يومان على البداية: التاريخ يُكتب في العلا


January 3 rd ٢٠٢٤ - 19:46 [GMT + 3]

 اجتمع متسابقو وطواقم رالي داكار 2024 في "مخيم النجوم" الذي يقع في ضواحي مدينة العلا العتيقة، وهاهم يستعدون الآن لبداية الرالي يوم الجمعة الموافق لـ 5 يناير 2024. ستنتظرهم مرحلة استعراضية لـ 29 كيلومتر والتي ستقودهم لمسار وصفه مدير الرالي دافيد كاستيرا بأنّه سيكون محموماً منذ البداية. وبالتأكيد أنّ الفائز بداكار في ثلاث مناسبات رينيه ميتج (1981، و1984 و1986)، الذي وافته المنية عن عمر 82 عاماً، كان ليعشق هذا المسار. في خضم الاستعدادات لصراع الصحراء، يقوم المتنافسون ومركباتهم بالخضوع للفحوصات الإدارية والفنية اللازمة والتي تمتدّ على يومين. ومع ذلك، لا زال الغموض يلف وضعية مايسون كلاين لأنّ دراجته لا زالت عالقة خلال عملية نقلها من الصين. تمّ تقديم أبرز المرشحين للفوز بمختلف الألقاب ضمن مؤتمر صحفي حيث أعلن على بداية موسم 2024 من بطولة العالم للراليات دبليو2آرسي، كما تمّ الإعلان عن انضمام صانع الساعات "ريبليون" لبطولة دبليو2آرسي كراعٍ جديد ومراقب الوقت الرسمي. تمّ استدعاء المرشحين للفوز بكلّ فئة في النسخة 46 من رالي داكار للتعبير عن طموحاتهم قبيل انطلاق المواجهة التي ستمتدّ لأسبوعين في السعودية. كما تُبرز الصورة الجماعية جيلاً جديداً من الأبطال، من ضمنهم بعض النجوم الصاعدة على غرار إيريك غوكزال وسيث كوينتيرو.

AL-ATTIYAH Nasser (qat), Nasser Racing, Prodrive Hunter, FIA Ultimate, FIA W2RC, LURQUIN Fabian (bel), Bahrain Raid Xtreme, Prodrive Hunter, FIA Ultimate, BAUMEL Mathieu (fra), Nasser Racing, Prodrive Hunter, FIA Ultimate, FIA W2RC, LOEB Sébastien (fra),
AL-ATTIYAH Nasser (qat), Nasser Racing, Prodrive Hunter, FIA Ultimate, FIA W2RC, LURQUIN Fabian (bel), Bahrain Raid Xtreme, Prodrive Hunter, FIA Ultimate, BAUMEL Mathieu (fra), Nasser Racing, Prodrive Hunter, FIA Ultimate, FIA W2RC, LOEB Sébastien (fra), © A.S.O./J.Delfosse/DPPI
AUTO - PARIS DAKAR 2002 - REST DAY - ATAR 020106 - PHOTO: FRANCOIS FLAMAND / DPPI N¡ 245 - JOHNNY HALLYDAY - RENE METGE NISSAN TERRANO - AMBIANCE - PORTRAIT
AUTO - PARIS DAKAR 2002 - REST DAY - ATAR 020106 - PHOTO: FRANCOIS FLAMAND / DPPI N¡ 245 - JOHNNY HALLYDAY - RENE METGE NISSAN TERRANO - AMBIANCE - PORTRAIT © Archive DPPI / DPPI

 دافيد كاستيرا: "سيرى البعض أنّ البداية كانت صعبة"
لم يأتي كلام دافيد كاستيرا من فراغ عندما حذّر جميع المشاركين في داكار 2024 بأنّ هذه ستكون النسخة "الأقسى في السعودية". حيث أشار مدير السباق بأنّه ستكون هناك ثلاث محطات عصيبة ستختبر المتسابقين ومركباتهم إلى أقصى الحدود. ستأتي الأولى بعد المرحلة الاستعراضية: "الأيام الثلاث الأولى ستكون بمثابة مراحل خاصة حقيقية دون راحة. وبدون شكّ، أريد أن يعلم المتسابقون بما ينتظرهم في قادم الأيام. البعض سيرى بأنّ البداية كانت صعبة لكن لا يمكنك إرضاء الجميع". إثر هذه المعاناة – أو ربّما لا – سيتوجب على المتشاركين استجماع قواهم لخوض غمار أسبوع أوّل لم يسبق له مثيل في الربع الخالي. "لم يسبق أبداّ لداكار أن يحظى بـ 600 كيلومتر من الكثبان الرملية على امتداد يومين. سيتولى دراجو الطليعة القيادة لحوالي 8 ساعات مستمرة، وهذا تحدٍّ لم يعرفوا له مثيلاً. سيكون اختباراً حقيقياً لمعرفة مدى تركيزهم وقدرتهم على التحمّل والاستمرار. أتمنّى أن تعلق السيارات في الكثبان أيضاً. سيكون ذلك ممتعاً، عليهم أن يعانوا أيضاً". حتّى إثر هذه التحديات المذهلة، لن تصبح متاهة العراقيل التي وضعها كاستيرا أكثر سهولة: "ستحملنا المرحلة 11 إلى التضاريس التي احتضنت المرحلة الثانية العام الماضي حيث عانت السيارات من انثقاب الإطارات. قمنا بذلك عن قصد، جاءت في وقت مبكر العام الماضي لكنها قد تضيف المزيد من الفوضى والإثارة مع نهاية رالي هذا العام. أريد سيناريو مفتوح قبل النهاية".

ماسون كلاين في سباقٍ مع الزمن لم يتمكن الدرّاج الأمريكي ماسون كلاين، نجم رالي داكار 2022 عندما أنهاه في المركز التاسع في فئة الدرّاجات النارية وكان أفضل الدرّاجين المبتدئين في تلك النُسخة، من التخلص من الفوضى التي عصفت به في موسم 2023. ظلّ ماسون دون مُطية لبقية الموسم بعد تعرضه لحادث أدى إلى خروجه من داكار 2023 في كانون الثاني (يناير)، ولم يُساهم فوزه في رالي دوس سيرتويس في البرازيل الصيف الماضي في تغيير ذلك، خطّط ماسون في الخريف المشاركة في رالي داكار للمرة الثالثة في فئة "الأصلي من موتيول" للدرّاجين المُستقلين، إنما تلقى مكالمةً هاتفية من شركة "كوف" الصينية لصناعة الدرّاجات النارية. لم يكن عقدًا مع الفريق المصنعي، بل مع فريقه الخاص "كور" الذي يعني اختصاره بالإنجليزية "كلاين للراليات الصحراوية". ومع ذلك، فإن هذا الحل الذي توصّل إليه في اللحظة الأخيرة لم يسِر كما كان مُخططًا له، ما زالت دراجة ماسون النارية في دبي، حيث تأخرت في الشحن بسبب الجمارك. غادرت شاحنة مغلقة مُخيّم المبيت هذا الصباح لإحضارها من الإمارات، وهي قريبة جدًا ولكن حتى الآن! لا يسَع ماسون إلا الجلوس منتظرًا فيما يمر الوقت، هناك ثلاثة خيارات مطروحة على الطاولة: الدعاء بأن تصل دراجته النارية قبل انتهاء موعد الفحص التقني بعد ظهر الغد، إنه الاحتمال الأفضل، أو المشاركة على متن درّاجة "كوف" مصنعية قديمة ليس متأقلمًا معها، وهذا خيارٌ بديل طرحته الشركة الصينية إنما يرفض ماسون التفكير فيه، أو العثور على دراجة "كاي تي أم" إضافية في مخيّم المبيت والعودة في اللحظات الأخيرة إلى درّاجةٍ يعرفها جيدًا، وهي خطته الاحتياطية.   قال ماسون: "لقد أمضينا ساعات طويلة في إعداد الدراجة، إنها طرازٌ جديد تمامًا لم يُعرض من قبل. كل شيء جديد عليها، المحرك والهيكل، كل شيء. لقد أمضينا حوالي 100 ساعة على مدار أسبوعين أو ثلاثة في تحضيرها. فحصت كل مِسْمَار، وشحّمت كل شيء، أنا وأبي فعلنا كل شيء، وكانت جاهزةً للانطلاق. أنا سعيد جدًا بنظام التعليق من شركة (شُوا) الذي أعدّه لي صديقي. الدراجة رائعة، وأنا سعيد جدًا بقوتها، إنها رائعة. لكنها عالقةٌ في الجمارك في دبي. لا أريد ركوب أي دراجة أخرى. ربما سأبدأ الرالي على متن درّاجة (كاي تي أم)، كل شيء مدفوع الثمن، وبحاجة دراجة فقط. أريد ركوب دراجتي (كوف)، التي أعددتها للمنافسة وأعرفها جيدًا. ليس هدفي إنهاء الرالي وحسب، بل لتسجيل نتيجة، هذا ما أستمتع به. إنه أمرٌ صعب ذهنيًا. توقعت وصول درّاجتي في الأول من كانون الثاني، إنما ها نحن في اليوم الثالث والموعد النهائي في اليوم الرابع [غدًا]، آمل أن نتمكن من إحضارها في الوقت المناسب. أشعر بالارتياح على هذه الدراجة، وأعلم أنني سأكون أسرع معها، إنه أمرٌ محبطٌ للغاية."  

رينيه ميتج، محارب داكار حقيقي
اهتز مخيم المبيت في العُلا بعد ظهر الأربعاء يوم بخبر وفاة رينيه ميتج، عن عُمرٍ ناهزَ 82 عامًا. رينيه من أساطير رالي داكار، ومن حقبة الرواد، وترك بصمته الكبيرة حيث فازَ بلقب الرالي ثلاث مرات، أعوام 1981 و  1984 و 1986، ثم أصبح مدير الرالي عامي 1987 و 1988، وحَلُمَ بالعديد من المغامرات التي نقلت عشاق الراليات الصحراوية الطويلة "رالي رايد" إلى أراضٍ جديدة، بما في ذلك رالي باريس - موسكو - بكين عام 1992، ورالي عبر الشرق عام 2008. اشتهر رينيه بمآثره مع بورشه، إنما يعتزُ دايفيد كاستيرا بذكرياته معه عندما عمل مُنظمّا: "سأتذكره فنانًا، ومتحمسًا أراد إظهار شغفه. لقد شاركت في أول رالي كبير لي - رالي باريس - موسكو - بكين في عام 1992.كان قادرًا على اصطحاب الناس إلى أماكنٍ لم يرتَدها أحدٌ من قبل. وغنيٌّ عن القول أنه كان مصدر إلهام لي". واصل رينيه التعبير عن شغفه برالي داكار بجذب جوني هاليداي للمشاركة على المسارات والكثبان الرملية في أفريقيا في عام 2002، وكذا الصحفي برنار شوفالييه وقراء صحيفة "ليكيب" من عام 2004 إلى عام 2006. وتعاون رينيه في مشاركته الأخيرة، في عام 2007، مع إيفان مولر، الذي كان حينها رياضيًا في سباقات التزلج على الثلج. ما زال إرثه حيًا في رالي داكار 2024، حيث سيتنافس فريقان في فئة "رالي داكار الكلاسيكي"، وهما حاملا اللقب الثُنائي خوان موريرا وليديا روبا والثنائي الفِرنسي فريديريك لار وجيريمي آثيمون - في سيارتي بورشه 959 طبق الأصل لسيارته التي شارك فيها في نُسخة 1986. تتقدم الفرق المشاركة في رالي داكار بتعازيها لابنته إيلودي، التي كانت ملّاحته في نُسخة 2003، ولبقية أحبائه.

تويوتا تعلب ورقة اليافعين
لا يفتقر أوفردرايف ريسينغ وتويوتا غازو ريسينغ لمجموعة مخضرمة من السائقين قادرة على تحقيق الفوز إثر أسبوعين من التسابق، على غرار جينيل دي فيليه ويزيد الراجحي وغيرلان شيشاريت، الذين يستعدون لخوض المعركة على اللقب. وفي الوقت ذاته، تنظر هذه الفرق للمستقبل، حيث سيتولى ثلاثة سائقين لا تتجاوز أعمارهم 24 عاماً قيادة سيارات هيلوكس، ويحذوهم الأمل لترسيخ أسمائهم في الرياضة على المدى القريب والمتوسط. كما يخوض خوان كروز ياكوبيني بالفعل مشاركته الرابعة في داكار، لكن مع سجلّ أقوى هذه المرة بعد حلوله ثالثاً في بطولة العالم العام الماضي. وقال الأرجنتيني الذي حلّ سابعاً في نسخة العام الماضي: "لديّ صورة أوضح عن إمكانياتي إثر موسم دبليو2آرسي الذي اكتسبت منه السرعة والثقة بالنفس. ستنتظرنا الكثير من الكثبان الرملية ويعجبني ذلك، سيمنحني ذلك على الأرجح أفضلية مقارنةً بأولئك الذين سينقضون عليها للمرة الأولى". من الغريب أن تصف سيث كوينتيرو بالمبتدئ، لأنّ صاحب الـ 21 عاماً يمتلك في رصيده 20 فوزاً بالمراحل في ثلاث نسخ. وبعد هيمنته على فئة تي3 حيث حقق لقب بطولة العالم، ينتقل كوينتيرو للمنافسة ضمن الفئة العليا في الرالي، إذ قال: "أنا جديد كلياً على عالم تي1+، حيث لم تسبق لي المشاركة ضمن هذه الفئة. الحلم سيكون الفوز بالرالي، لكن يجب أن أكون واقعياً، الهدف هو إكماله. أعتقد بأنّنا أبرزنا وتيرتنا عندما نافسنا ناصر العطية في باها دبي، وقد كان ذلك رائعاً. إذا نسجنا على نفس المنوال، سنرى ما سيحصل خلال الأسبوع الثاني". أمّا أصغر السائقين في الفريق فهو سعود فاريوا، الذي هو على الأرجح أصغر سائق يقود إحدى سيارات المقدمة. كما أنّه ابن سمير فاريوا، الذي شارك في داكار في مناسبتين ويدير حالياً الشركة التي تقوم بتطوير سيارات هيلوكس تي1+. وبالرغم من أنّه بدأ مسيرته على الحلبات لكنه حقق بالفعل منصة تتويج في إحدى جولات جي تي ريسينغ في جنوب أفريقيا مع دي فيليه ولاتيغان. وقال سعود: "الهدية التي منحني إيّاها والدي هي بمثابة حلم أصبح حقيقة. التواجد في فريق مصنعي في سنّ الـ 18 أمر جنوني. أنا صغير جدّاً وخبرتي مع سيارات الراليات الصحراوية تمتدّ لسبعة أشهر فقط، لذلك ليست هناك أيّة ضغوطات مسلطة عليّ. إنّها أفضل طريقة تبدأ بها رالي داكار".  

تنقيح نظام المكافآت الزمنية
حظي سباق الدراجات النارية بنظام مكافآت منذ نسخة العام الماضي لتقليص السلبيات التي يعاني منها الدراج الذي يفتتح الطريق في المرحلة الخاصة، أي بعبارة أخرى الدراج الفائز بالمرحلة السابقة. كونه الدراج الأوّل الذي سينقض على المسار سيتحتّم عليه تأدية مهام الملاحة دون أيّة أثار لاقتفائها والاستدلال بها وعادةً ما يخسر الكثير من الزمن لفائدة ملاحقيه. في السابق، كانت المكافآت الزمنية تُمنح حسب المقاطع للدراجين الثلاثة الأوائل حيث تصل لـ 1.5 ثانية لكلّ كيلومتر على امتداد كامل المسافة المحتسبة. أّما هذا العام، سيتمّ احتساب المكافآت للدراج الأوّل المنطلق، ومتى كان ذلك ممكناً، كامل المجموعة التي معه إذا كان بقية الدراجين في نطاق 15 ثانية. علاوةً على ذلك، تمّ تحديد قدر المكافآت بثانية واحدة لكلّ كيلومتر وينطبق ذلك على جميع الدراجين في المجموعة ولا زالت تُمنح حسب المقاطع، لكنها تمتدّ تقريباً على كامل مسافة المرحلة الخاصة. أعرب الدراجون بالفعل عن ترحيبهم بالنظام القديم لكنّهم يعتقدون أنّ النسخة الجديدة أفضل، حيث شرح أدريان فان بيفيرين، أحد المشاركين الطامحين للاستفادة من هذا النظام، قائلا: "خلال بطولة العالم للراليات دبليو2آرسي لم يعمل هذا النظام على كافة المسارات. تصبح المكافآت الزمنية ذات أهمية خاصةً على المسارات الوعرة. أعتقد بأنّ تقليص مقدار المكافآت ومنحها للدراج الأوّل ومن حوله هو خطوة في الاتجاه الصحيح. سيصبح السباق أكثر أماناً عبر حذف الحافز لتحقيق المركز الأوّل مهما كلّف الأمر. ومن الناحية الذهنية، سيشجعنا ذلك على مساعدة بعضنا البعض على صعيد الملاحة وتفادي الجدل".

دراجة هوندا جديدة لاسترجاع أمجاد الماضي
عادت هوندا لرالي داكار في 2013 بعد غياب دام لـ 24 عاماً، حيث استغلت النسخة الأولى لجمع البيانات قبل إطلاق دراجة "سي آر أف 450 رالي" في 2014 من تطوير "إيتش آر سي". وبعد مرور عقدٍ من الزمن سيستفيد دراجو فريق مونستر إنرجي هوندا المصنعي، ما عدا الوافد الجديد توشا شاراينا، من مركبات الجيل الثاني التي لا زالت مصنعية بالكامل. ووصف بابلو كوينتانيا، الذي كان جزءاً من عملية التطوير منذ اليوم الأوّل، الدراجة بأنّها: " خفيفة وسهلة القيادة مع المزيد من القوة وعزم الدوران، الأمر الذي سيسهل عليها عبور المقاطع التقنية والكثبان الرملية". على غرار كيه تي أم، التي اعتمدت جيلها الجديد منذ نسخة 2022 من رالي داكار، جاء هذا التحديث على حساب الثبات. هل وجدت هوندا التوازن المثالي لتكرار فوزها في نسختي 2020 و2021 مع ريكي برابك وكيفين بينافيديس؟ هذا حتماً ما يطمح إليه بطل العالم للمصنعين في مناسبتين منذ 2022 ضمن رالي داكار وبطولة العالم للراليات دبليو2آرسي.

Illustration during the Top Competitor conference of the Dakar 2024 on January 3, 2024 in Al-Ula, Saudi Arabia
Illustration during the Top Competitor conference of the Dakar 2024 on January 3, 2024 in Al-Ula, Saudi Arabia © A.S.O./Julien Delfosse/DPPI

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي

احصل على معلومات حصرية