رياح التغيير تهبّ قبل انطلاق رالي داكار بيومين
January 1
st
٢٠٢٥
- 19:37
[GMT + 3]
* بدأت إجراءات الفحص الإداري والتقني في مخيم المبيت الضخم ضمن مدينة بيشة جنوب غرب المملكة العربية السعودية. من بين المنافسين على لقب السيارات في النسخة السابعة والأربعين من رالي داكار، هناك ثلاثة فرق تتنافس بسيارات جديدة كليًا: داسيا ساندرايدر، فورد أم سبورت رابتور، وميني إكس رايد المزودة بمحرك بنزين.
* تغييرات مهمة أيضًا تشهدها فئة الدراجات النارية، حيث يطمح المصنّع الهندي هيرو لتحقيق نجاح كبير، بقيادة بطل العالم روس برانش. في الوقت نفسه، تتجه الأنظار نحو النجم الإسباني الصاعد إدغار كانيت، الذي انضم إلى فريق كاي تي أم بعمر 19 عامًا فقط.
* يدعم رالي داكار الجيل الجديد عبر جميع المستويات. يواصل برنامج تشالنجر التابع لـ ريد بُل، الذي قدّم أسماءً بارزة مثل سيث كوينتيرو وغيوم دي ميفيوس، ضخّ المواهب الواعدة. وفي الوقت ذاته، يهدف برنامج الجيل السعودي القادم إلى إطلاق مسيرة السائقين السعوديين الشباب بالتزامن مع الرالي.
* من أبرز محطات نسخة 2025، الظهور الأول المرتقب للثنائي توبي برايس وسام ساندرلاند ضمن فئة السيارات. كلاهما بطل سابق في فئة الدراجات النارية، ولكنهما ينطلقان لخوض مغامرة جديدة على أربع عجلات خلف مقود سيارة تويوتا هايلوكس.
* يشهد رالي داكار أيضًا انطلاقة الموسم الرابع من بطولة العالم للراليات الصحراوية (W2RC)، التي ستُقام طوال عام 2025 عبر خمس جولات. ومن أبرز الإضافات في الروزنامة: رالي سفاري جنوب أفريقيا. كما عُقد مؤتمر تقديمي مع منظمي الجولات الخمس، بحضور السائقين والفرق المشاركة في البطولة.
ناصر العطية: نحتاج لإستراتيجية مناسبة
من بين الفرق الثلاثة التي ستصطف على خطّ البداية مع مركبات جديدة، برهنت سيارات داسيا ساندرايدرز عن تفوقها مع هيمنتها على مجريات رالي المغرب. هدفها هو تحقيق العلامة الكاملة خلال مشاركتها الأولى، على غرار ما قام به آري فاتانين في أيام سيطرته مع بيجو ومن ثمّ سيتروين. ويقود حملتهم لا أحد غير الفائز بداكار في 5 مناسبات ناصر العطية. بعد انسحابه غير المنتظر العام الماضي، يعقد القطري العزم في التربّع مجدّداً على القمة على امتداد الأسبوعين القادمين. "حظينا بعام جيّد، فزنا بالبطولة وحققنا الثنائية في رالي المغرب" قال القطري. وأضاف: "نسير في الطريق الصحيح. قظينا الكثير من الوقت في الاختبارات لذا لدينا الأدوات اللازمة للفوز في داكار، لكن ينبغي أن نكون أذكياء حيال ذلك". قدرة العطية على تحليل المسار جعلته يفكر فيما ينتظره: "يبدو بأنّنا سنقوم بداكار بشكل عكسي. سنبدأ بمرحلة طويلة ثمّ مرحلة 48 ساعة وبعدها مرحلة أخرى طويلة. الأسبوع الأوّل يبدو كأسبوع ثانٍ في داكار، لذا سنحتاج لاستراتيجية مناسبة كي تبلغ السيارة يوم الراحة وهي حالة جيّدة وسليمة". من جهته لا زال زميله سيباستيان لوب يسعى لتحقيق لقبه الأوّل في داكار. ويطمح أن تكون مشاركته التاسعة البوابة لتحقيق ذلك والانضمام لنادي الفائزين بداكار. ومع تبقي يومين على المرحلة الاستعراضية، يخشى لوب أكثر المفاجآت التي يُخفيها المسار في طياته عوضاً عن خبرته الضئيلة مع المركبة الجديدة. إذ قال: "بالنسبة لمرحلة 48 ساعة يبدو أنّه ستكون هناك منطقة للخدمات ما يعني بأنّنا سنواجه مخاطر حقيقية على صعيد التعرض لثقوب الإطارات في القسم الأوّل. من جهتنا الأمر منوط بتقديم سباق خالٍ من الأخطاء. وما تبقّى فهو خارج عن سيطرتنا. يبدو كلّ شيء على ما يرام، لكن الرالي طويل وقاسٍ حيث بالإمكان وقوع أيّ شيء".
روس برانش: صعود البطل
لقد حان الوقت لتصحيح المسار. بالرغم من أن الدرّاج البوتسواني روس برانش كان الأكثر ثباتًا في بُطولة العالم للراليات الصحراوية موسم 2024 إلا أن وصيف رالي داكار 2024 لم يفز بأي رالي في الموسم الماضي. في الواقع، تتضمن سيرته الذاتية المثيرة للإعجاب فوزًا واحدًا فقط بلقب رالي كازاخستان 2021. هذا العام، يخوض روس رالي داكار مع الرَّقْم 1 على درّاجته التي تدل على مكانته بطلًا للعالم. إنه عازم على إثبات أنه وصوله للمركز الثاني بعد 12 مرحلة خاصة إلى الشبيطه لم يكن صدفةً: "سيبدأ الجميع من الصفر. يقول الكثير من الناس إن حمل الرقم 1 يضيف ضغوطًا، لكنني أراه شرفًا. شيء واحد مؤكد، نشارك جميعًا للفوز به، وأنا بالتأكيد لست هنا لإنهاء الرالي في المركز الثاني". يهدف فريق "هيرو موتوسبورتس" لضم الكثي من المواهب، وأن تصبح سابع شركة مصنعة للدراجات النارية تفوز بلقب رالي داكار. يضم الفريق الآن الدرّاجين التشيلي خوسيه "ناتشو" كورنيجو، الذي شارك في رالي داكار عشر مرّات وهو في الثلاثين من عمره فقط، وسيكون القائد البديل للفريق الهندي. يقول ناتشو، الذي غادر فريق هوندا بعد ستة مواسم: "بعد كل هذه السنوات، لا ضير في تغيير الفريق، فهو يمنحنا دفعة جديدة من التحفيز. لدينا ثلاثة متسابقين سريعين [بما في ذلك سيباستيان بوهلر]. الفريق قوي وآمل أن تسير الأمور على ما يرام لنا جميعًا في داكار".
دانيال ساندرز: أنا هنا لمساعدة كاي تي أم على استعادة اللقب
تجاهل دانيال ساندرز السؤال عمّا إذا سيُصبح الأسترالي الثاني الذي يفوز في داكار. "هذه مشاركتي الخامسة ولم أصل حتّى لمنصة التتويج. سنرى ما سيحصل، سيكون سباقاً صعباً مع أسبوع أوّل محموم. يجب أن نبدأ بشكل جيّد ونتفادى الأخطاء". وبالطبع يأمل "تشاكي" في السير على خُطى مواطنه توبي برايس، الذي حصد الفوز في 2016 و2018 – وهذا ليس مجرّد حلم بالنسبة له. فهو يشارك مع كاي تي أم، ذات الفريق الذي خوّل برايس تحقيق انتصاراته. علاوةً على ذلك، ساندرز في أفضل حالاته بعد الفوز برالي المغرب الأخير: "شاركت في داكار العام الماضي وكنت لا أزال أعاني من مخلفات كسر في الساق لذا لم تكن تطلعاتي كبيرة" أشار الأسترالي. وأضاف: "أصبح ذلك في طيّ النسيان الآن. أنا جاهز من الناحية البدنية وأحب الدراجة الجديدة كثيراً. أداؤها أفضل على الرمال والتضاريس الصخرية". الآن وبصفته دراجاً لفريق كاي تي أم فاكتوري، أصبح "تشاكي" يلعب ذات الدور الذي كان يلعبه برايس ويُرحِّب بحجم التطلعات المسلطة عليه: "ركوب الدراجة البرتقالية يعني حمل راية الشركة الأمّ" قال الدراج الذي شارك العام الماضي تحت لواء غازغاز، التابعة أيضاً لمجموعة بيرير موبيليتي. وتابع: "أنا هنا للتألّق ومساعدة كاي تي أم على استعادة اللقب". ويقود جوردي فيلادومز، مدير الفريق، حملة كاي تي أم لتحقيق لقبها العشرين في داكار مع انتدابه لتشكيلة قوية. فبالإضافة لساندرز نجد أيضاً الأخوين بينافيديس، لكن الشكوك لا زالت تحوم حول كيفن الذي تعرض لإصابة قوية منتصف الموسم. وبالتفكير على المدى البعيد، انتدب أيضاً النجم الساطع إدغار كانيه. حيث يُعتبر الكاتالوني البالغ من العمر 19 عاماً، والذي أحرز المركز السابع في رالي المغرب، أصغر المتسابقين.
الفتيان الذهبيان
ثنائي ديناميكي يتألقان في اعتزالهما. وضع توبي برايس وسام ساندرلاند حدّا لمسيرتيهما الحافلتين في فئة الدراجات النارية بعد تحقيق كلٍّ منهما لقبين في داكار. وفي حين سيتركان فراغاً كبيراً ضمن الدراجات، ها هما يعودان من جديد لمخيم المبيت لكن هذه المرة كزميلين على متن سيارة تويوتا هيلوكس التي أوقدت بالفعل فضول المشجعين. وكان الأسترالي، الذي ركز على الانتقال لفئة السيارة منذ بضعة أعوام، مؤسس هذه الشراكة مع زميله السابق في كاي تي أم. "بعد يوم طويل على الدراجات تشعر بالبرد وتجد الكثير من الحجارة، كانت الأمور معقدة على الدراجات" أشار ساندرلاند. وأضاف: "كنا نفكر كيف ستكون الأمور رائعة على متن سيارة وعبور التضاريس الصخرية بسرعة. كما تعلمون فقد اعتزلت. وتوبي أيضا اعتزل المشاركة ضمن الدراجات وفي يوم من الأيّام أرسل لي رسالة يسألني فيها عمّا إذا كنت أرغب في المشاركة معه ضمن السيارات وها نحن هنا". ترك العديد من الدراجين بصمتهم ضمن فئة السيارات في داكار، من بينهم هوبرت أوريول، ناني روما، ستيفان بيترهانسل، سيريل ديسبريس والآن لايا سانز، التي حققت المركز الـ 23 خلال مشاركتها الأولى ضمن فئة السيارات في 2022. ويتطلع توبي برايس للتحدّي أمامه حيث قال: "سنبذل أقصى ما لدينا ونسعى لتحقيق نتيجة قوية. نريد الاستمتاع بذلك لكن أمامنا الكثير لتعلّمه. مركز ضمن العشرة الأوائل يبدو هدفاً مناسباً بالنسبة لنا". وشاطره ساندرلاند الرأي: "قظينا الكثير من الوقت سوياً على امتداد السنوات العشر الأخيرة. ونعلم حقيقة داكار حيث أحرز كلٌّ منّا لقبين فيه. لا أعتقد أنّه سبق وجود ثنائي مثلنا في فئة السيارات. يمتلك توبي بالفعل خبرة على صعيد القيادة بينما أتفوق أنا في الملاحة. أعتقد بأنّ هذا مزيج جيّد من المهارات. إذا بلغنا خطّ النهاية دون الكثير من المشاكل فسنكون في مركز جيّد".
انسجام العمل بين دي ميفيوس وبوميل
سيُشارك السائق البلجيكي غيوم دي ميفيوس مع الملّاح الفِرنسي ماتيو بوميل في سيارة ميني "جون كوبر ووركس 3.0 آي" من تحضير فريق "إكس رايد". ويُمكن أن تكون هذه التركيبة رابحةً عند الوصول لخطّ النهاية في الشبيطة. يمزج هذا الثنائي بين الشباب المُندفع والخبرة المُحترفة، ويجذب الأنظار. انضم ماتيو، الفائز بلقب رالي داكار خمس مرات مع ناصر العطية، إلى غيوم الصيف الماضي. أحدث البلجيكي ضجة في نُسخة 2024، حيث أنهاها في المركز الثاني في الترتيب العام في أول ظهور له في فئة "ألتيمايت". كرّر غيوم هذه النتيجة في وقتٍ لاحق من العام في رالي المغرب الصحراوي في سيارة ميني "إكس رايد" ديزل فئة "تي 1+" وبالرغم من التغييرات الهائلة خلال الموسم، إلا أن مسار سليل عائلة دي ميفيوس ما زال ثابتًا. في غضون يومين، سيكتشف غيوم سيارة ميني الجديدة التي تعمل بالبنزين، وقد كشف الفريق الألماني أول مرةٍ عن السيارة الجديدة في أكتوبر مع السائق غيرلان شيشيريه.
قال غيوم عن السيارة الجديدة: "تُجسّد سيارة ميني هذه الشكل المتطور لسيارة خاضت المنافسات سنوات. لقد قدمنا ابتكارات تجعلها مختلفةً بشكل كبير، لكننا لسنا في نفس القارب مع داشيا أو فورد. فورد الوافد الجديد الحقيقي، تليها داشيا، التي ما زالت تطويرًا لتصميمٍ موجود. ثم، هناك نحن، وأخيرًا، تويوتا، التي تتمسك بقاعدة أثبتت نجاحًا. هذه ثاني مشاركة لي في رالي داكار في فئة ألتيمايت، وأهدف إلى إنهائه ضمن الخمسة الأوائل، وسيكون من الأضل إنهاء الرالي على منصة التتويج. إذا كان هناك قتال من أجل النصر، فسننخرط فيه ". يتحدث دي ميفيوس بصيغة الجمع لأنه يعتمد على الخبرة الواسعة لماتيو بوميل، الذي لديه وجهة نظره الخاصة حول التحديات الفريدة للنسخة الـ 47 من رالي داكار، حيث قال: "إن هذا الرالي مختلف لأنه الدراجات النارية لن تنطلق قبلنا في ست مراحل. وهذا من شأنه أن يقلب الموازين. لقد تعاملنا مع تضاريس صخرية ومراحل زمنية مدتها 48 ساعة في السنوات الأخيرة، ونحن نعتاد على ذلك. وسيكون مفتاح هذا العام هو مركزنا خلال تلك المراحل دون الدراجات النارية في المقدمة". يبدو أن هنالك انسجامًا في العمل بينهما في أول مشاركة لهما معًا في رالي داكار. يشعر بوميل، الملاح الأنجح في هذه النُسخة، بالتفاؤل، حيث خَتم بالقول: "لقد قطعنا فعلًا 3000 كيلومتر معًا، ووصلنا إلى مستوى من الثقة يتجاوز أي شيء يمكن أن نتخيله في هذه المرحلة".
فريق ريد بُل أوف رود للناشئين: قوة الشباب وأعضاء جُدد
إنها صيغة مُجرَّبة ومُختبرة. استثمرت ريد بُل بجرأة منذ عام 2019 في تطوير المواهب الشابة عبر برنامَج التدريب المخصص لرالي داكار، حيث أشرت السائقين الناشئين في فئة التحدّي "تشالنجر" من أجل إتقان فن التسابق على أعلى مستوى. يستمر خط الإنتاج في تقديم أبطال مثل غيوم دي ميفيوس وسيث كوينتيرو وميتش غوثري وكريستينا غوتييريز، وهم الآن جميعًا مُشاركون في فئة "ألتيمايت" العُليا. فيما يخص موسم 2025، سيُشارك السائقان البُرتُغالي غونزالو غويريرو والأمريكي كوربين ليفيرتون في سيارتي "تاوروس تي 3 ماكس"، ويُدرك كلاهما تمامًا للفرصة المذهلة التي تنتظرهما في المملكة العربية السُّعُودية. لم يصل غونزالو، البالغ من العمر 24 عامًا، ولفت الأنظار فعلًا في جولات الباخا الأوروبية، إلى رالي داكار بالصدفة: "أنتمي إلى عائلة تُحب الرالي. أتذكر مشاهدة داكار في عام 2007 بالقرب من بورتيماو، حتى لو كانت الذكريات غامضةً بعض الشيء. كنت أعلم دائمًا أن هذا اليوم سيأتي، إنما لكنني لم أتخيل أبدًا أن يحدث ذلك قريبًا". بعد دعوته سرًّا إلى عملية الاختيار في المغرب في سبتمبر، تعيّن عليه الانتظار حتى نوفمبر للحصول على المكالمة التي تؤكد ضمه للفريق. ينطبق الشيء نفسه على كوربين ليفيرتون، الذي تلّقى الأخبار السارة في منزله في كاليفورنيا. "كانت لحظة خاصة جدًا لأنني شعرت أن الاختبارات سارت على ما يرام، ولكن كان هناك اعتبار رئيس آخر: زوجتي حامل ومن المقرر أن تلد طفلنا الأول في 19 يناير". لذا فإن عام 2025 سيكون محوريًا للسائق الذي سيُشارك في رالي داكار أول مرة وينتظر طفله الأول، مع وجود هدفين رئيسين في الأفق: "يشكل رالي داكار تحديًا هائلًا، لذا فإن الهدف الرئيس هو إنهاء الرالي. لم أعرف عن هذا الرالي إلا منذ بدأت المشاركة فيه، وبالطبع منذ بدأت متابعة أداء صديقي سيث كوينتيرو، الذي تسابقت معه كثيرًا في الماضي. وأعلم أن هذه فرصة العمر".
فئة الأصلي من موتيول: إطارات أقل ومخاطر أعلى
في مُخيّم الانطلاقة في بيشة تهب رياح التغيير عاصفةً في أروقة فئة "الأصلي من موتيول" المُخصصّة للدراجين الذين يتمتّعون بالجرأة لاجتياز الصحراء السُّعُودية بمفردهم. تفرض قواعد نُسخة 2025 قيودًا أكثر صرامة على استخدام الإطارات الاحتياطية، ما يُضيّق الخناق على فئةٍ صعبة فعلًا. إضافةً إلى السماح للدرّاجين المُخضرمين بالتسجيل في هذه الفئة، أحدهم الدرّاج الفِرنسي بنجامين ميلو، الذي شارك في رالي داكار خمس مرات ميكانيكيًا للدراجات النارية، وسبع مشاركات في فئة "الأصلي من موتيول"، إذ قضى نُسخة العام الماضي في ذيل الترتيب العام بسبب نتائجه السابقة. الآن، عاد بنجامين إلى المنافسة، حيث رحّب بهذه التغييرات: "لقد أنهيت نُسخة 2020 في المركز الثاني، والمركز الثالث في النُسختين التاليتين (2021 و2022). إنما لم أتمكّن في العام الماضي من تحقيق هدفي بالفوز، حتى لمرةٍ واحدة. أعادتني القواعد الجديدة إلى التصنيف وأضفت إثارةً على التحدي. في هذه الأيام، أصبحت الدراجات ذات جدارة تشغيل عالية لدرجة أن الصيانة التي يتوجّب القيام بها أصبحت أقل وأقل. لن يكون تحديد عدد الإطارات بست مجموعات سيئًا للغاية، كنت أستخدم ثمان مجموعات إجمالًا. الفرق الحقيقي هو أنه يتعين علينا تركيبها بأنفسنا، الأهم من ذلك، يقتصر الأمر على مجموعة واحدة فقط من العجلات المعدنية الاحتياطية. ستُطبّق عقوبة إضافة 10 دقائق على توقيت الدرّاج عند استعماله عجلة معدنية إضافية، مثلًا إذا انكسرت العجلة الأمامية، وهي المشكلة الأكثر شيوعًا. سيجبرنا هذا على إدارة الأمور بعنايةٍ أكبر: على المسار لتجنب إتلاف العجلات المعدنية، وفي المساء لكي نُقرّر إعادة استعمال إطار وتوفير الإطارات الجديدة للمراحل الأخيرة". يضع الرجل من جورا نُصْبَ عينيه الفوز بلقب فئة "الأصلي من موتيول". وعلى غرار النُسخ السابقة، سيتعيّن عليه التنافس مع منافسين من عيار عمانوئيل جينيس وخافي فيغا وجيروم مارتيني.
نهوض التنين
عندما ظهرت شركة كوف الصينية لأول مرة في رالي داكار عام 2023، أذهلت عالم الرالي عبر جلب ثلاث دراجات نارية، تمكنت جميعها من الوصول إلى خط النهاية مع سائقين من الصين. في مشاركتها الثانية العام الماضي، تركت بصمة لا تُنسى بفضل أداء مايسون كلاين الذي نافس المتصدرين خلال المراحل الأولى على دراجة من الجيل الجديد من كوف، لكنه انسحب في المرحلة السادسة.
تعود كوف هذا العام، بقوة مع 11 دراجة نارية ضمن قائمة المشاركين، مما يضعها في المرتبة الثانية بجانب هوندا كأكبر فريق ضمن فئة الدراجات النارية. هذا الصعود الصاروخي يتماشى مع الوتيرة التي يأمل مايسون كلاين، قائد فريق كوف ريسينغ المصنعيّ، في تحقيقها مع زميله نيلز ثيريك.
يقول كلاين: "بالنسبة لي، أشعر أن الدراجة مختلفة، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنني لا أستخدم نفس نظام التعليق مثل العام الماضي. لقد تطور كل من الهيكل والمحرك، وأصبحت الدراجة أكثر رشاقة وثباتًا في الوديان الكبيرة، وهو أمر مهم جدًا لزيادة ثقتي. لقد أمضيت شهورًا في العمل عليها، مع ساعات وساعات من التجربة. كل هذه الخبرة ستكون مفيدة للغاية". ويكمل الفريق الرديف بقيادة سونيير سونيير وعدد من السائقين الهواة أسطول كوف.
وعلى خطى كوف، تنطلق شركة هوتو الجديدة في داكار مع ثلاث دراجات نارية، ما يرفع إجمالي المشاركات الصينية إلى 14 دراجة، أي ما يعادل 10% من فئة الدراجات النارية!
هوتو، التي استوحي اسمها من الكلمة الصينية "الجمل"، طوّرت هيكلها الخاص وتشارك لأول مرة بدراجات مجهزة بمحركات كاي تي أم. يضم فريق هوتو فاكتوري ريسينغ اثنين من السائقين السابقين لفريق كوف، كزافييه فليك وفانغ شيانغ ليانغ، بالإضافة إلى أروناس غيلازنيكاس، الفائز مرتين بفئة أوريجينال باي موتول (2021 و2022). بينما يبقى المركز السادس والأربعون الذي أحرزه سونيير سونيير عام 2022 أفضل نتيجة لدراجة نارية صينية في داكار، والتحدي الأكبر لتحطيمه في شبيطة هذا العام.
برنامج الجيل السعودي القادم ينطلق على المسار
حان الوقت! حتى الآن، كانت مبادرة برنامج الجيل السعودي القادم تستكشف المواهب الواعدة على مسرح المسارات الوعرة في المملكة بحثًا عن سائقين يمتلكون الموهبة لتكرار إنجازات يزيد الراجحي، ياسر سعيدان، ودانية عقيل. وقد تم اختيار خمسة فرق واستدعاؤهم إلى بيشة. استقبلهم إدواردو موسي، الدراج السابق في رالي داكار والذي تحول لاحقًا إلى ملاح ويشغل الآن مركز المدرّب لهذه المجموعة. حيث أوضح الإيطالي: "هدفنا هو تحويلهم إلى محترفين قادرين على التألق في بيئة رالي داكار، لكن التحدي يتجاوز مجرد مهارات القيادة". وأضاف: "السرعة أمر رائع، ولكن يجب أيضًا أن تعرف كيفية العمل كفريق، والحفاظ على المركبة، والتحدث إلى وسائل الإعلام، وما إلى ذلك. سنقيّم هذه المهارات على مدى خمسة أيام". وقد حصلت الفرق الخمسة بالفعل على فرصة لتجربة مركبات Yamaha YXZ 1000 R التي سيتنافسون على متنها. وبالتزامن مع الاختبارات الخاصة التي أجراها سائقو رالي داكار، بدؤوا العمل على مسار يبلغ طوله 50 كيلومترًا. وأشار "البروفيسور إيدو" إلى أن: "مستوياتهم وطبائعهم مختلفة تمامًا. بل رأينا أحدهم يضغط بقوة خارجًا عن المسار، لكن هذا أمر متوقع". الهدف ما زال بعيدًا، لكن هؤلاء المتدربين يدرسون الآن مسار المرحلة الاستعراضية، التي سيخوضون غمارها صباح الغد.