منافسات الدراجات النارية: رسم معالم عالم جديد
December 26
th
٢٠٢٤
- 20:20
[GMT + 3]
- تضم قائمة المشاركين 136 متسابقًا مستعدين لخوض مسار يمتد على طول 7,706 كيلومترات، بما في ذلك 5,146 كيلومترًا من المراحل الخاصة التي ستشهد معركة اللقب في النسخة الـ 46 من رالي داكار
- انتقل توبي برايس وسام ساندرلاند إلى ميادين جديدة، مما يترك بطلين سابقين فقط في المنافسة هما كيفين بينافيديس وريكي برابيك، حيث يسعيان لتحقيق النجاحات رغم تعرضهما لحوادث كبيرة في وقت سابق من عام 2024.
- هذا ما يفتح الباب على مصراعيه للمنافسة على اللقب، حيث يسعى بطل W2RC روس برانش لمواصلة تألقه وتحقيق تقدم مع المصنّع "هيرو"، الذي جلب ناتشو كورنيخو إلى صفوفه. بينما تبقى هوندا جزءًا من المعادلة مع أدريان فان بيفيرين وتوشا شارينا، اللذين يطمحان للفوز بأول لقبين لهما في داكار. أما ضمن صفوف فريق "كاي تي أم" فإن الأداء القوي لـ دانيال ساندرز، الفائز برالي المغرب، يعد بإضافة المزيد من الإثارة إلى المنافسة، بينما يستعد الإسباني إدغار كانيت البالغ من العمر 19 عامًا ليصبح أصغر دراج مصنعيّ في تاريخ هذه الفئة.
- يحاول الهندي هاريث نواه، الذي أصبح الآن دراجًا ضمن صفوف فريق "شيركو"، الدفاع عن لقبه في فئة رالي 2 أمام منافسين من أمثال رومان دومونتييه ومايكل دوكيرتي.
قلةٌ هم الدراجون الذين فازوا برالي داكار وهم يحملون الرقم 1. آخر بطل تمكن من الدفاع عن لقبه بنجاح في فئة الدراجات النارية هو مارك كوما في عام 2015، عندما أضاف أحدث ألقابه إلى مجموعته التي تضم خمسة جوائز طوارق، والتي باتت الآن مصدر فخر كبير له. وبعد عقد من الزمن، وعلى عكس التوقعات التقليدية (والإحباط الذي واجهه ريكي برابيك)، سيكون بطل (W2RC) روس برانش هو من ينافس تحت الرقم 1. هذا الخروج البسيط عن التقليد يحمل ميزة تحديد المرشح الأبرز للقب، وهو الدراج الذي كان بلا شك "رجل العام": الأكثر استمرارية، الأكثر تألقًا، وأحيانًا الأسرع (بدون الفوز باللقب العام لكنه حقق خمسة انتصارات في مراحل مختلفة خلال الموسم)، مع ابتسامة دائمة، وهذا ما يساعده بالتأكيد.
ثباته أوصله إلى المركز الثاني خلف منافسه الأمريكي في آخر نسخة من رالي داكار. وكانت القفزة النوعية التي حققها الدراج البوتسواني أكثر إثارة للإعجاب، حيث مثلت أفضل أداء على الإطلاق لفريق هيرو، ما عزز مكانة الشركة المصنعة الهندية بين الكبار في هذه الفئة. هذا التقدم في مستوى الفريق مكنهم من استقطاب التشيلي ناتشو كورنيخو إلى صفوفهم، حيث سيعمل إما كقائد فريق ثانٍ أو كمساعد موثوق به لـ "فيراري كالاهاري". وهذه الإضافة ستكون مفيدة للغاية عند مواجهة المنافسين..
مع وجود دراجتين على منصة التتويج في النسخة الأخيرة، يبدو أن فريق "مونستر إينرجي هوندا" يمتلك فرصة حقيقية للمنافسة على اللقب. ومع ذلك، هناك تساؤلات حول جاهزية قائدهم، ريكي برابيك، الذي تعرض لإصابة قوية في ركبته إثر حادث خلال رالي المغرب في أكتوبر. ورغم أن عودته إلى قمة مستواه ليست مستبعدة بالكامل، إلا أن أدريان فان بيفيرين أظهر أداءً أكثر استقرارًا منذ أن حقق المركز الثالث في داكار، حيث احتل المركز الثاني في بطولة العالم للراليات الصحراوية (W2RC)، مباشرة خلف روس برانش. وربما يكون الوقت قد حان للرجل القادم من شمال فرنسا لتحقيق حلمه في محاولته العاشرة، ولكن داخل معسكر هوندا، يظهر الإسباني الأصغر توشا شارينا نضجًا متزايدًا مع مرور كل عام. ويكاد يكون ضمن نفس مستوى فان بيفيرين ضمن ترتيب بطولة (W2RC)، بل حتى أنه تفوق عليه في المغرب، التي تعتبر بمثابة تجربة تحضيرية قبل داكار. ولا يفتقر الفريق الأحمر إلى المواهب، حيث يعد سكايـلر هاوز وبابلو كوينتانيلا من بين المنافسين الجادين أيضًا على اللقب الذي سيمنح في شبيطة.
شهد عالم "كاي تي أم" تغييرات كبيرة، حيث تم توحيد جميع الدراجين الأربعة التابعين للمصنع تحت راية واحدة. وكانت النتيجة الرئيسية لهذا التوحيد عودة الأخوين بينافيديس للعمل معًا، على الرغم من أن مستواهما الحالي يصعب تحديده. كيفن، الفائز مرتين برالي داكار (2021 و2023)، تعرض لحادث خطير أثناء الاستعداد لرالي "ديسافيو روتا 40"، بينما تعرض شقيقه الأصغر، لوتشيانو، أيضًا لحادث خلال نفس الحدث، لكنه تمكن من التعافي في الوقت المناسب ليحصد المركز الثالث في رالي المغرب.أما الورقة الرابحة للمصنّع النمساوي فقد تكون في أستراليا، مع دانيال ساندرز، الذي ترك خلفه اندفاع الشباب غير المحسوب أحيانًا، وتمكن من الهيمنة على رالي المغرب بوتيرة ثابتة. أخيرًا، لم يتمكن مدير الفريق، جوردي فيلادومز، من مقاومة إغراء ضم أحد ألمع المواهب من إقليم كتالونيا دون تأخير: إدغار كانيت، الذي لاحظ موهبته ناني روما عندما كان عمره 10 سنوات فقط. حقق كانيت المركز السابع في المغرب (المركز الثاني في فئة رالي 2) وهو في سن 19 عامًا فقط، وهو الآن يستعد ليصبح أصغر دراج مصنعيّ في تاريخ "كاي تي أم" في داكار.
يعتبر النجم الإسباني الشاب مرشحًا واضحًا للفوز بلقب أفضل ناشئ وربما حتى بلقب فئة رالي 2. الدراج الهندي هاريث نواه فاز بهذه الفئة في يناير الماضي، والدفاع عن لقبه سيكون أحد الأهداف الرئيسية لفريق شيركو، على الرغم من أن لورينزو سانتولينو يطمح للتواجد ضمن المنافسة على المراكز الخمسة الأولى. حين يتعلق الأمر بالمنافسة على الفوز واحد مراكز منصة التتويج في فئة رالي 2، فإن المنافسين قادمون بأعداد كبيرة. ينتقل رومان دومونتييه هذا العام إلى هوندا، ويسعى لاستعادة متعة انتصاره في عام 2023. في الوقت نفسه، أظهر الجنوب أفريقي السريع مايكل دوكيرتي بعض ملامح الثبات، حيث احتل المركز الثالث ضمن فئة رالي 2 في المغرب. خرج توبياس إبستر من فئة "أوريجينال باي موتول"، بحثًا تحقيق نتيجة قوية، بينما يبدو كونراد دابروفسكي، البالغ من العمر 24 عامًا فقط والمقبل على مشاركته الرابعة في داكار، مؤهلاً بشكل جيد لمواصلة تسلق سلم النجاح.
أوريجينال باي موتول: عودة إلى الأساسيات سواء على عجلتين أو أربع، يمتلئ رالي داكار بالعديد من "السباقات داخل السباق"، لكن فئة "أوريجينال باي موتول" تتميز بنكهة خاصة. يتخلى هؤلاء المتسابقون عن فريق المساعدة بشكل متعمد، ما يعني أنهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن صيانة وإصلاح مركباتهم بمجرد وصولهم إلى مخيم المبيت، وغالبًا ما يستمرون في العمل حتى وقت متأخر من الليل. إضافةً إلى هذه الصعوبات، يواجه هؤلاء المتحمسون لخوض تجربة داكار الأصيلة، تحديًا إضافيًا يتمثل في طبيعة هذه الفئة التي تعتمد على الجهد الفردي. ومع وجود 25 متسابقًا على خط الانطلاق في بيشة، حرص المنظمون هذا العام على تشديد القوانين لضمان تكافؤ الفرص بين المتنافسين، لا سيما فيما يتعلق بالمساعدة من المتسابقين خارج هذه الفئة. تشمل القوانين الجديدة أيضًا إعادة مجموعة من أقوى المنافسين إلى الترتيب، بما في ذلك – وليس فقط – أولئك الذين سبق لهم الوصول إلى المراكز الثلاثين الأولى. بالنسبة لنسخة 2025، تعد المنافسة بلقاء حماسي، حيث يعود بنجامين ميلوت، وخافي فيغا، وإيمانويل جيينيس إلى الساحة. كما ستشهد المنافسة مشاركة البلجيكي جيروم مارتيني، الذي حقق المركز الثاني في ظهوره الأول ضمن هذه الفئة العام الماضي خلف توبياس إبستر؛ والتشيكي ديفيد بابيسكا، أحد الأسماء البارزة بين المشاركين ضمن فئة "أوريجينال"؛ وربما حتى السعودي مشعل الغنيم، الذي يعود إلى المنافسة بعد غيابه عن النسختين الأخيرتين.