باقٍ من الزمن يوم واحد: على درب مناورة رائعة

January 2 ^nd ٢٠٢٥ - 19:39 [GMT + 3]

 حان الوقت الآن للتركيز على التسابق بعد أشهر من التحضيرات للدراجين، والسائقين والطواقم الذين سيصطفون على خطّ بداية النسخة 47 من رالي داكار بعد إكمالهم للفحوصات الفنية والإدارية في بيشة.

لكلّ متسابق تحدياته الخاصة به، حيث يهدف حامل اللقب كارلوس ساينز في الدفاع عن لقبه، الأمر الذي سيخوله معادلة انتصارات ناصر العطية والبالغ عددها خمسة انتصارات. ولكن، المنافسات محمومة أكثر من أيّ وقتٍ مضى في هذه الفئة سواءٌ من سيارات داسيا، ميني أو تويوتا هيلوكس، التي سيتولى السعودي يزيد الراجحي حمل رايتها.

في سباق الدراجات النارية، التحدّي الأكبر سيكون في مواجهة أدريان فان بيفيرين، حيث يطمح لتحقيق الفوز في مشاركته العاشرة في الرالي، بينما ستشهد فئة سايد باي سايد معركةً حامية الوطيس بين ترسانة بولاريس بقيادة كزافيه دي سولتريه وبين كتيبة كان-ام التي يترأسها الموهوب "شاليكو" لوبيز، الذي قام بانتقال مثالي للفئة إثر مشاركاته الأولى ضمن الدراجات النارية.

من جهتهم قد يستفيد راكبو الدراجات الرباعية الذين انتقلوا لفئة تشالنجر هذا العام، على غرار أليكسندر جيرو ونيكولاس كافيلياسو، من تجربة التشيلي ضمن سعيهم لتحقيق الفوز خلف عجلة القيادة هذه المرة بدلاً من مقود الدراجات.

كما يلوح أفق جديد في فئة الشاحنات، خاصة مع فريق دي روي الذي رحّب في صفوفه بالثنائي أليس لوبرايس وفايدوتاس زالا.

وتنتظر المشاركين في عملية "الجيل السعودي القادم" آفاق جديدة، حيث بدأت عملية تقييمهم بالفعل.

غداً تبدأ الفعاليات في وقتٍ مبكر من الصباح للدراجين، الذين سينطلقون مع الساعة السابعة و45 دقيقة حسب التوقيت المحلي في مرحلة استعراضية تمتدّ لـ 29 كيلومتراً، بينما ستشق السيارات طريقها في تمام الساعة العاشرة و35 دقيقة.

كارلوس ساينز يهدف لتحقيق التعادل

شارك السائق الإسباني كارلوس ساينز الأب في رالي داكار أول مرةٍ عام 2006، بعد عامين من أول مشاركةٍ للسائق القطري ناصر بن صالح العطية. إنما كان سبقه الإسباني في تسجل الفوز بلقب الرالي في عام 2010، نجح البطل القطري بتجاوزه بعد ذلك ويفخر الآن بخمسة ألقاب في جعبته. سجّل الماتادور في 2024 فوزه الرابع في سيارة أودي هجينة، لذا فإنه يلحق بالركب ويهدف إلى تحقيق التعادل في سيارة فورد "رابتور" الجديدة كليًا التي سيقودها لمصلحة فريق "إم سبورت". فيما يُشارك ناصر، مُنافسه منذ 18 عامًا، للمرة الأولى في سيارة داشيا "ساندرايدر"، وقد تكون المرحلة الخاصة المراثونية "48 ساعة كرونو" التي ستقام في اليوم الثالث حاسمةً في هذه المنافسة بينهما، قال كارلوس: "نحتاج إلى إكمال الأسبوع الأول في وضعٍ جيد، وهو ما سيكون صعبًا لأننا سنكون دون مساعدةٍ ليومين"، وأضاف: "فيما يخص للخطة، أبطأت في 2024 سرعتي في المرحلة الخاصة السابقة مما سمح لي بكسب الوقت في المرحلة الماراثونية ليومين. ومع ذلك، سيكون هناك هذا العام مرحلة خاصة بطول 400 كيلومتر قبل ذلك، لذلك من الصعب جدًا حسابها. هناك صعوبة أخرى هذا العام تتمثل في أنه سيكون لدينا مسافة كبيرة لاجتيازها دون آثار الدرّاجات النارية أمامنا. لذا سيكون الأمر صعبًا للسائق الذي يفتح الطريق، وسيشكل عائقًا". ستكون التكتيكات والسرعة محور الرالي، ويدرك حامل اللقب جيدًا أنه سيتعيّن عليه أن يكون على مستوى المهمة في كلا الجانبين من أجل الدفاع عن لقبه. اختتم كارلوس حديثه بالقول: "نبدأ في كتابة فصل جديد مع سيارة جديدة. واثقٌ بشكل معقول مما رأيته في رالي المغرب. هذه هي النسخة الأكثر انفتاحًا التي رأيتها على الإطلاق، مع أربعة صانِعين يُنافسون على اللقب. آمل أن نتنافس جميعًا على الجائزة الكبرى ".   أخيرًا، عزّز فريق "إم سبورت" ترسانته بأسماء رنّانة في عالم الراليات الصحراوية، السائقين الإسباني خوان "ناني" روما، والسويدي ماتياس إكستروم - زميل كارلوس في فريق أودي السابق، والأمريكي ميتش غوثري.

  فرصة أسطورية لفان بيفيرين؟

هذا العام يُشكّل 11 دراجاً مجموعة حصرية من "الأساطير"، وهو لقب مخصص للمشاركين الذين في رصيدهم 10 مشاركات أو أكثر في داكار. ستيفان سفيتكو هو حالياً صاحب عدد أكبر مشاركات بـ 16 سباقاً، متقدماً على فرانشيسكو أريدوندو (15)، وإيمانويل جينيس ودافيد كاستو (14 مشاركة لكليهما) وبابلو كوينتانيا (13). الأكثر خبرة من بين الدراجين الرسميين لا زال حتّى الآن لا يُشعر بأنّ السنوات الطويلة قد أنهكته: "صراحةً أنا سعيد بقدرتي على مواصلة ركوب الدراجة في هذا المستوى. حظيت بلحظات جيدة وأخرى سيئة في داكار، مع تحقيقي لنتائج قوية من جهة وتعرضي لإصابات وحوادث سقوط من جهة أخرى، لكن هكذا هي الرياضة. أملك جميع مقومات النجاح وأنا على قدر التحدّي". ثلاثة دراجين سينضمون لهذه المجموعة وهم: "ناتشو" كورنيخو، ريكي برابك وأدريان فان بيفيرين. بالنسبة لحامل اللقب فالهدف واضح، وهو الوقوف مجدّداً على قدميه بعد سقوطه في رالي المغرب: "في نهاية المطاف لم تُصَب رُكبتي في المغرب بل قصبة الساق. توجب عليّ أخذ راحة وتمّ وضع 12 مسماراً لكنّي هنا من جديد للتسابق. إجمالاً خسرتُ شهراً واحداً فقط وهذا ليس سيئاً للغاية. أنا في أفضل حالاتي". الحصول على لقب "الأسطورة" يعني أنّ الفرنسي أمام فرصة للتخلص من رقم قياسي غير مرغوب فيه: لم يسبق لأيّ من المتوجين في داكار ضمن الدراجات الانتظار 10 سنوات قبل احراز اللقب. حالياً يمتلك ناني روما السلسلة الأطول بين مشاركته الأولى في 1996 وفوزه في 2004 حيث شارك في 9 مناسبات، لكن هذا لا يُحبط من عزيمة فان بيفيرين، إذ قال: "من الناحية البدنية أنا أفضل من أيّ وقتٍ مضى. لا أشعر بأنّ مسيرتي على الدراجات النارية وصلت لنهايتها. كادت مسيرتي تنتهي في مناسبتين على الأقلّ لكن أكثر من أيّ وقتٍ مضى أنا في وضع جيّد للفوز". ستلعب اللياقة البدنية دوراً كبيراً مع تواجد مرحلة 48 ساعة الماراثونية في وقت مبكر من الرالي. وعلّق الفرنسي على ذلك قائلاً: "تواجد مرحلة 48 ساعة منذ البداية لا يصُبّ لصالحي لأنّ باقي الدراجين لن يكونوا منهكين. العام الماضي انتهزت الفرصة في هذه المرحلة خلال الأسبوع الثاني لأنّنا جميعاً بدأنا مع مستويات متفاوتة من الإرهاق. هذه المرة، سيكون الجميع في حالة أفضل ولا أعتقد بأنّ أيّ أحد سينهار من الناحية البدنية".  

تويوتا وقائمة المتنافسين  

سيُشيّد فريق "أوفردرايف للسباقات" يوميًا حظيرة الصيانة الآمنة المُتنقلة لاستقبال 16 سيارة تويوتا "هايلوكس". قد تكون بألوان فرق مختلفة، لكننا نجِد تحتها المركبة الوحيدة التي أصبحت المرجع في فئة "ألتيمايت" العُليا إلى أن فاز السائق الإسباني كارلوس ساينز الأب في سيارة أودي الهجينة العام الماضي. يُعدّ السائق السعودي يزيد الراجحي رأس حربة الفريق البلجيكي ونجم بلاده المملكة العربية السُّعُودية، وها هو الآن يستعد للمشاركة في رالي داكار للمرة الـ 11 في مسيرته الرياضية. بما في ذلك إنهاء الرالي على منصة التتويج (المركز الثالث في نُسخة 2022). سجّل السائق البرازيلي لوكاس مورايس أفضل نتيجةٍ لفريق "تويوتا أوفردرايف" في عام 2023، في مشاركته الأولى في سباق الرالي. أثبت البرازيلي أنه النجم الصاعد في صفوف تويوتا، مع احتلاله المركز الثالث في الترتيب العام لبُطولة العالم للراليات الصحراوية "دبليو 2 آر سي" موسم 2024. نتيجةً لذلك، يُعد لوكاس الآن أحد أبرز المرشحين للفوز إلى جانب زميله السعودي.   قال لوكاس: "من الجنون بعض الشيء أن أجد نفسي على هذا المستوى. صحيح أنني اكتسبت الخبرة، لكن هذا ضروري عندما ترى أن حتى السائقين مثل كارلوس ساينز أو ناصر العطية استغرقوا بعض الوقت لتسجيل الفوز برالي داكار. لذا، واثقٌ من أن لدي فرصة، لكنني بدأت أدرك أن رالي داكار طويل جدًا. ستكون الخُطَّة المحكمة والحذر شعارنا مع هذا الطريق غير المعتاد خلال الأسبوع الأول، مع البقاء قريبين من أسرع السائقين ".   أما بالنسبة للمدرسة الجنوب أفريقية، فسيكون السائق جينييل دي فيلييرز أو هينك لاتيغان أو غاي بوتيريل أيضاً في دائرة المنافسة على المراكز الأولى، وكذلك السائق الأمريكي سيث كوينتيرو ابن ولاية كاليفورنيا. مع هذه المجموعة من السائقين المميزين قد يُغفل البعض المشاركة الأولى للسائق الليتواني روكاس باتسيوشكا في الفئة العُليا. انتقل روكاس لهذه الفئة بعد تسجيله عدد من منصات التتويج في فئتي المركبات الصحراوية الخفيفة القياسية "أس أس في" والأنموذجية "تشالينجر". إضافةً إلى ثلاثة ألقاب في هذه الفئة في بُطولة العالم للرالايت الصحراوية. يُنافس روكاس الآن في الفئة الأقوى، وليه فرصة للتألُّق في فئة صعبة، حيث قال: "إنها أول مشاركة لي في فئة ألتيمايت، لكنها ليست المرة الأولى التي أقود فيها سيارة هايلوكس. إذ شاركت في باخا أراغون في إسبانيا، وأنهيته في المركز الثاني في فئة (تي 1+)، وباخا حائل في السعودية، حيث أنهيته في المركز الثالث. لدي الكثير من الخبرة في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة القياسية والأنموذجية. لكن هذا مختلف تمامًا. سأكون مطمئنًا بعد المرحلتين الخاصتين الاستعراضية والأولى إذا كنا ضمن أول 20 مركزا لأن هذه النسخة من داكار تبدو وكأنها الأكثر انفتاحًا في تاريخ الرالي".

أمريكا الشِّمالية في مواجهة أمريكا الجنوبية

بعد فوز السائق الفِرنسي زافييه ي سولتريه بلقب فئة المركبات الصحراوية الخفيفة من الإنتاج التجاري الواسع "أس أس في" في مركبة بولاريس "آر ز آر برو آر" في رالي داكار 2024، تشهد نُسخة 2025 مشاركة "كان - أم" بمركبةٍ جديدة "مافريك آر"، التي كشفت عنها قبل أسابيع قليلة فقط من الحصول على موافقة الاتحاد الدُّوَليّ للسيارات "فيا" الرسمية للمشاركة في رالي المغرب الصحراوي. مع أنّها لم تترك بصمة لافتة في النتائج النهائية للرالي إلا أنها قدمت عرضًا مثيرًا للإعجاب، خاصةً مع بين يدي تشاليكو لوبيز، الفائز بلقب الفئة في نُسخة 2019، إضافةً إلى لقب فئة المركبات الصحراوية الخفيفة الأنموذجية "التحدِّي" (تشالِنجر) في نُسختي 2021 و 2022. تشاليكو أحد أربعة سائقين ضمن فريق "كان - أم" المصنعي. في المُقابل، يُشارك زافييه مع فريق "سيباستيان لويب للسباقات"، متطلِّعًا للمنافسة بروحية رياضية وسعيدًا بخوض مثل هذه المنافسة، حيث قال: "ما فعلناه العام الماضي كان استثنائيًا. سيكون ذلك رائعًا إذا تمكنا من فعل ذلك مرةً أخرى. لقد صبح فريقنا أكبر بانضمام السائق بروك هيغر، أحد أفضل السائقين الأمريكيين. كما يُكثّف منافسونا استعداداتهم وسأكون سعيدًا بالمنافسة مع تشاليكو. وجود منافس من فئته في هذه الفئة أمر جيِّدٌ للرالي". لن يكون بروك السائق الأمريكي الوحيد الذي يُشارك أول مرةٍ في الرالي في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة القياسية.   فيما يخصّ فريق "كان - أم" المصنعي، انضم سائقان أمريكيان، هانتر ميلر ابن ولاية تكساس مع الملّاح أندرو شورت، وسارة برايس، التي شاركت للمرة الأولى العام الماضي وأنهته في المركز الرابع. سيجلس إلى جانب بنت ولاية كاليفورنيا الملّاح شون بيريمان، الذي فازَ بلقب الفئة مع السائق كايسي كوري في نُسخة 2020. على الورق، يبدو هؤلاء السائقون واعدون، لكن تُدرك سارة جيدًا تفاصيل رالي داكار: "في الولايات المتحدة، ينجذب الكثير من الناس إلى رالي داكار في الوقت الحالي، لكن لم يخُض أحد هذه التجربة منذ مدة. لقد جربت حظّي العام الماضي. لقد تعاملت مع الرالي بتواضع وتمكنّا من الحصول على نتيجة جيدة. يبدو أن هذا أعطى الآخرين أفكارًا. أعرف بروك هيغر وزميلي في الفريق هانتر ميلر جيدًا. لديهما خبرة أكثر مني في فئة المركبات الصحراوية في أمريكا. لكن في رالي داكار الفوز لا يذهب دائمًا للسائق الأسرع".

تغيير كبير لأليكسندر جيرو

سيراً على خُطى سيمون فيتز، الذي انتقل لفئة ألتيمايت في 2021، ونيكولاس كافيلياسو، الذي انضم لفئة تشالنجر في 2023، حان الدور هذا العام على مانويل أندوخار وأليكسندر جيرو للانتقال من الدراجات الرباعية لفئة السيارات. ويجدر بنا القول أنّ هذا الانتقال كان إجبارياً مع خسارة فئتهما السابقة لمكانها في داكار. سيتولى الأرجنتيني الذي حقق الفوز في مناسبتين (2021 و2024) قيادة مركبة كان-ام لفائدة فريق ساوث ريسينغ. بينما سيتواجد الفرنسي، الفائز في 2022 و2023، ضمن فئة تشالنجر خلف مقود مركبة أو.تي3 التابعة لفريق "جي رالي". "ركوب الدراجات الرباعية هو شغفي" قال جيرو. وأضاف: "لا زلت دراجاً ضمن صفوف ياماها فيما تبقى من الموسم. ولكن بعد فوزين وثلاث منصات تتويج حان الأوان لتحدٍّ جديد. جاء الانتقال لفئة تشالنجر في الوقت المناسب". وعلى الرغم من أنّه لن يبدأ من الصفر، يعي جيرو بأنّ أمامه الكثير لتعلمه هذا العام، إذ تابع: "سآخذ تعليمات المبتدئين بكلّ تواضع، لكن لديّ أفضلية لمعرفتي الجيّدة بالرالي. أعرف أكثر من أيّ شخصٍ آخر بأنّ داكار هو لعبة تحيّن الوقت المناسب". ووقع اختياره على جيريمي جاكوميلي ليكون ملاحه، حيث أردف: "كان بإمكاني اختيار ملاح أكثر خبرة، لكن بما أنّني قمت بالسباق بمفردي من قبل فأفضّل المساهمة في الملاحة. عملنا كثيراً مع جيريمي، لذا هو يعرف بالضبط المعلومات التي يجب تقديمها لي". بالنسبة للباقي، أكّد على ضرورة الاستمتاع بوقته: "المركبة بمثابة دراجة رباعية ضخمة. هناك عجلة قيادة عوضاً عن مقود الدراجة والدواسات، لكنني دائماً ما شاركت على أربع عجلات. بإمكانها الانحراف وتخطي العقبات". ومع مشاركة مانويل أندوخار في فئة سايد باي سايد لن تجمعه معركة مباشرة مع غريمه التقليدي. لكنه سيجد أرجنتينياً آخر في انتظاره، نيكولاس كافيلياسو، الذي انتقل بدوره من فئة الدراجات الرباعية لتشالنجر قبل عامين وأنهى بطولة العالم للراليات الصحراوية "دبيلو 2 آر سي" في المركز الثاني العام الماضي.

لوبرايس وزالا يحملان الراية الهولندية في داكار

فريق دي روي هو فريق هولندي بامتياز في داكار. فاز جان في 1987 ومن ثمّ حقّق ابنه جيرارد الفوز في 2012 و2016 قبل أن يعتزل القيادة ويتولى إدارة الفريق. ومنذ ذلك الحين وصلت شاحنات دي روي مجدّدا لأعلى عتبات منصات التتويج بفضل جانوس فان كاستيرين في 2023، لكن هناك تغييرات جلية هذا العام. ستتولى آنيا فان لون، التي أحرزت المركز 12 خلال مشاركتها الأولى في الفئة العام الماضي، قيادة إحدى شاحنات إيفيكو لكن المرشح الأبرز للظفر باللقب في الشبيطة بالنسبة للفريق هو أليس لوبرايس. بالفعل قرّر التشيكي، الذي اكتفى بالمركز الثاني العام الماضي، الانضمام للفريق هذا العام ضمن سعيه لحصد اللقب الذي لا زال يتجنبه: "اعتمدتُ خطة مختلفة تماماً عن باقي السباقات وأعتقد بأنّه في وسعي الفوز. أعلم أنّه توجد العديد من السيناريوهات المحتملة في داكار لكن لدي هدف واحد. سأتحلى بالصبر خلال الأسبوع الأوّل لأنّه يجب أن تدرك بأنّ هذا السباق طويل للغاية". وقد يُشعل الوافد الجديد على الفئة الليتواني فايدوتاس زالا، المنضم لفريق دي روي، المنافسات حيث كان دائماً قاب قوسين أو أدنى من دخول ترتيب العشرة الأوائل خلال مشاركاته التسع ضمن السيارات لكنه أراد تجربة جديدة ورؤية السباق من منظور مختلف بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى: "لطالما أحببتُ الشاحنات الكبيرة. في السابق عند نقل السيارة من ليتوانيا للميناء كنت أتولى قيادة الشاحنة التي تحملها. في السنوات الأخيرة عندما واجهنا مشاكل ميكانيكية ووجدنا أنفسنا على قارعة الطريق كنتُ أرى الشاحنات تمرّ بجانبنا وفكرتُ بأنّه ربّما سيكون من الجيد خوض الرالي في هذه الفئة. لديها أيضاً مقود ودواسات وإطارات، لذا فهي لا تختلف كثيراً". لا أحد يُشكك في مهاراته كسائق، لكن زالا غير واثق حول كيفية ترجمة ذلك على متن مركبة تزن 10 أطنان: "أنا متخوف بعض الشيء من المراحل التي تمتدّ على 500 كيلومتر، حيث سيتوجب علينا الهجوم باستمرار لأنّها ستكون متطلبة من الناحية البدنية. الاختبار الحقيقي سيكون المرحلة الاستعراضية والمرحلة الأولى، لكني لا أعلم موقعي مقارنةً بالآخرين. أشعر بأنّني حديث السنّ بالمنافسات وذلك منعش".

الجيل السعودي القادم: متابعة التطوُّر

 بعد تعرفهم الأولي على مركباتهم الصحراوية الخفيفة أمس، استفادت الفرق الخمسة المسجلة في "أكاديمية الجيل السعودي القادم" من تجربة مقطع صحراوي بطول 75 كيلومترًا تقريبًا اليوم. وكما هو الحال مع أي تدريب، اكتشف المدرب الرئيس المسؤول عن الإشراف عليهم العديد من الأخطاء، لكن لدى المُدرّب إيدو موسي نية حازمة لتقييم التقدم بدلًا من مستوى المهارة من أجل تحديد السائق الذي قد يكون لديه فرصة جدية في رالي داكار مستقبلًا. قال إيدو: "على مقياس من 1 إلى 10، أجد أن الشخص الذي يبدأ عند 9 لينتهي بـ 10 أقل إثارة للاهتمام من شخص يقفز من 2 إلى 8! تعرّض سائقان لحادثة انقلاب المركبة، لكن هذا لا يعني استبعادهما بأي حال من الأحوال. ما أراه هو أن لديهم رغبة خاصة في الفوز بعزيمةٍ لم أكن أتوقعها من قبل". وبالحديث عن العزيمة، فإن ميريهين الباز إحدى سائقتين تشاركان في التحدي ويمكنها أن ترفع رأسها عاليًا مقارنة بزملائها. إنها ميكانيكية من جدة، مدفوعةٌ بذكرى والدتها المتوفاة مؤخرًا التي شجعتها على الثقة بأحلامها، تنوي أن تثبت أنها تستحق مكانها في رالي داكار، حيث قالت: "لم تكن والدتي تعرف كيفية القيادة، لكنها كانت من علمتني سرًا، دون علم والدي. بفضلها أنا هنا وعلى مدار اليومين الماضيين، شعرت وكأنني في بيتي عندما صعدت إلى هذه المركبة، الأمر أشبه بركوب دراجة. ومع ذلك، من السهل أن تثق بنفسك كثيرًا وترتكب خطأ. بشكل عام، من الرائع أن أتمكن من التعلم مع هذه المجموعة ومن هؤلاء الأشخاص المهرة".