سِرَّادوري يُجاري الكبار

Dakar 2020 | المرحلة 8 | وادي الدواسر > وادي الدواسر
January 13 th ٢٠٢٠ - 16:02 [GMT + 3]

أدّى غياب الدرّاجين لافتتاح المسارات إثر إلغاء مُشاركتهم في المرحلة الخاصة الثامنة (وادي الدواسر - وادي الدواسر) إجلالًا لروح الدرّاج البُرتُغالي باولو غونسالفِس، الذي أسلَمَ الروح في مرحلة البارحة، إلى أن يكون المُشاركون في فئة السيارات أولى المُنطلقين في المرحلة من دون آثار إطارات على المسارات وواجهوا صعوبات تتعلق بالملاحة. سمح هذا لاسمٍ جديد بالبُروز على مسرح الرالي، حيث فاز بها السائق الهاوي السريع الفرنسي ماثيو سِرَّادوري (سِنتشوري باغِّي).

التركيز:

تُعطينا كلمة وادي في اسم المنطقة "وادي الدواسر" لمحةً سريعةً عن المرحلة الخاصة الثامنة، التي شاركت فيها فئات السيارات والمركبات الصحراوية الخفيفة والشاحنات فقط. لم تشعر الفرق بالراحة خلالها، باستثناء مئة كيلومتر تقريبًا حول هضبة واجد حيث العديد من الأخاديد الرائعة تُوفِّر نوعًا من مُتعة القيادة بين الكُثبان الرملية. وبالتأكيد، في مُعظم المرحلة، كان تباين درجات لون الرمال بحسب المكان تحت الشمس التغيير الوحيد بالنسبة للسائقين: المَغْري والبُرتُقالي والأصفر الغامق والرملي. بدأت المرحلة بمقطع سريع ومُستقيم في أول خمسين كيلومترًا منها، بعدها كان على السائقين تجاوز سلسلة من الكُثبان الرملية وُصولًا لخطِّ النهاية. وفي هذا الصدد لم يُواجه المُتخصصُّون المُعتادون على هذه النوعية من المسارات مشاكل.


الأساسيات

على الرغم من أن السائق الفرنسي ماثيو سِرَّادوري (سِنتشوري باغِّي) قد علق في الرمال الكيلومترات الأولى من المرحلة الخاصة السابعة (الرياض – وادي الدواسر)، إلا أن أداؤه على تضاريس المرحلة الخاصَّة الثامنة (وادي الدواسر – وادي الدواسر) كان مثاليًا. لقد استفاد الدرّاج السابق من آثار العجَلات التي خطَّتها عجلات سيارات الإسباني كارلوس ساينز (ميني) والقَطَري نـَاصـِر بِنْ صـَالـِح الْعـَطـِيـَّة (تويوتا) والفرنسي استيفان بيتِرهانسل (ميني) أمامه، حيث خسروا وقتًا بسبب الملاحة، من أجل تسجيل أسرع توقيت وأفضل أداء، مُنهيًا المرحلة بفارق أربع دقائق عن أقرب مُنافسيه، السائق الإسباني فِرناندو ألونسو (تويوتا) الذي سيكون له مُستقبلٌ باهر بالتأكيد.

أما في فئة المركبات الصحراوية الخفيفة، ينتظر السائق الأمريكي ميتشِل "ميتش" غاثري ("أو تي 3") هو الآخر مُستقبلٌ واعدٌ أيضاً، حيث سجَّل أسرع توقيت في هذه المرحلة، مع العلم بأنه يُشارك في تصنيف "تجربة رالي داكار"، في حين تمكَّن السائق التشيلي فرانشيسكو "تشاليكو" لوبيز (كان أم) من تعويض بعض الوقت الذي خسره في المرحلة السابقة لصالح السائق الأمريكي كايسي كارِّي (كان أم)، مُتصدِّر الترتيب العام المُؤقَّت لهذه الفئة.


في فئة الشاحنات، لا يزال السائق الروسِّي أندري كارجينوف (كاماز) يُسيطر على الترتيب العام المُؤقَّت لهذه الفئة، وذلك بفضل تحقيقه فوزه الثالث على التوالي بمراحل رالي داكار 2020، حيث عزَّز صدارته.


أداء اليوم

لقد أنهى السائق الإسباني فِرناندو ألونسو مرحلة اليوم ثانيًا رغم تعرّضه لانثقاب في الإطارات، وهذه أفضل نتيجةٍ لبطل العالم السابق في الفورمولا واحد مرَّتين، وبعد خوضه ثمانية مراحل في مُشاركته الأولى في رالي داكار. يبدو بأن الإسباني يتأقلم بسُرعة في هذه الفئة الجديدة عليه من رياضة السيارات، تمامًا كما فعل في سباقات التحمُّل على الحلبات حيث فاز بلقب سباق"24 ساعة في لومان" مرَّتين وأحرز لقب بُطولة العالم لسباقات التحمُّل "دبليو إي سي". مع ذلك، الأمور مُختلفة تمامًا في الراليات الصحراوية، إلا إن حُب ألونسو لها يزداد، وقد لا ننتظر طويلًا حتى نرى تحقيقه أولى النجاحات في رالي داكار. ماذا عن دخول قائمة المُرشَّحين للفوز بلقب الرالي في العام المُقبل؟


الضربة القاضية

لقد كانت طموحات السائق الإسباني جيرار فارِّس (كان أم) عاليةً في رالي داكار 2020 في المملكة العربية السعودية في المُنافسة على لقب فئة المركبات الصحراوية الخفيفة، وهي طموحاتٍ مشروعة يُعززها تحقيقه لقب الوصافة لهذه الفئة في نُسخة العام الماضي في البيرو، إلى جانب كونه من المُحنَّكين في رالي داكار، إذ شارك في 11 نُسخة سابقة في فئة الدرّاجات النارية. مع ذلك، سُرعان ما أصبح الرالي كابوسًا بالنسبة له، إذ وجد نفسه خارج الترتيب العام للفئة رغم فوزه بمِرحَلَتَيْن من مراحل هذا العام. شكَّلت الكيلومترات الـ 400 في مرحلة اليوم مُشكلةً عويصةً للإسباني، حيث اصطدمَ بأحد المُتنافسين مما أدى لتراجعه أكثر وأكثر في الترتيب العام. يُعزِّي فارِّس نفسه باحتلال زميلَيْه في فريق "الجنوب للسباقات" المَركَزَيْن الأول والثاني في الترتيب العام.


إحصائية اليوم:

"32 عامًا": يُعتبر السائق الفرنسي ماثيو سِرَّادوري (سِنتشوري باغِّي) الفائز بالمرحلة الخاصة الثامنة، قبل شيء وفي المقام الأول مُديرًا لشركةٍ مُتخصصة في الكهرباء، يُمضي أيام إجازته في رالي داكار. لذا فإنه يُعتبر أول سائقٍ هاوي يتغلَّب على سائقين مُحترفين وفرق مصنعية وخبيرة مُنذ 32 عامًا، وكان آخر سائق ستمكَّن من تحقيق هذا الإنجاز البلجيكي غاي دِلادريه، الذي سجَّل أفضل توقيت في المرحلة قبل الأخيرة في السنغال من رالي داكار 1988.


تصريح اليوم

قال ماثيو سِرَّادوري: "أنا مسرورٌ للغاية، إنها قصة رائعة، لم تكُن مرحلة البارحة جيدة، ارتكبنا خطأً ودفعنا ثمنًا باهظًا، أما هذا الصباح، فقد كُنا بأعلى جُهوزية وتقدمنا على الجميع. أُهدي هذا الفور لباولو غونسالفِس [الدرّاج البُرتُغالي الذي تُوفي خلال المرحلة الخاصة السابعة]، لأنني درّاجٌ سابق، ليس من السهل أن تحصل على الدافع بعد يومٍ شبيهٍ بذلك كما كُنت أنا وملّاحي فابيان لوركين هناك أيضاً، ولكن هنالك مُقاتلان في السيارة، وأنا سعيدٌ بهذه النتيجة".

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي

احصل على معلومات حصرية