رالي الأندلس رغم أن أدائي لم يكُن جيدًا نظرًا لارتكابي خطأً في اليوم الثاني".
الهدف الوحيد للدرّاج الفرنسي بذل أفضل ما لديه في مشاركته الثامنة في رالي داكار، ومن دون التخلي عن حلمه بالصعود لمنصة التتويج.

إطارات أقل لسباقٍ أكثر أمانًا
هنالك سُؤالٌ قديم بقدمِ سباقات الدرّاجات النارية: إلى أي مدى يُمكن للدرّاج القيادة سريعًا بدون أن يكون مُتهورًا؟ توصل رالي داكار لإجابةٍ لهذه المُعضلة في عالم رياضة السيارات، حيث يستخرج الدرّاجون أقصى نسبة من السرعة من درّاجاتهم في حين ينشغل بال المُنظمون بسلامةِ المُشاركين وتحظى بأعلى درجةٍ من الاهتمام. لقد توصل الدرّاجون والصانعون والمُنظِّمون والاتحادات وكل من له علاقة بذلك إلى حلِّ في لشبونة في فصل الخريف، سيعمل هذا الحلّ على جسر الفارق بين هذه الطموحات. يقول دايفيد كاستيرا "لقد أصبح واضحًا بأن الدرّاجات أصبحت أسرع هذه الأيام. إن محركًا حاليًا من أسطوانة واحدة سعته 450 سنتيمِتر مكعب يُقدم أداءً يُوازي أداء محرك من أسطوانتين سعته 800 سنتيمتر من أواخر الثمانينيات، وهو أسرع منه، هنالك مُقاربتين من أجل تعزيز السلامة. السلامة النشِطة من خلال تحسين الأدوات المُستخدمة، على سبيل المثال من خلال إلزام المشاركين باستخدام وسادة هوائية، كما يُمكن زيادة السلامة الراكدة من خلال تحديد السُرعة القصوى للدرّاجات والقوانين المشابهة. هنالك الكثير من الدرّاجين الذين يتسابقون كما لو إنهم في سباق موتوكروس، ولكن الراليات الصحراوية شيءٌ مُختلف كليًا، التركيز على التحمُّل والقدرة". ولهذا السبب لن يُسمح للدرّاجين الكبار باستخدام أكثر من ستّ مجموعات من الإطارات الخلفية خلال أيام الرالي. وأضاف كاستيرا: "لن يكون مُتاحًا أمام الراغبين بالفوز القيادة بسرعة قصوى على المسارات الصخرية، عليهم الاهتمام بمعداتهم لكي يتمكنوا من الوصول لخطّ النهاية".
سيكون خوردي بيريز - مسؤول السباق - مُكلَّفًا بوضع علامات على مجموعة الإطارات الستّة المُخصصة لكل درّاج وفق القاعدة الجديدة، قال الإسباني بأن 36 درّاجًا سيتأثرون بذلك، علمًا بأنه أيضاً يشغل منصب مدير الفحص التقني، وقال "ينبغي أن تكون جميع الإطارات من نفس الطراز وستوسم باستخدام أداة وسم ساخنة. كما سنضع عليها مُلصقات خاصة ولطخةً من طلاءٍ عاكس"، ووهذا الطلاء لن يُمحى بسهولةٍ من نتيجة الآثار الكاشطة لرمال في الصحراء السعودية.